مسؤولون أمريكيون: قوات روسيا في سوريا بلغت 4 آلاف مقاتل

الخميس 5 نوفمبر 2015 05:11 ص

قال مسؤولون أمنيون أمريكيون وخبراء مستقلون إن عدد أفراد القوات العسكرية الروسية في سوريا وصل إلى نحو أربعة آلاف، غير أن هذا العدد إلى جانب الضربات الجوية الروسية التي بدأت قبل أكثر من شهر لم يؤد إلى تحقيق القوات الموالية للنظام السوري مكاسب ميدانية كبيرة.

وكان لموسكو التي احتفظت بوجود عسكري في سوريا على مدى عقود بوصفها حليفة لعائلة «بشار الأسد» ما يقدر بنحو ألفين من أفراد الجيش هناك عندما بدأت غاراتها الجوية في 30 سبتمبر/أيلول الماضي.

وأوضح مسؤولون أمنيون أمريكيون أن عدد القوات الروسية وصل إلى المثلين تقريبا منذ ذلك الحين كما ازداد عدد القواعد العسكرية التي تستخدمها.

وقال ثلاثة مسؤولين أمنيين أمريكيين مطلعين على تقارير مخابرات أمريكية إن روسيا تكبدت خسائر أثناء القتال شملت سقوط قتلى لكنهم أشاروا إلى أنهم لا يعرفون الأعداد بدقة.

وللولايات المتحدة مصادر معلومات غير قليلة في المنطقة إلى جانب الصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية والتجسس الإلكتروني كما أن لها اتصالات بمقاتلين من جماعات المعارضة السنية المعتدلة والأكراد في سوريا.

القوات الروسية ترفض التعليق

ورفضت وزارة الخارجية الروسية التعليق على حجم القوات الروسية الموجودة في سوريا أو ما إذا كانت قد تكبدت أي خسائر بشرية وأحالت الأسئلة إلى وزارة الدفاع.

وأكّد الكرملين أنه ما من جنود روس يضطلعون بمهام قتالية في سوريا لكنه قال إن هناك مدربين ومستشارين يعملون الى جانب جيش النظام السوري فضلا عن قوات تحرس القواعد الروسية في غرب سوريا.

وكانت حالة الوفاة الوحيدة التي أعلنت عنها الحكومة الروسية هي لجندي قال الجيش إنه انتحر على الرغم من تشكيك والديه في هذه الرواية.

وانتقدت الولايات المتحدة بشدة قرار الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» التدخل في الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات ونصف وتكهن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» بأنها ستغرق روسيا في مستنقع.

لكن «باراك أوباما» بدوره لم يحقق نجاحا يذكر في التأثير على مسار الحرب السورية، وتشن الولايات المتحدة غارات على أهداف لتنظيم «الدولة الإسلامية» منذ اكثر من عام وفي الأسبوع الماضي أمر «أوباما» بإرسال 50 من أفراد القوات الخاصة الأمريكية الى سوريا لتقديم المشورة لفصائل المعارضة التي تدعمها واشنطن.

جنود منتشرون خارج القواعد

وقال مسؤول دفاعي أمريكي إن المقاتلات الروسية تقلع حاليا من أربع قواعد غير أن عددا من أطقم تشغيل منصات إطلاق الصواريخ وبطاريات المدفعية طويلة المدى منتشرون خارج هذه القواعد ،مضيفا: «لديهم الكثير من الأفراد خارج القواعد».

وقالت «فكتوريا نولاند» وهي أكبر دبلوماسية أمريكية معنية بشؤون أوروبا للمشرعين الأمريكيين إن روسيا بدأت نشر قطع برية مثل قطع المدفعية في المناطق التي فقدتها القوات السورية وسيطرت عليها الفصائل المعارضة المعتدلة ويشمل ذلك أراضي قرب مدينتي حماة وحمص.

وقالت «نولاند» مساعدة وزير الخارجية لشؤون أوروبا: «روسيا تنشر مدفعيتها وقطعا برية أخرى حول حماة وحمص مما يزيد الى حد كبير من إمكانية تعرض الجنود الروس لهجوم مضاد».

