لقاء السيسي ـ بينيت: تعارف وجوائز ترضية!

الخميس 16 سبتمبر 2021 07:30 ص

لقاء السيسي ـ بينيت: تعارف وجوائز ترضية!

الوقائع على الأرض تقول إن لقاء السيسي وبينيت لم يتجاوز التعارف وجوائز الترضية.

أعلنت الإدارة الأمريكية حجبها جزءا كبيرا من المعونة العسكرية لمصر بسبب ملفّ حقوق الإنسان.

تفاعل السيسي مع الأمريكيين على جبهة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فأوضح لبينيت عن نيته «عقد لقاء سلام دولي» تجمع فيه مصر «كل الأطراف».

بينيت حصل على «جائزة ترضية» تفاخر بها بقوله إنه ترك علم نجمة داود مرفوعا بالقصر الرئاسي المصريّ (ولو كان ذلك بمنتجع ساحليّ لا في القاهرة).

إذا كان عباس برأي إسرائيليين غير مؤهل لقيادة مفاوضات تسوية فالصحيح أن بينيت ليس بموقع يسمح له بإعادة مفاوضات التسوية مع الفلسطينيين!

*     *     *

سجّل لقاء عبد الفتاح السيسي بنفتالي بينيت تطوّرا ملحوظا في العلاقات باعتبار الاجتماع هو الاجتماع المعلن الأول بين السيسي، منذ تولى منصبه كرئيس للجمهورية ورئيس وزراء إسرائيلي، وذلك بعد الزيارة التي قام بها بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إلى مصر قبل أيّام من اندلاع ثورة 2011.

اللقاء تم بدعوة مصرية رسمية في 18 آب/أغسطس الماضي، لكنّ الدعوة التي سلّمها رئيس المخابرات عباس كامل، لم تجر، كما كانت موعودة، في القاهرة، بل في شرم الشيخ، وهو ما يعطيها طابعا أقلّ رسميّة، لكنّها، وعلى عكس لقاء نتنياهو القديم، الذي لم يُرفع فيه العلم الإسرائيلي، فإن بينيت حصل على «جائزة ترضية» قام المسؤول الإسرائيلي بالتفاخر بها، بقوله إنه ترك علم نجمة داود مرفوعا في القصر الرئاسي المصريّ (ولو كان ذلك في منتجع ساحليّ وليس في القاهرة).

الأغلب أن «كلمة السر» في أن استقبال بينيت لم يحصل في القاهرة هي محمود عباس، فالقيادتان المصرية والأردنية، مدفوعتان بالأجواء الجديدة التي أشاعتها سياسات الرئيس الأمريكي جو بايدن الشرق أوسطية، بدأتا السير على سكّة إعادة الروح لخط التسوية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

كانت الخطوة الأولى ذات المعنى، في هذا الاتجاه، هو أن يجتمع نفتالي بينيت بمحمود عباس، وهذه النقلة كان يمكن أن تحرك ديناميات الصراع الإسرائيلية ـ الفلسطينية، وتخفف اهتزازات خطّ التوتّر السياسي العالي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عبر تجميد الاستيطان، وخطط التهجير، ومسيرات المستوطنين في الأقصى والحرم الإبراهيمي، ووقف التصعيد ضد غزة، عبر تخفيف الحصار الإسرائيلي، وتمرير المنحة القطرية، وقضايا أخرى عديدة، تهمّ الفلسطينيين، كما أنها تساعد الإسرائيليين على الخروج من عنق الزجاجة الذي أدخلتهم فيه سياسات نتنياهو وحليفه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

بينيت، رئيس حكومة تسير على توازنات هشّة، لم يستطع بعد التقاط المبادرة، وتابع، بأشكال شتى، التعبير عن رفض لقاء أبومازن، وكان آخر التصريحات في هذا الصدد، ما قالته وزيرة الداخلية الإسرائيلية إيليت شاكيد، التي أكدت إن بينيت يرفض لقاء عباس «الذي يدفع رواتب للإرهابيين»!

وهو أمر يقصد به استمرار السلطة الفلسطينية في دفع رواتب عائلات الأسرى، والذي جاء في قمة الأزمة السياسية والأمنية الكبيرة التي خلقها هرب ستة سجناء فلسطينيين من سجن جلبوع.

السيسي، من جهته، المشغول بما تقوم به الإدارة الأمريكية تجاهه، خاصة في موضوع حقوق الإنسان، حيث أنها أعلنت حجبها جزءا كبيرا من المعونة العسكرية لمصر بسبب هذا الملفّ، يريد، على ما يبدو، التفاعل مع الأمريكيين على جبهة الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وعليه فقد أوضح لبينيت عن نيته «عقد لقاء سلام دولي» تجمع فيه مصر «كل الأطراف».

حسب بينيت، فإن اللقاء بين المسؤولين المصري والإسرائيلي «خلق بنية تحتية لعلاقة عميقة لمواصلة الطريق» ولكنّ الوقائع على الأرض تقول إن الأمر لم يتجاوز التعارف وجوائز ترضية، وإذا كان محمود عباس، برأي الإسرائيليين، غير مؤهل لقيادة مفاوضات تسوية معهم، فالصحيح أن بينيت ليس في موقع يسمح له بإعادة مفاوضات التسوية مع الفلسطينيين.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

مصر، إسرائيل، السيسي، بينيت، بايدن، الاستيطان، خطط التهجير، محمود عباس، فلسطين، جوائز ترضية،

بينيت: مصر والأردن سعيدان بالتطبيع ويدعمان اتفاقيات أبراهام

قناة عبرية: مصر تطلب من إسرائيل زيادة معدل التجارة

لابيد يزور القاهرة الخميس حاملا قطعا أثرية مصرية مسروقة هدية للسيسي

للمرة الثانية خلال 6 أشهر.. بينيت يعتزم زيارة مصر ولقاء السيسي