استهدف وفد المفاوضات.. نظام الأسد يستأنف قصف أحياء درعا المحاصرة

الأحد 5 سبتمبر 2021 11:18 ص

صعّد جيش النظام السوري والميليشيات الإيرانية الموالية له، القصف المدفعي والصاروخي على أحياء درعا البلد المحاصرة (جنوبي سوريا)، منذ أكثر من شهرين.

جاء ذلك، بعد اجتماع مع اللجنة المركزية الممثلة لأهالي ومقاتلي درعا، مع مسؤولين في نظام "بشار الأسد"، لم يفض إلى نتيجة.

وقصفت القوات الحكومية أحياء درعا البلد، ليل السبت – الأحد، بما لا يقل عن 65 صاروخاً، في حين جرح العديد من المدنيين دون قدرة الطواقم الطبية على إسعافهم ليلاً، من شدة القصف.

وقالت مصادر محلية، إن "القصف بدأ بعد تعرض وفد من عشائر محافظة درعا، لمحاولة اغتيال من قبل عناصر الجيش السوري المتمركزين على حاجز النخلة، عقب مغادرتهم لاجتماعٍ مع اللجنة الأمنية التابعة للحكومة، دون الوصول لاتفاق حول المدينة".

وكشف مصدر مقرب من لجنة درعا، أنّ الجنرال الروسي ورئيس اللجنة الأمنية اشترطا خلال الاجتماع، تهجير أشخاص من درعا منهم أعضاء في لجنة التفاوض، من بينهم الناطق الرسمي باسم اللجنة عدنان المسالمة، و القيادي السابق في الجبهة الجنوبية "عبدالناصر المحاميد" الملقب بـ"أبو شريف".

المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، قال إنّه: "حتى الآن لم يتم التوصل لاتفاق حول مدينة درعا، مع استمرار إصرار النظام على شروطه".

وفي وقت مبكر من فجر الأحد، قالت مصادر محلية إن اشتباكات عنيفة تدور بين مسلحين من أهالي درعا وقوات النظام السوري في محيط درعا البلد.

وبالتزامن مع القصف والاشتباكات، طلب وجهاء محافظة درعا من اللجنة الأمنية والعسكرية التابعة للحكومة، بمنحهم فرصة لمحاولة حل مِلَفّ درعا البلد، عبر التواصل مع لجنة درعا البلد.

وقال الوجهاء فور وصولهم إلى أحياء البلد، إنّ اللجنة الأمنية منحتهم مهلة ساعتين، للدخول إلى درعا البلد ولقاء الممثلين فيها للتوصل إلى حل ورد واضح.

وأشار الوجهاء، إلى أنّ الحكومة السورية، لن تقبل بأي رد، دون تصريح رسمي من لجان درعا البلد والوجهاء بقبول كافة بنود الاتفاق السابق الذي تم إفشاله، بما فيها تسليم كامل السلاح، ودخول الجيش، ونشر النِّقَاط الأمنية داخل أحياء البلد، وإجراء عمليات التفتيش لكامل المنازل، وخروج الرافضين للاتفاق.

وكانت الحكومة السورية، قد استقدمت السبت، حوالي 23 حافلة، لنقل الرافضين لشروطها، لكن الناطق باسم لجنة التفاوض "عدنان المسالمة"، قال إنّ: "أهالي درعا البلد طلبوا التهجير إلى الأردن أو تركيا، نتيجة الحصار والظروف التي أصبحت معلومة للجميع، والمقصود بتركيا والأردن دخول أراضي هذه الدولة ليكونوا بخير وأمان".

وفي مقطع فيديو، ناشد الأهالي الملك الأردني "عبدالله الثاني"، التدخل لوقف "عمليات الإبادة والتهجير" التي يتعرضون لها من قبل النظام السوري، دون تدخل روسي لمنعها، كما طالبوه فتح طريق آمن لهم للوصول إلى الأردن.

وأضاف المصدر: "النظام يقول على لسان أحد أعضاء اللجنة الأمنية أنّ تركيا وافقت على ذلك، وهذا الكلام خالي من الصحة، تم التواصل مع المعنيين بتركيا، تم التأكيد أنّه ليس هناك أي موافقة أبداً، لذلك لا أحد يتحرك من مكانه باتجاه أي حافلة ولا يستمع إلى الإشاعات".

وكان "المسالمة"، أعلن الجمعة الفائت، الوصول إلى طريق مسدود بشأن اتفاق درعا البلد الذي عقد مؤخراً بحضور الشرطة الروسية، منوهاً إلى أنّ "الاتفاق انهار بشكلٍ كامل".

وحتى اليوم، لم تنجح جميع الاتفاقات التي عقدت بشأن درعا، إذّ بلغت عدد جلسات التفاوض الخاصة بدرعا البلد خلال الشهرين الماضيين 27 جَلسة، بالإضافة إلى 3 اتفاقيات تم نقضها بعد ساعات أو أيام من عقدها.

وكانت عملية التفاوض تدور بين اللجان المركزية الممثلة عن الأهالي من جهة، واللجنة الأمنية التابعة لدمشق وضباط روس من جهة أخرى.

ويطلق على مدينة درعا بـ"مهد الثورة"، التي انطلقت منها عام 2011، وكان من المفترض أن يسيطر النظام على المدينة القريبة من الحدود مع الأردن في صيف 2018، إلا أن التوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق النار وضع حدا للقتال الجاري فيها منذ 7 أعوام من القتال.

لكن النظام قام في الأسابيع الماضية بفرض حصار، ردا على هجمات المقاتلين الذين وافق على بقائهم بالمدينة وبأسلحتهم ضمن اتفاقية وقف إطلاق النار التي وقعها قبل 3 أعوام.

وكان من المفترض خروج الإيرانيين بموجب الاتفاقية عام 2018، لكنهم احتفظوا بقواعد عسكرية لهم من درعا، حتى حدود إسرائيل في الغرب، وهو ما يشكل تهديدا واضحا على الحليفين الرئيسيين لأمريكا وهما الأردن وإسرائيل.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

درعا سوريا النظام السوري لجنة التفاوض الأسد

انهيار اتفاقية درعا.. والمقاومون: طالبنا بخروج جماعي إلى تركيا أو الأردن

الخارجية القطرية تندد بهجوم قوات الأسد على درعا

قوات روسية ولجنة أمنية بالنظام السوري تدخلان درعا لتنفيذ الاتفاق مع الأهالي

لأول مرة منذ 2011.. وحدات من قوات النظام السوري تدخل درعا البلد وتمشطها