وتقع القاعدة العسكرية الروسية الرئيسية في مطار «باسل الأسد» الدولي على مقربة من مدينة اللاذقية الساحلية.

ويبدو أن العمليات العسكرية البرية الحالية تهدف إلى تأمين سيطرة «بشار الأسد» على منطقة تمتد من حلب في الشمال مرورا بحماة وحمص إلى دمشق والحدود اللبنانية جنوبا.

وقال المسؤولون الأمريكيون وخبراء مستقلون إن العمليات العسكرية البرية أخفقت حتى الآن في تحقيق تقدم كبير على الرغم من الغارات الروسية.

ومن العوامل الأساسية على ما يبدو خسارة القوات الموالية للحكومة لدبابات ومدرعات أخرى بسبب صواريخ «تاو» أمريكية الصنع المضادة للدبابات التي تمد بها السعودية جماعات معارضة تحارب «الأسد».

وقالت روسيا عندما بدأت غاراتها إنها تستهدف بالدرجة الأولى «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على مساحات واسعة من شمال سوريا.

وتقول حكومات غربية ونشطاء معارضون للنظام السوري إن روسيا في معظم الأحيان تقصف جماعات مسلحة أخرى بعضها تدعمها الولايات المتحدة.

وأظهر تحليل أجرته «رويترز» الشهر الماضي لبيانات وزارة الدفاع الروسية أن نحو 80% تقريبا من الأهداف المعلنة التي استهدفتها المقاتلات الروسية كانت في مناطق لا يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية».

خط إمداد لوجيستي

وقال مسؤول في المخابرات الأمريكية إن العمليات العسكرية التي يدعمها الروس قد تحقق تقدما لكن كلما طالت فترة الجمود زاد الضغط على بوتين ليدرس خيارات بديلة.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة الموضوع إن «العمليات العسكرية الكبرى لا تزال في بدايتها».

وأضاف «كريستوفر هارمر» وهو محلل في معهد دراسات الحرب للأبحاث إن زيادة القوات الروسية على الأرض توفر أفراد الدعم اللوجيستي اللازمين لاستمرار العمليات القتالية.

وأوضح «هارمر»: «ما حدث على الأرجح هو أنه بمجرد أن نشر الروس ما يكفي من القوات لبدء العمليات العسكرية قاموا بذلك... الزيادة الى أربعة آلاف هي الدعم اللوجيستي لمساندة القوات المقاتلة»، وتوقع أن تزيد القوات الروسية إلى ثمانية آلاف فرد أو أكثر.

وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال مصدر عسكري رفيع موال للحكومة السورية إن ثلاثة مواطنين روس على الأقل يقاتلون مع القوات الحكومية السورية قتلوا بقذيفة سقطت على موقعهم قرب اللاذقية، ونفت السلطات الروسية بشدة في ذلك الوقت مقتل أي من قواتها.

  كلمات مفتاحية

روسيا سوريا بشار الأسد القوات الروسية فلاديمير بوتين باراك أوباما الكرملين

«ستراتفور»: إيران وروسيا لا تحملان نفس الالتزام تجاه «الأسد»

مصادر: روسيا تمنح نظام «الأسد» 100 ألف طن من القمح

المعارضة السورية تتهم روسيا بقصف مواقعها.. والكرملين يرد: استهدفنا منظمات «إرهابية»

الكرملين: استخدام القوة الروسية في سوريا يهدف لدعم «الأسد» ومكافحة الإرهاب

«الكرملين» لا يؤكد صحة تصريحات «أوباما» عن تغير موقف بوتين من «الأسد»

المعارضة السورية تستعيد السيطرة على بلدة استراتيجية في ريف حماة

موسكو: لا نعتبر كل المعارضين في سوريا «إرهابيين»

مدونون يرصدون مواقع جنود روس بسوريا

«الدولة الإسلامية» يهدد بشن هجمات في روسيا «قريبا جدا»