استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

(إسرائيل) تنهار وتتفكك أخلاقيا

الجمعة 13 نوفمبر 2015 06:11 ص

في اليوم الذي يتم التحقيق فيه مع طفل إبن الـ 13 وكأنه رئيس عصابة، نكون خسرنا؛ في اليوم الذي وقف فيه فوق رأسه زعران اسرائيليين وقاموا بشتمه «فلتمت يا إبن العاهرة» وهو يغرق بدمه؛ في اليوم الذي يقول فيه مقدمو الاخبار في التلفاز عن ولد إبن 11 «مخرب» دون التفكير بأبنائهم؛ في اليوم الذي تصبح فيه (إسرائيل) تشبه إريتيريا وأوغندا حينما تسن قانون وحشي آخر يسمح بسجن أولاد في جيل 12؛ وحينما تتحول الإعدامات لأصحاب السكاكين إلى روتين مثير للإعجاب، وتنتشر محاولات الفتك – فإن هذه أيام تشير إلى مجتمع يتفكك أخلاقيا.

هذا البيع من أجل التصفية لا يعني انتصار فلسطيني كبير، فهم بعيدون عن هذا، لكنه يعني خسارة لإسرائيل بدون سلاح الجو وبدون الدبابات، وضع الفلسطينيون المجتمع الإسرائيلي أمام تحدٍ، وقد فشل في هذا التحدي.

تكفي مشاهدة فيلم التحقيق مع «أحمد مناصرة» الذي شاهده كل فلسطيني في المناطق: المحقق مع النظارات الشمسية على جبهته وقبعة على رأسه المحلوق ينبح مثل المجنون ويتهمه بـ«مساعدة العدو أثناء الحرب». المحقق يفقد أعصابه فعليا أو ظاهريا أمام الفتى الذي يبكي، وهذا يعني فقدان التوازن في المجتمع. «مناصرة» يثير الاحترام والقوة أكثر من محققه.

الإصابة البالغة أول أمس أيضا لولد آخر يقوم بالطعن تعكس الدونية – إلى أن يعافى ستضطر وزيرة العدل مرة أخرى إلى تغيير القانون من أجل محاكمة وسجن من هم في جيل 11؛ ووزارتها لن تصمت حتى تجد الرضع في السجن. لكن هذا ليس للأولاد الفلسطينيين فقط. وسريعا سيُسجن أولاد إسرائيليون؛ توجد لهم سكاكين. أيضا قتلى على أيدي الشرطة من غير مبرر لنا وسيزداد عددهم بسرعة كبيرة. من يصفقون على إطلاق النار على الاولاد وسجنهم في أي جيل سيقضمون قريبا أظافرهم عندما يتأخر أبناءهم عن العودة من الحفلة. «يشع» سيكون هنا قريبا.

إنها هنا. نشر أمس في «ذي ماركر» أن (إسرائيل) تراجعت وتدهورت في العام الأخير بمقاييس سخية: في مقياس الاستعداد لمساعدة الغريب هي في المكان الـ 139 من بين 145 دولة. هنا سدوم. تقرير اليونسيف الذي نشر قبل سنتين ونصف قال في ذلك الحين إنه في (إسرائيل) «معاملة الاطفال الفظة هي منهجية وممأسسة… لا تتم محاكمة الأولاد في المحاكم العسكرية في أي دولة اخرى حيث تُسلب حقوقهم». متوسط الأولاد الفلسطينيين الذين اعتقلتهم (إسرائيل) هو 7% في السنة؛ ومنذ ذلك الحين أضيف مئات الاولاد المعتقلين وأولاد السكاكين الحاليين هم النتيجة.

معاملة الأولاد هي معيار جيد لقياس أخلاقية المجتمع. المجتمع السليم لا يتجرأ على تسميتهم «مخربون» ولا يخطر بباله تقليص العمر الجنائي لهم، وفوق كل شيء – بدل إطلاق النار عليهم والتحقيق معهم على أنهم مجرمون، كان سيحاول معالجة جذور دوافعهم. إنهم أولاد.  وحسب رأيي فإن الاسرائيليين ليسوا أولادا: «القتل في عيونه»، صرخت أمس العناوين عن ولد إبن 11.

هكذا يبدو المجتمع عندما تكون الديمقراطية في أزمة: ضياع الطريق، فقدان التوازن، في التشريع وفي العقاب وفي أوامر إطلاق النار والاعتقالات، هذا يشير إلى الضعف والتفكك للقيم الاساسية. يمكن الاستمرار بالتفاخر ببندورة الشيري واختراع القرص أون – كي، وأيضا بمسيرة الفخار الدعاية تتحمل كل شيء. لكن في نهاية المطاف ستتم محاكمة (إسرائيل) مثل أي دولة بمعايير اخرى. في الوقت الحالي هي تتغير بسرعة فائقة. هذا ما بقي من مجتمع كان يتألم أخلاقيا في يوم من الأيام، حتى لو كان ذلك بتلون: «موت يا ... » لولد مصاب.

  كلمات مفتاحية

(إسرائيل) الاحتلال فلسطين الأطفال القدس الأخلاق

أطفال الانتفاضة في سجون الاحتلال... ضحايا الانتقام الإسرائيلي

الاحتلال يعتقل 650 فلسطينيا بينهم نساء وأطفال منذ بداية أكتوبر الجاري

الأسرى الفلسطينيون.. بين نصرتهم وتحريرهم

الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال: الاحتلال يمارس التعذيب الممنهج ضد أطفال فلسطين

«تقرير الخارجية الأمريكية لعام 2014»: إسرائيل «تنكل» بالأسرى الفلسطينيين

فرصة (إسرائيل) الأخيرة!