هدد الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بفرض عقوبات على حركة "طالبان" لإجبارها على تغيير سلوكها، رغم إشارات وصفت بـ"الإيجابية" أرسلتها الحركة إلى المجتمع الدولي خلال الأيام الأخيرة.

وقال "بايدن"، في مقابلة مع قناة "إيه بي سي" الأمريكية"، مساء الأربعاء بتوقيت واشنطن، إنه لا يعتقد أن حركة "طالبان" غيرت سلوكها.

ودعا "طالبان" إلى تقرير ما إذا كانت تريد أن يعترف المجتمع الدولي بها أم لا.

وحذر من أنه يمكن ممارسة الضغط دبلوماسيا واقتصاديا ودوليا على "طالبان" لإجبارها على تغيير سلوكها.

وردا على سؤال بشأن رأيه في تصريح البعض بأن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان كان يمكن أن يتم بشكل أفضل، قال "بايدن": "لا. فكرة أنه كانت هناك طريقة للخروج، على نحو ما، من دون أن تترتب على ذلك فوضى، لا أعرف كيف يحدث ذلك".

كما جدد "بايدن" التأكيد على أن قرار مغادرة أفغانستان "كان صحيحا"، وأنه كان وراء ذلك القرار.

وقال إن الخطر على الولايات المتحدة من سوريا وشرق أفريقيا أكبر بكثير مما في أفغانستان.

وأقر "بايدن" بأن "طالبان" تسهل إجلاء الأمريكيين والأجانب من كابل، لكن القوات الأمريكية تواجه "صعوبات" في إخراج المواطنين الأفغان الذين تعاونوا معها ويريدون الفرار من بلدهم بعد سقوطه.

وفي هذا الصدد، أكد أن قوات بلاده ستبقى في أفغانستان لحين إجلاء جميع مواطني الولايات المتحدة، حتى لو تطلب ذلك البقاء لما بعد الموعد النهائي المقرر لاتمام الانسحاب في 31 أغسطس/آب الجاري.

وسيطرت حركة "طالبان"، خلال أقل من 10 أيام، على معظم أراضي أفغانستان تقريبا، قبل أن تدخل العاصمة كابل وتسيطر على القصر الرئاسي، الأحد الماضي، إثر فرار الرئيس "أشرف غني" ومسؤولي الحكومة السابقة إلى خارج البلاد، وبالتزامن مع الانسحاب الأمريكي من هذا البلد بعد 20 عاما من الاحتلال.

فيما أبدت بعض الدول تخوفها من حكم حركة "طالبان"، خاصة على أوضاع النساء والفتيات، أو استضافتها لتنظيمات إرهابية.

فخلال سيطرتها على الحكم في الفترة ما بين 1996 و2001 لم يكن يُسمح للنساء بالعمل، وكانت "طالبان" تطبق عقوبات مثل الرجم والجلد والشنق، ووفرت ملاذا لتنظيم "القاعدة".

إلا أن الحركة قدمت في خطاباتها، خلال الأيام الماضية وجها أكثر اعتدالا؛ حيث تعهدت باحترام حقوق المرأة وحماية الأجانب والأفغان على السواء، وعدم اضطهاد الصحفيين والسماح للنساء بمواصلة عملهن في وسائل الإعلام.

وقالت، على لسان مسؤوليها والمتحدثين باسمها، إنها ستدعو النساء إلى المشاركة في نشاطات الإدارة الجديدة لأفغانستان، وستعرض مناصب على مسؤولين في الحكومة السابقة.

وأضافت أنها لن تسعى للانتقام من الجنود السابقين وأعضاء الحكومة المدعومة من الغرب، معلنة العفو عن الجنود الحكوميين السابقين، والمتعاقدين والمترجمين الذين عملوا مع القوات الدولية.

وشددت الحركة على أن أفغانستان تريد علاقات طيبة مع الجميع لإنعاش الاقتصاد وتحقيق الرخاء للخروج من الأزمة، مؤكدة على أنه لن يتم السماح باستخدام أراضي أفغانستان لمهاجمة أحد.