أكدت متحدثة الخارجية الروسية "ماريا زخاروفا" أن بلادها تتخذ موقفا متساويا بشأن الخلافات بين إثيوبيا والسودان ومصر حول أزمة سد "النهضة"، وتدعو جميع الأطراف إلى اتخاذ نهج مسؤول لحل النزاع المائي.
وفي إفادة صحفية الخميس، قالت "زاخاروفا" إن روسيا اتخذت في 8 يوليو/تموز الجاري "موقفا متساويا فيما يتعلق بالخلافات بين الدول الثلاث بشأن ملء وتشغيل سد النهضة".
وشددت المتحدثة الروسية على "وجود ضرورة ملحة لمواصلة المشاورات بين أطراف أزمة السد بعد انتهاء المرحلة الثانية لملء خزان السد، بما في ذلك مراعاة الاستعداد الذي أعرب عنه الجانب الإثيوبي لمثل هذه المشاورات".
وأوضحت أن روسيا ترى أنه يجب السعي إلى حل للأزمة يأخذ بعين الاعتبار المفاوضات الثلاثية برعاية الاتحاد الأفريقي.
وختمت "زاخاروفا": "ندعو جميع الأطراف إلى اتخاذ نهج مسؤول تجاه مشكلة تسوية الخلاف على المياه، ونأمل في تحقيق نتيجة سريعة تعود بالنفع المتبادل بروح أهم مبدأ وهو (المشاكل أفريقية-الحلول أفريقية)".
وشكل مشروع سد "النهضة" مصدر خلاف بين إثيوبيا ومصر والسودان منذ أن أطلقته أديس أبابا عام 2011.
وترى كل من السودان ومصر أن السد يمثّل مصدر تهديد لهما؛ نظرا إلى اعتمادهما على مياه النيل، بينما تعتبره إثيوبيا أساسيا لتنميتها ومصدرا للطاقة.
وأخفقت محادثات رعاها الاتحاد الأفريقي لعدة أشهر في التوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن ملء السد وعملياته، فيما طالبت القاهرة والخرطوم أديس أبابا بالتوقف عن ملء خزّانه الضخم إلى حين التوصل إلى اتفاق.
واجتمع مجلس الأمن الدولي في وقت سابق هذا الشهر لمناقشة المشروع، رغم أن إثيوبيا وصفت الجلسة لاحقا بأنها تشتيت "غير مفيد" عن العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي.
وبدأ ملء الخزان العام الماضي فيما أعلنت إثيوبيا في يوليو/تموز 2020، أنها حققت هدفها المتمثّل بملء 4.9 مليارات متر مكعّب.
وكان الهدف بأن يضيف موسم الأمطار العام الحالي 13.5 مليار متر مكعّب.
وبات هناك ما يكفي من الماء الآن لتثبيت أول محرّكين وتشغيلهما؛ ما من شأنه أن يسمح للمشروع ببدء إنتاج الطاقة لأول مرة.