أعلنت وزارة الخارجية الصينية أنها تعتبر القيادة الحالية لحركة "طالبان" التي سيطرت مؤخرا على العاصمة الأفغانية كابل "أكثر عقلانية" من سابقاتها.
جاء ذلك على لسان وزير الخارجية الصيني "وانج يي" خلال مكالمة هاتفية أجراها الأربعاء مع نظيره التركي "مولود تشاووش أوغلو"، بحسب وكالة "شينخوا" الصينية الرسمية.
وأشاد "وانج" بالمواقف التي طرحتها حركة "طالبان" بعد سيطرتها على أغلبية أراضي أفغانستان ومنها العاصمة كابل.
وقال الوزير الصيني إن "طالبان" وجهت "إشارات إيجابية إلى العالم"، بما في ذلك تعهداتها بضمان أمن البعثات الدبلوماسية في كابل، والإعلان عن استعدادها لإقامة علاقات جيدة مع الدول الأخرى.
وأشار "وانج" إلى أن الوضع في أفغانستان انقلب رأسا على عقب على وجه السرعة، والتطورات المستقبلية تتوقف على السياسات التي ستنتهجها "طالبان".
وشدد الوزير على أن انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان يتيح لشعب هذا البلد فرصة لتقرير مصيره بنفسه، لافتا إلى ضرورة أن تقطع "طالبان" علاقاتها مع كافة التنظيمات الإرهابية، وتتخذ خطوات للقضاء عليها في أراضي البلاد.
وحذر من أن السبيل للمضي قدما نحو استعادة السلام في أفغانستان سيكون وعرا، داعيا المجتمع الدولي إلى تشجيع كافة الأطراف الأفغانية على التعاون بشكل متضامن في هذا الصدد.
والإثنين، أعلنت الصين، التي تتشارك حدودا مع أفغانستان تمتد بطول 76 كلم، استعدادها، لإقامة "علاقات ودية" مع "طالبان"، غداة سيطرة الحركة على كابل.
وسيطرت "طالبان" على كل أفغانستان تقريبا خلال نحو 10 أيان، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى قرابة 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
ومنذ مايو/أيار الماضي، بدأت "طالبان" توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.
وفي 2001، أسقط تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، حكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة"، الذي تبنى هجمات في الولايات المتحدة، في سبتمبر/أيلول من ذلك العام.