معهد الأمن القومي الإسرائيلي: التعاون الاستخباراتي مع «السيسي» غير مسبوق

الجمعة 13 نوفمبر 2015 12:11 ص

لا يختلف عاقلان في (إسرائيل) على أنّ الرئيس المصريّ «عبد الفتّاح السيسي»، هو حليف وطيد جدًا للدولة العبريّة، ولا يُخفي المسؤولون في تل أبيب أنّ العلاقات بين تل أبيب والقاهرة تمُرّ في شهر عسلٍ لم تشهده منذ التوقيع على اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، المعروفة باتفاقية (كامب ديفيد) في العام 1979. فعلى سبيل المثال، اعتبر السفير الإسرائيليّ السابق والمعلق في صحيفة (يسرائيل هايوم)، «بوعاز بسموت»، المُقربّة جدًا من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، «بنيامين نتنياهو»، اعتبر أنّ ما قام به «السيسي»، أيْ الانقلاب يثبت أنّ نظام حكم على غرار نظام مبارك يصلح فقط للتعامل مع المصريين، على حدّ تعبيره.

أمّا المُحلل في صحيفة (هآرتس) العبريّة، «أرييه شافيط»، فقال في مقالٍ نشره بالصحيفة «إنّ الجنرال عبد الفتاح السيسي هو بطل إسرائيل، فلا يحتاج المرء أنْ يكون لديه عين ثاقبة بشكل خاص حتى يكتشف حجم التشجيع العميق والإعجاب الخفي الذي تكنه النخبة الإسرائيلية تجاه قائد قوات الجارة الكبرى من الجنوب، وأضاف أنّه في الوقت الذي يحتدم الجدل في الولايات المتحدة بشأن الموقف من التنوير غير الديمقراطي، الذي يمثله الجنرال «السيسي» والديمقراطية غير المتنورة للرئيس مرسي، فإنّه في إسرائيل لا يوجد ثمة جدل حول هذه المسألة، فكلنا مع السيسي، كلنا مع الانقلاب العسكريّ، كلنا مع الجنرالات حليقي اللحى، الذين تلّقوا تعليمهم في الولايات المتحدة، ونحن نؤيد حقهم في إنهاء حكم زعيم منتخب وملتحي، مع إنه أيضًا تلقى تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكيّة»، على حد قوله.

وتابع: مع أنّ هؤلاء الجنرالات كان يتوجب أنْ يكونوا خاضعين لتعليماته، كما هو الحال في النظم الديمقراطية.

 ولفت «شافيط» إلى أنّ «محافل التقدير الإستراتيجيّ في إسرائيل ترى في توليفة الحكم القائمة حاليًا في مصر بعد الانقلاب، والتي تضم العسكر والليبراليين أفضل صيغة حكم يمكن أنْ تُسهم وجودها في تحقيق مصالح إسرائيل الإستراتيجية، حيث يسود افتراض أنّ مثل هذا التحالف سيكون ذا فاعلة كبيرة في مواجهة الجهات المتطرفة، حيث لا تمنع هذا التحالف عن القيام بذلك قيود أيدلوجية».

ورأى المُحلل الإسرائيليّ أنّه  «من المفارقة إن مظاهر الاحتفاء الذي تبديه النخب الإسرائيلية بالانقلاب العسكريّ في مصر تأتي في ظل شبه إجماع داخل إسرائيل على توصيف ما حدث بأنّه انقلاب عسكريّ على رئيس منتخب. وفي بعض الأحيان، فإنّ الاحتفاء الإسرائيليّ بانقلاب العسكر وتزيينه يحمل في طياته مضامين عنصرية ذات خلفيات استشراقية استعلائية، عبر الزعم بانّ التجربة دللت على أنّ الطغاة فقط بإمكانهم حكم مصر».

أمّا الباحث في مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابع لجامعة تل أبيب، «إفراييم كام»، فقد شدّدّ على ما تعتبره العوائد الإيجابية لنجاح حكم تحالف العسكر والليبراليين في إدارة شؤون مصر، ودور ذلك في كبح جماح الإسلاميين في المستقبل ولأمدٍ بعيدٍ، على حدّ تعبيره.

