«نيويورك تايمز»: قادة مصر يعلقون فشلهم على شماعة «المؤامرة» والمواطنون يتشككون

الأحد 15 نوفمبر 2015 07:11 ص

قالت صحيفة «نيويورك تايمز»، الأمريكية، إن قادة مصر، ومن بينهم الرئيس الحالي «عبد الفتاح السيسي»، اعتادوا على تعليق فشلهم في حل الأزمات التي يتعرضون لها على شماعة «المؤامرة»، وهو الأمر الذي بدا واضحا في حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء.

وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته أمس السبت، أنه في الوقت الذي رجحت فيه الكثير من التقارير الغربية الصادرة عن دول كبرى إلى أن سقوط الطائرة الروسية، جاء عبر انفجار قنبله، نجد الحكومة المصرية غير مشغولة بسبب سقوط الطائرة، وسخرت كل إمكانياتها عبر الإعلام الموالي لها للإيحاء بأن هناك مؤامرة تتعرض لها البلاد.

وقالت الصحيفة إن «السيسي» سعى اﻷربعاء الماضي لطمأنة اﻷهالي في شرم الشيخ حول وضع السياحة بعد حادث تحطم الطائرة الروسية خاصة مع نزوح أعداد كبيرة من السياح، إلا أن المصريين قلقون للغاية على أرزاقهم، فالرئيس لم يقدم تطمينات كافية حول أوضاعهم المعيشية خاصة أن السياحة هي مصدر دخلهم الوحيد.

وقال «السيسي» في مقابلة تلفزيونية خلال زيارته لشرم الشيخ: «إننا لن نأكل .. سوف نجوع.. ماذا في ذلك«»، ووجه حديثه للمذيعة قائلا: «لا يوجد أحد يستطيع هزيمة المصريين»، وفق الصحيفة.

ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أنه بعد أسبوعين من الحادث، معظم دول العالم رجحت أن يكون سبب سقوط الطائرة ناجم عن انفجار قنبلة بما في ذلك بريطانيا وروسيا، وألغت العديد من دول العالم رحلاتها الجوية إلى مطار شرم الشيخ.

ووفق الصحيفة، رغم هذا اﻹجماع الدولي، إلا أن «السيسي» وأنصاره يرفضون هذا الاحتمال وقاموا بحشد المشاعر الوطنية ضده، بل وتصويره على أنها «مؤامرة» ضد مصر.

الدكتور «علاء عبدالوهاب» مستشار وزير السياحة المصري قال في مقابلة تلفزيونية: «بالطبع نحن نتحدث عن مؤامرة .. الحكومات الغربية تحاول إيذاء مصر لأن الشعب يدعم الرئيس السيسي».

وبحسب الصحيفة، فإن تذرع المسؤولين المصريين بـ«المؤامرة» نفذتها في الكثير من اﻷزمات على مدى عقود بداية من هزيمة عام 1967، حينما ألقت باللائمة على الولايات المتحدة وبريطانيا، وانتهاء بفيضانات الإسكندرية (شمال)بتحميل اللإسلاميين (الإخوان المسليمن) المسؤولية بسدهم مصارف المدينة.

ولكن مع تهديد البطالة للكثير من السكان الذين يعانون أصلا منها، ووجود الكثير من البلدان التي تراقب التحقيقات في الطائرة، يقول البعض إن الحكومة استخدمت فزاعة «المؤامرة» لوقف الانتقادات والسخط الشعبي والتوحد ضد التهديدات الأجنبية.

لا صوت يعلو فوق صوت المؤامرة

وأوضحت الصحيفة أن هناك بروتوكولا دوليا يعطي مصر حق قيادة التحقيقات في تحطم الطائرة، وحتى الآن سعت الحكومة للحفاظ على السرية والكتمان ولم تعط سببا لتحطم الطائرة، بحجة أن النظريات حول سبب السقوط لا تزال سابقة لأوانها، ومع تأكيد الدول الغربية أن عملا إرهابيا وراء سقوط الطائرة، يبدو اعتراف مصر حاليا بهذا اﻷمر «مهين».

وقال «جلال نصار» رئيس تحرير «اﻷهرام ويكلي»: «إن النوايا السيئة للغرب كشفتها التكهنات المبكرة حول سبب سقوط الطائرة»، وذلك في مقال بعنوان «التشهير المتعمد» نشر على موقع وزارة الخارجية الإليكتروني.

وأضاف «نصار» في مقاله: «ترجيحات أن سبب سقوط الطائرة انفجار، هي حملة منظمة من بريطانيا والولايات المتحدة ضد مصر .. وسقوط الطائرة في سيناء هي مجرد ذريعة لمعاقبة مصر على الاطاحة بجماعة الإخوان المسلمين».

ونقلت الصحيفة عن «سامر شحاتة» الخبير المصري في جامعة «أوكلاهوما» اﻷمريكية قوله عن هذه التغطية: «إنها سخيفة وانفصال عن الواقع ويظهر مدى القلق في مصر من معالجة المشاكل وجها لوجه، فهناك مسلحين في سيناء والجيش غير قادر على هزيمتهم حتى اﻵن، وأكثر من ذلك فأن المسلحين تمكنوا من اختراق جزء من الحكومة في مطار شرم الشيخ».

المؤامرة والفشل

ويقول المؤرخون إن الحشد ضد المؤامرات هي استراتيجية ناجحة على مر العقود في مصر، وغيرها من الدول الديكتاتورية.

وقال «خالد فهمي» مؤرخ مصري في جامعة «هارفارد»: «نشر فكرة المؤامرة يزيد الشعور بالقلق بين الناس ويمنعهم من التفكير في نقد السلطة، ﻷن المؤامرات بطبيعتها مخيفة وغامضة».

وأضاف «فهمي» أن أصوات موالية للحكومة تسيطر الآن على وسائل الإعلام، ويؤكدون دائما أن «الربيع العربي هو جزء من مؤامرة غربية كبرى».

بينما قالت «لميس الحديدي»، وهي واحدة من الموالين للحكومة في برنامجها الحواري الأسبوع الماضي، إن الحكومة تفاقم المعاناة الاقتصادية من حادث تحطم الطائرة الروسية التي أبعدت المستثمرين، عبر اعتقال محقق صحفي بارز «حسام بهجت»، ومالك صحيفة «المصري اليوم» الخاصة «صلاح دياب».

وأضافت: «أنا الآن في وضع صعب للغاية مع السياحة ومؤامرة أجنبية، وأضع نفسي في مشكلة أخرى مع الاستثمارات ومشكلة أخرى مع الحريات»، ثم تساءلت: «هل نحن لسنا بحاجة إلى مؤامرة خارجية؟.. نحن المؤامرة نفسها.. نحن نتآمر ضد أنفسنا!».

  كلمات مفتاحية

المؤامرة عبد الفتاح السيسي مصر الطائرة الروسية روسيا سفارة بريطانيا

فشل «السيسي» وحديث المؤامرة

«السيسي» في تراجيديا روسية

مصر في عهد السيسي .. قمع بلا حدود

الكرملين لا يستبعد «عملا إرهابيا» وراء تحطم الطائرة الروسية في مصر

نظام السيسي في حالة إنكار

«ديلي ميل»: الطائرة الروسية تم تفجيرها بقنبلة مربوطة بجهاز توقيت

روسيا: قنبلة وراء تحطم طائرتنا في سيناء.. و«بوتين» يأمر بملاحقة المتورطين

نظرية المؤامرة بين المدافعين والمشككين: هل هناك حقا قوى خفية تتحكم في العالم؟