فورين بوليسي: الصين ستعترف بحكم طالبان.. لكنها تخشى خطرين أمنيين

السبت 28 أغسطس 2021 05:03 م

أكدت مجلة "فورين بوليسي" أن التقديرات الاستراتيجية ترجح اعتراف الصين بالقيادة الجديدة في أفغانستان تحت حكم حركة طالبان، بما يضفي عليها الشرعية في غضون الأسابيع أو الأشهر المقبلة، لكنها تخشى خطرين أمنيين.

وذكرت المجلة الأمريكية أنه حتى قبل سيطرة طالبان على أفغانستان، كانت هناك تقارير تفيد بأن بكين تخطط للاعتراف بنظام طالبان.

وجاء ترحيب وزير الخارجية الصيني "وانج يي" بممثلي طالبان للتشاور في بكين بتاريخ 28 يوليو/تموز الماضي، كأبرز علامة على دفء العلاقات بين الصين وطالبان حتى الآن.

ومنذ سقوط كابل بيد طالبان، وكانت تصريحات بكين ودية وحذرة، ففي 16 أغسطس/آب، سُئلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية "هوا تشون ينج" عن الاعتراف الصيني المحتمل بطالبان، فأجابت: "نأمل أن تتمكن طالبان الأفغانية من تشكيل تضامن مع جميع الفصائل والجماعات العرقية في أفغانستان وبناء هيكل سياسي عريض القاعدة وشامل للجميع".

وبعد يومين في 18 أغسطس/آب، أتى أقوى تلميح حتى الآن إلى اعتراف الصين رسميا بطالبان، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية "تشاو لي جيان": "وفقا للممارسة الدولية المعتادة، يأتي الاعتراف بالحكومة بعد تشكيلها".

وفي 25 أغسطس/آب، قال متحدث باسم وزارة الخارجية، ردا على سؤال حول اجتماع عُقد في اليوم السابق بين ممثلي طالبان والسفير الصيني في أفغانستان، إن بكين "تقف على أهبة الاستعداد لمواصلة تطوير حسن الجوار والصداقة والتعاون مع أفغانستان ولعب دور بناء في السلام وإعادة الإعمار في أفغانستان".

وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن بكين تخشى خطريين أمنيين لحكم طالبان، وهما أن تنخرط الحركة مرة أخرى في تهريب المخدرات لتمويل حكومتها، أو أن تعود إلى دعم الحركات المناوئة للصين خارج أفغانستان، لاسيما حركة تركستان الشرقية الإسلامية، التي صنفتها السلطات الصينية كتهديد انفصالي وإرهابي في إقليم شينجيانج.

وأضافت أن الصين كانت تعتمد على باكستان في منع المقاتلين من دخول شينجيانج أو دعم الجماعة المحظورة، وأن خطاب طالبان يهدف إلى تهدئة مخاوف بكين، ففي يوليو/تموز الماضي، قال المتحدث باسم الحركة "سهيل شاهين": "نهتم بقمع المسلمين، سواء في فلسطين أو ميانمار أو الصين، ونهتم بقمع غير المسلمين في أي مكان في العالم، ولكننا لن نتدخل في الشؤون الداخلية للصين".

وفي 16 أغسطس/آب، خلال أول مؤتمر صحفي تعقده طالبان بعد الاستيلاء على السلطة، قال المتحدث باسم الحركة: "نريد أن نؤكد أن أفغانستان لن تستخدم ضد أي شخص".

وطمأنت طالبان الصين بأن أفغانستان ما بعد الحرب سترحب بالاستثمار ومشروعات البنية التحتية، وقالت في 10 يوليو/تموز الماضي: "الصين دولة صديقة، ونحن نرحب بها لإعادة إعمار وتنمية أفغانستان، وإذا كان لدى الصينيين استثمارات، فبالطبع سنضمن سلامتها".

وإذا أصبحت أفغانستان آمنة بما فيه الكفاية، فمن المرجح أن تكون الصين حريصة على توسيع مبادرة الحزام والطريق، التي نبذتها الحكومة الأفغانية السابقة لتجنب إغضاب واشنطن، لتشمل أفغانستان من خلال بناء طرق برية وسكك حديدية، حسب ترجيح المجلة الأمريكية.

ومع ذلك، تشير "فورين بوليسي" إلى أن الهجوم الذي وقع على مطار كابل، يؤكد أن الحالة على الأرض لا تزال غير مستقرة، ويحتمل أن تشكل خطرا على المواطنين الصينيين العاملين في مجال البنية التحتية أو مشاريع أخرى.

ومنذ سقوط كابل تشير التطورات إلى أن الصين وطالبان بدأتا العلاقات بالطريقة الصحيحة، وهذا الأسبوع أكد المتحدث باسم الحركة الأفغانية أن الجانبين يناقشان بنشاط علاقاتهما الثنائية بما فيها المساعدات الإنسانية الصينية.

ومن المحتمل أن تنتظر بكين لرؤية ما إذا كان من الممكن الوثوق بطالبان، ومن المرجح أن تعتمد على باكستان للحصول على نظرة ثاقبة خلف ستار القادة الأفغان الجدد، والتأثير عليهم، حيث تمتلك باكستان علاقات قوية بحركة طالبان بعد دعمها لعدة عقود.

ومن المرجح أيضا أن تسعى الصين إلى الاستفادة من أفغانستان تحت حكم طالبان، بالتنسيق مع باكستان، ضد الهند، والتي برزت كمنافس إقليمي هائل للصين، واشتبكت معها عسكريا في العام الماضي، بحسب تقدير المجلة الأمريكية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الصين طالبان أفغانستان كابل

طالبان: الصين تعهدت بالإبقاء على سفارتها لدى أفغانستان

تحذير أمريكي من سيطرة الصين على قاعدة باجرام

الصين تجدد الدعوة لرفع العقوبات عن أفغانستان

وزير خارجية الصين يدعو أمريكا والغرب لرفع العقوبات عن أفغانستان