"مشاهد تمثيلية".. صحفي تونسي يصف لقاء سعيد بضيوفه في قصر قرطاج

الأحد 5 سبتمبر 2021 05:56 م

"مشاهد تمثيلية"، هكذا وصف صحفي تونسي لقاء عقد بين رئيس بلاده "قيس سعيد"، ورئيس إحدى المنظمات الوطنية، الشهر الماضي، داخل قصر قرطاج.

وفي حواره مع إذاعة "موزاييك" التونسية، السبت،  قال الصحفي "محمد اليوسفي"، إنه كان شاهداً على لقاء للرئيس "سعيّد"، مع رئيس إحدى المنظمات الوطنية (دون أن يسمّيها).

وقال "اليوسفي" إن "سعيد" لم يسمح للضيوف بالتحدث.

وأكد أن رئيس المنظمة المذكورة خرج على عاتقه من القصر، ليتلقى بعدها اتصالاً على الفور من الرئاسة يطلب منه العودة، مشيراً إلى أن رئيس المنظمة "ظن حينها أن الرئيس أو من حوله استدركوا خطأهم تجاهه بعدم منحه فرصة التكلم".

لكن المفاجأة تمثلت في أن الرئاسة أبلغت رئيس المنظمة بأن "مشكلة" كانت في تسجيل خطاب "سعيّد" أمامه، ويريدون منه العودة لإعادة تكرار المشهد، وهو ما وصفه الصحفي بـ"الموقف الغريب".

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن كواليس لقاءات "سعيد" عقب قراراته الاستثنائية، والتي تدين الرئاسة بشكل صريح.

والشهر الماضي، وبعد أيام من قرارات "سعيد" الاستثنائية، كشفت مراسلة صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية "فيفيان يي"، أنه لم يُسمح لها بطرح أي أسئلة مطلقاً على "سعيّد"، رغم أنه "أعطى محاضرة عن دستور الولايات المتحدة"، وقال إنه "يتعهَّد بالحفاظ على حرية الصحافة".

وفي تقرير لها، قالت: "لقد جئت لتغطية الانهيار المحتمل للديمقراطية في تونس، وتم احتجازي لفترة وجيزة. ثم تلقيت محاضرة عن دستور الولايات المتحدة من رئيس تونس الذي تعهد بالحفاظ على حرية الصحافة، لكنه لم يسمح لي بطرح سؤال واحد".

فيما أشارت إلى أنها وزميلين لها من الصحيفة الأمريكية، تلقوا فجأة مكالمة من رئاسة الجمهورية من أجل مقابلة "سعيّد"، مضيفة: "اعتقدت أنها قد تكون فرصتهم لمقابلة الرئيس، لكنه اتضح أن دعوتهم كانت للاستماع لمحاضرة، وقيل لهم إن هذه ليست مقابلة صحفية".

وكان الرئيس التونسي، أعلن في 25 يوليو/تموز الماضي، تجميد عمل البرلمان، ورفع الحصانة عن جميع النواب، وتولي النيابة العمومية بنفسه، وإقالة رئيس الوزراء "هشام المشيشي".

وبرّر "سعيّد" قراراته "المثيرة"، بما قال إنها "مسؤولية إنقاذ تونس"، مشدّداً على أن البلاد "تمر بأخطر اللحظات، في ظل العبث بالدولة ومقدراتها"، حسب قوله.

ورداً على تلك القرارات، اتهم "راشد الغنوشي"، زعيم حركة "النهضة" رئيس البرلمان، الرئيسَ "سعيّد" بالانقلاب على الثورة والدستور، مضيفاً: "نحن نعتبر المؤسسات مازالت قائمة، وأنصار النهضة والشعب التونسي سيدافعون عن الثورة".

بخلاف موقف "النهضة" (53 نائباً من أصل 217)، عارضت أغلب الكتل البرلمانية قرارات "سعيّد"؛ إذ اعتبرتها كتلة ائتلاف الكرامة (18 مقعداً) "باطلة"، ووصفتها كتلة قلب تونس (29 نائباً) بأنها "خرق جسيم للدستور"، ورفضت كتلة التيار الديمقراطي (22 نائباً) ما ترتب عليها، فيما أيدتها فقط حركة الشعب (15 نائباً) (قومية).

ويُنظر إلى تونس على أنها الدولة العربية الوحيدة التي نجحت في إجراء عملية انتقال ديمقراطي من بين دول عربية أخرى، شهدت أيضاً ثورات شعبية أطاحت بالأنظمة الحاكمة فيها، ومنها مصر وليبيا واليمن.

لكن في أكثر من مناسبة، اتهمت شخصيات تونسية دولاً عربية، لاسيما خليجية، بقيادة "ثورة مضادة" لإجهاض عملية الانتقال الديمقراطي في تونس، خوفاً على مصير الأنظمة الحاكمة في تلك الدول.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قيس سعيد قصر قرطاج مشاهد تمثيلية

حتى إشعار آخر.. قيس سعيد يمدد تعليق عمل البرلمان ورفع حصانة أعضائه

زيارات الوفود الأمريكية لتونس تحرج قيس سعيد.. هذه قصتها