قالت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، الإثنين، إن التدخل الدولي في أفغانستان لم يحقق النجاح المأمول، معتبرة أن إعادة سيطرة طالبان على البلد "تطور مرير للغاية".

وأضافت "ميركل"، خلال اجتماع لهيئة رئاسة حزبها المسيحي الديمقراطي في برلين: "بعيدا عن مكافحة الإرهاب فإن كل شيء لم ينجح ولم يتم إنجازه على النحو الذي كنا نريده، وهذا استنتاج مرير".

وأضافت: "لم تكن هناك جهود ناجحة"، مطالبة بأخذ الدروس من هذا الأمر وصياغة الأهداف على نحو أصغر في مثل هذه المهام.

واستدركت "ميركل" قائلة: "من المسلّم به أن القاعدة لم تعد قادرة على شن هجمات ضد الولايات المتحدة انطلاقا من أفغانستان كتلك التي شنّتها في 11 أيلول/سبتمبر 2001"، لكنّها شددت على أن "كل الأمور الأخرى التي تلت لم تتكلل بالقدر نفسه من النجاح ولم تتحقق وفق ما خطّطنا له" حسب قولها.

وتحدثت المستشارة الألمانية، في وقت سابق الإثنين، عن  "ساعات مريرة" في ضوء التطورات الحالية في أفغانستان مع إحكام حركة طالبان قبضتها على البلاد، واعتبرت أن "أسبابًا سياسية داخلية" أمريكية ساهمت في قرار سحب القوات الغربية من أفغانستان.

وتابعت أن "انسحاب القوات (من أفغانستان) كان له تأثير الدومينو" وأن مسؤولية الانسحاب العسكري الغربي من أفغانستان تقع على عاتق الولايات المتحدة.

ونقل مشاركون في الاجتماع عن "ميركل" قولها إن ألمانيا قد تحتاج لإجلاء ما يصل إلى 10 آلاف شخص من أفغانستان، ويشمل هذا العدد 2500 من موظفي الدعم الأفغان علاوة على ناشطين في مجال حقوق الإنسان ومحامين وآخرين ترى الحكومة الألمانية أنهم سيكونون في خطر إذا لم يغادروا البلاد بعد سيطرة حركة طالبان على كابل.

وفي وقت سابق الإثنين، قال متحدث باسم الخارجية الألمانية إن طائرات الإجلاء لا تقلع من مطار كابل في الوقت الحالي لأن أناسا، يحاولون يائسين مغادرة البلاد، يسدون المدرج.

وذكر المتحدث أن 40 من موظفي السفارة الألمانية نقلوا جوا إلى الدوحة الليلة الماضية، مضيفا أن فريقا صغيرا يضم أقل من عشرة أشخاص سيبقى في مطار كابل لتنسيق عملية الإجلاء.

وتقع كل الطرق المؤدية إلى المطار تحت سيطرة طالبان، باستثناء المستديرة المعروفة بـ"دوّار أحمد شاه مسعود" (القريبة من المطار)، والتي تتواجد فيها قوات خاصة أمريكية، مدعومة بآليات وبغطاء جوي.

والتقى قائد القوات الأمريكية في كابل، الجنرال "كينيث ماكينزي"، مسؤولين بـ"طالبان"، الأحد، في الدوحة، ليطلب منهم عدم مهاجمة مطار كابل، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول بالبنتاجون.

وقال المسؤول: "أؤكد المعلومات عن هذا الاجتماع في الدوحة"، رافضاً الإدلاء بمزيد من التفاصيل، عن طبيعة الالتزامات التي حصل عليها "ماكينزي" من مسؤولي طالبان.

وتتحدَّث "طالبان" عن مشاورات مع المجتمع الدولي والساسة الأفغان، لتشكيل حكومة إسلامية شاملة، بحسب "أمير خان متقي"، رئيس هيئة الإرشاد والدعوة التابعة للحركة، الذي قال إن "نظام المستقبل مرتبط بمَنْ يحكمون أفغانستان الآن".

وبينما غادر الرئيس الأفغاني "أشرف غني" بلاده، الأحد، ذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية أنه تم تشكيل مجلس جديد في أفغانستان، سيتولى إدارة البلاد، وتسليم السُّلطة إلى طالبان.

وأكدت الوكالة، نقلًا عن مصدر وصفته بالمطلع قوله، أن المجلس الجديد يضم الرئيس الأفغاني السابق "حامد كرزاي"، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية "عبدالله عبدالله".