فورين بوليسي: قلق غربي من انتشار مرتزقة فاجنر الروس في أفريقيا

الأحد 26 سبتمبر 2021 08:37 ص

أفادت مجلة أمريكية، الأحد، أن عديدا من المسؤولين الغربيين يخشون من أن يجعل تدخل مرتزقة فاجنر في مالي الحاكم العسكري الجديد للبلاد مدينا بالولاء والفضل لموسكو، ما يزيد من حالة عدم الاستقرار، التي أدت بالفعل إلى نزوح ملايين الأشخاص من منازلهم.

وأوردت "فورين بوليسي"، في تقرير لها، أن وجود ألف مرتزق في بلد بحجم مالي بمثابة قطرة في بحر، لكنه أثار القلق في العواصم الغربية، خاصة باريس، التي تسعى لتقليص وجودها في منطقة الساحل الغربي لأفريقيا بعد 8 سنوات من مكافحة الإرهاب.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، سافرت وزيرة الدفاع الفرنسية "فلورانس بارلي"، إلى مالي للدفع باتجاه إعادة التفكير في هذه الخطوة. وحذرت الوزيرة، الإثنين الماضي، من أن الاستعانة بمقاتلي فاجنر سيعزل مالي دوليًا.

والجمعة الماضي، حذّر وزير الخارجية الفرنسي "جان إيف لودريان" نظيره الروسي "سيرجي لافروف" من أي انخراط لمقاتلي مجموعة فاجنر الروسية، في النزاع الذي تشهده مالي.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية: "بشأن مالي، حذّر الوزير نظيره الروسي من تداعيات خطيرة لانخراط مجموعة فاجنر في البلاد".

ويتناسب النشر المحتمل لمقاتلي فاجنر في مالي مع استراتيجية موسكو الجديدة التي تعتمد على إرسال المرتزقة الروس لدعم القادة الأفارقة المحاصرين، ما يمنح الكرملين نفوذًا كبيرًا في القارة السمراء.

ويُعتقد على نطاق واسع أن الشبكة الغامضة من الشركات والمقاولين التي تشكل ما يسمى بمجموعة فاجنر مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بخدمات الأمن الروسية.

وفي هذا الإطار، يشير مدير الأبحاث في مركز أفريقيا للدراسات الإستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني "جوزيف سيجل" إلى إرسال أكثر من 2000 مقاتل من فاجنر إلى جمهورية أفريقيا الوسطى منذ عام 2017.

وقال "سيجل": "ظاهريًا، هم مدربون عسكريون غير مسلحين. لكن الروس سرعان ما اتخذوا مكانة عالية، حيث عملوا كحراس لرئيس أفريقيا الوسطى فوستين أرشانج تواديرا، كما أن فاليري زاخاروف، وهو مسؤول سابق في المخابرات العسكرية الروسية، يعمل مستشارًا للأمن القومي لدى تواديرا".

وأضاف: "لقد اكتسبوا نفوذاً غير مسبوق في أفريقيا الوسطى. كما تورطت فاجنر في انتهاكات حقوق الإنسان والقتل خارج نطاق القضاء والاغتصاب والتعذيب (..) أراهن أنهم سيصلون إلى بعض مناجم الذهب واليورانيوم والبوكسيت في مالي".

وتعمل روسيا بشكل مطرد على زيادة تواجدها في جميع أنحاء افريقيا باستخدام المزيد من الأنشطة الاقتصادية والدبلوماسية التقليدية، بالإضافة إلى المزيد من الأساليب غير الشرعية عبر مجموعة فاجنر، حيث تسعى إلى زيادة الوصول إلى احتياطيات الموارد الطبيعية في القارة.

ورغم ذلك، أكدت المجلة الأمريكية أن علاقات روسيا مع الدول الأفريقية تنمو لكنها لا تزال أقل من مستوى علاقات الصين والولايات المتحدة والدول الأوروبية مع القارة السمراء.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلنت الحكومة الروسية أنها أبرمت صفقة مع الحكومة السودانية لإنشاء قاعدة بحرية في بورتسودان على البحر الأحمر، لتوسيع نطاق انتشارها العسكري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكن الخرطوم أعلنت مراجعة الاتفاق.

و في ليبيا، كانت قوات فاجنر بمثابة رأس الحربة، حيث قاتلت إلى جانب قوات خليفة حفتر، وفقًا للقيادة الأميركية في أفريقيا. وفي مدغشقر، شاركت في تدريب القوات المسلحة المحلية، كما تم إرسال عملاء فاجنر إلى موزمبيق.

ومنذ عام 2015، وقعت روسيا اتفاقيات تعاون عسكري ثنائية مع أكثر من 20 دولة أفريقية. وخلال هذا الصيف، وقعت صفقات مع أكثر دولتين من حيث عدد السكان في القارة: إثيوبيا ونيجيريا. وعقدت القمة الروسية الأفريقية الأولى، التي شارك في استضافتها الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ونظيره المصري "عبد الفتاح السيسي"، في عام 2019، وهناك قمة أخرى من المقرر عقدها العام المقبل.

ولا يزال دور روسيا في الانقلاب الذي قاده الجيش في أغسطس/آب 2020، والذي أطاح بالرئيس المالي آنذاك "إبراهيم بوبكر كيتا"، غير واضح، لكن صحيفة ديلي بيست ذكرت أن اثنين من مخططي الانقلاب كانا في روسيا للتدريب العسكري، وأنهما توجها من موسكو إلى العاصمة المالية باماكو قبل أيام من الانقلاب.

وأكدت المجلة الأمريكية أن الغزوات الروسية في أفريقيا أثارت مخاوف الغرب بشأن نوايا موسكو طويلة المدى.

وفي الأسبوع الماضي، أفادت وكالة "رويترز" أن مالي، التي يحكمها حاليًا المجلس العسكري بعد أن تعرضت لانقلابين في الأشهر الـ 13 الماضية، تجري محادثات مع مجموعة فاجنر لتوظيف ما لا يقل عن 1000 مقاتل لتدريب الجيش في البلاد وتوفير الأمن لكبار المسؤولين.

والسبت، أكد وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف"، أن مالي طلبت من شركات روسية خاصة تعزيز الأمن في الدولة التي تشهد نزاعات، زاعما أن لا علاقة للحكومة الروسية بذلك.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

فاجنر مالي أفريقيا

بعد السودان.. إيكونوميست: انقلابات أفريقيا أصبحت واقعا لا مفر منه وهذه أسبابها

البرلمان الأوروبي يحض على وقف التعامل مع فاجنر الروسية

العشرات من مرتزقة فاجنر يغادرون أفريقيا الوسطى إلى حدود أوكرانيا

الإندبندنت: المواجهة حتمية.. النفوذ الروسي يتزايد في أفريقيا