في السياق عينه، أوضحت دراسة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ فكرتها الأساسية مُشيرةً إلى أنّ السيسي يرى في العلاقات مع تل أبيب وتعزيزها أهم مصادر الدعم السياسيّ والدبلوماسي والدولي لنظامه.

وقال الباحث «أبير فنتور»، إنّ «إسرائيل حققت إنجازًا كبيرًا بصعود السيسي»، مشيرًا إلى أنً «هذا الإنجاز تمثل في تقليص مكانة القضية الفلسطينية والحد من مكانتها في الجدل العربي العام»، كما لفت إلى أنّ «السيسي حرص على التقليل من شأن الموضوع الفلسطيني بحجة الاهتمام بالشأن المصري الخاص».

 وشدد «فنتور» على أنّ «إسرائيل استفادت من الحرب التي شنها السيسي على جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس، علاوة على استفادتها من حرص القاهرة على تعميق التعاون الاقتصادي وتكريس التطبيع السياسي والثقافي».

وأوضح «فنتور» أنّ «إسرائيل استفادت بشكلٍ كبيرٍ من الحرب التي أعلنها السيسي على الأنفاق التي تربط سيناء بغزة، مشيرًا إلى أنّ هذا التطور أسهم في تجفيف مصادر التسليح للمقاومة الفلسطينية، ناهيك عن دوره في منع تعاظم قوة حركة حماس، بما يمكن إسرائيل من مواجهتها بشكل أفضل».

وأوضح أنّ «كلاً من إسرائيل ونظام السيسي اعتبرا الحركات الإسلامية والجهادية تهديدًا مشتركًا، ما أفضى إلى تعميق التعاون الأمني وتبادل المعلومات الاستخبارية بينهما بشكلٍ غيرُ مسبوقٍ».

وشدد «فنتور» على أنّه في ظلّ أزمة الشرعية التي يعاني منها النظام الحالي في القاهرة، فإنّ «السيسي» بات يرى أنّ العلاقة مع (إسرائيل) هي بمثابة «جواز سفر» لاقتحام عواصم العالم والقبول في المنتديات الدولية، ناهيك عن جلب الاستثمارات الخارجية. وأكد أنّ السيسي يعي حجم الدور الذي قامت به (إسرائيل) من أجل إنهاء المعارضة لنظامه داخل الولايات المتحدة، بالاستعانة بخدمات المنظمات اليهودية التي تجندت بكل قوة للمهمة، على حدّ تعبيره.

وأوضح الباحث أيضًا أنّ «السيسي يُدرك حجم الدور الذي لعبته إسرائيل في تأمين تواصل الدعم الأمريكي للقاهرة، ما زاد من مكانة إسرائيل لدى النظام الجديد في القاهرة، لافتًا إلى أنّ الرئيس المصريّ لا يُمكنه أنْ يسمح بتدهور العلاقات مع إسرائيل، لأن هذا سينعكس بشكل كارثي على استقرار نظام حكمه، كما قال الباحث الإسرائيليّ».

  كلمات مفتاحية

السيسي مصر إسرائيل الاحتلال الإخوان سيناء الانقلاب نتنياهو الأمن القومي

«نصائح» إسرائيلية للجيش المصري في سيناء

معارضون مصريون ينددون بـ«التنسيق الأمني والدبلوماسي» مع (إسرائيل)

مصر تقر بالتصويت لصالح «إسرائيل» في إحدى اللجان التابعة لـ«الأمم المتحدة»

مصر تصوت لصالح انضمام «إسرائيل» إلى لجنة أممية ودول خليجية تمتنع

الانتخابات المصرية بعيون إسرائيلية ... فشل ذريع للسيسي

دعوة السيسي لدمج (إسرائيل) فى المنطقة

الاحتفاء الإسرائيلي بـ«نخبة» السيسي