طريق حدودي أشعل الصراع.. 4 أسباب للتوتر بين إيران وأذربيجان

الأربعاء 6 أكتوبر 2021 12:09 م

ما هي أسباب تصاعد التوتر بين إيران وأذربيجان رغم ما يجمعهما من قواسم ثقافية واجتماعية ودينية؟

يتصدر هذا السؤال اهتمامات الخبراء والمحللين بعدما أعلنت باكو إغلاق مكتب ممثل المرشد الأعلى الإيراني "علي خامنئي" وحسينية تابعة له.

تعود الإجابة إلى انتصار أذربيجان في حربها الأخيرة مع أرمينيا، حيث تمكنت حكومة باكو من السيطرة على جزء من طريق الاتصالات "جوريس-كابان" بين إيران وأرمينيا، الذي كان في السابق تحت سيطرة العاصمة الأرمينية يريفان، وسيرت دوريات للشرطة في المنطقة نفسها، وأخذت الرسوم من الشاحنات الإيرانية المتجهة إلى أرمينيا.

وكان منع عبور باكو شاحنات إيرانية واعتقال اثنين من سائقي الشاحنات في الأيام الأخيرة "نقطة انطلاق" لتصاعد التوترات بين البلدين، حسبما أورد "الجزيرة نت".

وفاقم من تلك التوترات إنشاء طريق النقل "زنغه زور"، الذي أنشئ حديثا ويربط بين منطقة "نخجوان" وأذربيجان عبر أراضي أرمينيا على حدود إيران، ومع تنفيذه لم تعد الحاجة قائمة لاستخدام الأراضي الإيرانية لربط منطقة نخجوان بالدولة الرئيسية لأذربيجان.

ويمكن هذا الطريق من قطع الاتصال الحدودي بين إيران وأرمينيا، إضافة إلى قطع إحدى طرق المواصلات بين إيران وأوروبا.

ويربط هذا الطريق أيضا تركيا ببحر قزوين عبر أذربيجان، الأمر الذي سيؤدي إلى تغيرات جيوسياسية في منطقة القوقاز، وهو ما تعارضه إيران بشدة، ولذا أعلنت مرارًا أنها لن تسمح بتغيير حدودها مع الدول الأخرى.

المناورة العسكرية المشتركة لجمهورية أذربيجان وباكستان وتركيا، في الأيام الأخيرة، كانت بمثابة سبب ثالث لإثارة الحساسيات مع إيران، التي فسرتها بأنها انتهاك للاتفاقية الدولية التي تحظر المناورات العسكرية من قبل القوات الأجنبية في الدول المطلة على بحر قزوين.

كما جاءت تصريحات بعض أعضاء برلمان جمهورية أذربيجان ضد وحدة أراضي إيران لتذكي هذه التوترات.

إسرائيل هي عنوان السبب الرابع للتوتر بين إيران وأذربيجان، إذ تحدثت طهران مؤخرا عن تواجد قوات إسرائيلية وعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية على الأراضي الأذربيجانية وعلى حدود إيران. فيما ترفض باكو هذه الاتهامات، وتؤكد أنه لا توجد قوة ثالثة على الحدود مع إيران تهدد أمنها.

وكان مسؤولون إيرانيون قد حمّلوا "القوات الإسرائيلية المتمركزة في باكو" المسؤولية عن هجمات استهدفت البرنامج النووي الإيراني واغتيال العالم النووي البارز "محسن فخري زاده".

ويقول هؤلاء المسؤولون إن أذربيجان أصبحت ساحة خلفية لإسرائيل للتآمر على إيران.

وفي برنامج على التلفزيون الإيراني، قال محلل الشؤون الدولية "مصطفى خوش جشم" إن إسرائيل ترسل طائراتها المسيرة من جمهورية أذربيجان إلى إيران للقيام بعمليات عسكرية واستطلاعية.

وأضاف: "دمرنا في إحدى المرات طائرة مسيرة من نوع هيرميس التي كانت تتجه نحو منشأة نطنز النووية، كما تمت عمليات سرقة الوثائق النووية ودخول الإرهابيين عبر أراضي أذربيجان".

وفي السياق، أشار الخبير والمحلل السياسي "أمير موسوي" إلى أن تصعيد التوترات بين إيران وأذربيجان حدث بعد اعتقال جاسوس إسرائيلي دخل إيران قادما من أذربيجان.

وكشفت اعترافات أدلى بها "الجاسوس" لقوات الأمن الإيرانية، أن "الصهاينة والإرهابيين ينشطون في المناطق الحدودية مع إيران، ويقومون بعمليات استطلاعية ضد قوات الأمن الإيرانية من قاعدة تسمى (القبلة) في جنوب باكو"، بحسب "الجزيرة نت".

وقال القيادي السابق في الحرس الثوري "حسين كنعاني مقدم": "كنا على علم بوجود قواعد إسرائيلية في أذربيجان منذ سنوات عديدة، وكذلك إرسال قوات تكفيرية لتنظيم الدولة الإسلامية من سوريا إلى أجزاء من أذربيجان في حرب قره باغ، وعندما لم تستجب أذربيجان لتحذيرات إيران شنت إيران مناورة عسكرية قرب حدود أذربيجان".

وأضاف أن "إيران مستعدة لإنشاء قاعدة عسكرية مشتركة مع أرمينيا في المنطقة التي تعد ممرًا بين إيران وأرمينيا".

وصرح "كنعاني مقدم" بأن إيران حساسة بشأن رغبة تركيا -العضو في الناتو- في توسيع حدود الناتو حتى بحر قزوين، لافتا إلى أن وصول قوات الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى أذربيجان سيقلب المعادلات الجيوسياسية في المنطقة، "وإيران حساسة لهذا، ولن تسمح لجارتها الشمالية الغربية تركيا بالبدء في هذه المغامرات وتعميق هذه التوترات"، حسب قوله.

وأغلقت إيران مجالها الجوي أمام الطائرات الحربية الأذربيجانية والتي تنقل إمدادات عسكرية إلى جمهورية ناختشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وبحسب وكالة "سبوتنيك أذربيجان" أرسلت الحكومة الإيرانية إخطارا عبر القنوات العسكرية الرسمية إلى قيادة وزارة الدفاع الأذرية، بإغلاق إيران مجالها الجوي أمام الطائرات الحربية الأذربيجانية.

والإثنين الماضي، زار وزير خارجية أرمينيا "آرارات ميرزويان"، إيران، في خطوة تبدو مرتبطة بالتطورات، معلنا أنه اتفق مع نظيره الإيراني على "رسم خط جديد للعلاقات بين البلدين"، وتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إيران أذربيجان إسرائيل تركيا الناتو

أذربيجان ترفض منح تأشيرة دخول لمسؤول إيراني

تركيا.. القبض على 8 أشخاص بينهم عميلان إيرانيان

التوتر مع أذربيجان.. إيران تبحث عن طرق جديدة عبر أرمينيا وبحر قزوين