أعلنت حركة "طالبان"، الجمعة، أنّها استولت على قندهار، ثاني أكبر مدينة في أفغانستان، ما يترك العاصمة فقط وبعض الجيوب حولها تحت سيطرة قوات الحكومة الأفغانية.
يأتي ذلك، في وقت كشفت وزارة الخارجية الأمريكية، عن محادثات أجراها وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيين مع الرئيس الأفغاني "أشرف غني"، وأخبراه أن الولايات المتحدة "لا تزال تستثمر بأمن واستقرار أفغانستان".
وأعلن متحدث باسم "طالبان"، عبر حساب موثق على "تويتر"، أنه "تم فتح قندهار بالكامل.. المجاهدون وصلوا إلى ساحة الشهداء في المدينة".
وأيّد سكان المدينة هذه المزاعم، وقالت إنّ القوات الحكومية يبدو أنّها انسحبت جماعيّاً إلى منشأة عسكرية خارج المدينة.
وتسيطر الحركة بالفعل على حوالي ثلثي مساحة أفغانستان، في حين من المقرر أن يرحل آخر جندي من القوات الدولية التي تعمل تحت قيادة أمريكية بنهاية الشهر الجاري.
يأتي ذلك، في وقت جدد وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن"، ووزير الدفاع "لويد أوستن"، خلال حديثهما مع الرئيس الأفغاني، أن واشنطن ستعمل على تقليص تواجدها المدني في كابول، نظرا إلى "الوضع الأمني الآخذ بالتطور".
وقال بيان وزارة الخارجية الأمريكية، أن الولايات المتحدة "لا تزال تستثمر بأمن واستقرار أفغانستان".
ولفت الوزيران، إلى أن واشنطن ستعمل على رفع وتيرة رحلات الهجرة الخاصة بالأفغان الذين ساعدوا الولايات المتحدة في أفغانستان.
وأضاف الوزيران، أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالحفاظ على علاقة دبلوماسية وأمنية متينة مع الحكومة الأفغانية، وفقا للبيان.
كما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أنها ستباشر بنشر 3000 جندي في أفغانستان، بشكل فوري، وذلك لإجلاء موظفي السفارة الأمريكية، على نحو آمن في ظل التهديد المتنامي الذي تشكله حركة "طالبان".
ووفقا للمتحدث باسم البنتاغون "جون كيربي"، فإن "التحرك الأول سيتألف من ثلاث كتائب مشاة موجودة في نطاق مسؤولية القيادة المركزية حاليا".
وتعمل القوات على تقديم الدعم البري والجوي للإجراءات، فضلا عن تأمين الأمريكيين الذين سيتم إجلاؤهم خارج البلاد، وفقا لمسؤول أمريكي اشترط عدم الكشف عن هويته.
والخميس، دعت السفارة الأمريكية في أفغانستان المواطنين الأمريكيين لمغادرة البلاد على الفور عبر الرحلات التجارية المتاحة.
وحثت السفارة عبر موقعها الرسمي الأمريكيين على التواصل معها في حال عدم التمكن من شراء تذكرة طيران في هذ الوقت، أو في حال التأخر بالمغادرة أثناء انتظار تأشيرة هجرة لزوج أو طفل قاصر.
وأمرت الولايات المتحدة، بإجلاء جزئي للموظفين الدبلوماسيين من أفغانستان، مع استمرار هجوم "طالبان"، فيما تعود قوات أمريكية بشكل مؤقت إلى كابول للمساعدة في الانسحاب.
