وثيقة إسرائيلية: هذا الضابط المصري أنقذ دولتنا من هزيمة قاسية بحرب أكتوبر

الأربعاء 6 أكتوبر 2021 09:17 م

كشفت إحدى الوثائق الإسرائيلية المسربة عن حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973، أن معلومات مصيرية ومهمة وصلت من عميل في الجيش المصري إلى الموساد كانت كفيلة بحماية إسرائيل من هزيمة "ساحقة" في تلك الحرب.

ونشر أرشيف الاحتلال الإسرائيلي، صباح الأربعاء، 61 وثيقة تاريخية تمتد على 1220 صفحة، تلقي بعض الضوء على ما دار وراء الكواليس في حكومة "جولدا مائير"، وسبل اتخاذ القرار بشأن الحرب فيها، وضمن ذلك ما سجلته "مائير" شخصياً في يومياتها للحرب وقرارات المباحثات في ديوانها.

وبحسب هذه الوثائق مثلاً، فقد أعلنت "مائير"، بعد 5 دقائق من انطلاق صفارات الإنذار، أنه "إذاً تمكنوا على الرغم من كل شيء من مفاجأتنا"، في إشارة إلى التقرير الذي سبق إرساله قبل يوم واحد من اندلاع الحرب من قبل رئيس الموساد آنذاك "تسفي زمير"، عقب لقائه في لندن مع الضابط المصري وصهر الرئيس "جمال عبدالناصر" "أشرف مروان"، الذي كان عميلاً للموساد فيما تصر القيادة المصرية على القول إنه كان عميلاً مزدوجاً ضلل إسرائيل.

وآنذاك، أبلغ الضابط "أشرف مروان" رئيس الموساد "زمير" بأن الحرب ستندلع خلال 14 ساعة.

ومع أن هذه التفاصيل معروفة، إلا أن الجديد أنها تظهر في "يوميات رئيسة الحكومة جولدا مائير"، كما كشفت للمرة الأولى عن وصول معلومات من ضابط آخر بالجيش المصري (دون ذكر اسمه) تتعلق بمجرى العمليات المصرية في 12 أكتوبر/تشرين الأول، بينما كان الكابينت الإسرائيلي يناقش سبل اجتياز قناة السويس، وتتعلق بالقرار المصري بتفعيل وحدة المظليين، إلى جانب القوات البرية والمدرعات لتحرير أراضٍ في عمق شبه جزيرة سيناء.

ومع تلقي هذه المعلومة، غيّرت إسرائيل من عملياتها لجهة الاستعداد لصدّ الهجوم المصري قبل البدء باجتياز سيناء، وفق اقتراح رئيس أركان الحرب آنذاك، الجنرال "دافيد العزار".

ولخصت "مائير" في الوثائق ما دار في اجتماع عن تلك المعلومة بقولها إن المعلومة حسمت النقاش حول أولويات العمليات القادمة.

والمعلومة المصرية الأخيرة من الضابط في القوات المسلحة، الذي لم تكشف هويته لليوم، كانت بحسب رئيس الموساد "تسفي زامير"، هي "ما أنقذ إسرائيل من أكبر إهانة في تاريخها".

وتكشف الوثائق الجديدة على نحو خاص، الخوف الإسرائيلي خلال الحرب من أن تشنّ مصر هجوماً صاروخياً على إسرائيل، وهجوماً كيميائياً على أهداف معينة.

وكانت تقديرات كبار القيادات الإسرائيلية تشير إلى أن الاتحاد السوفييتي يساعد مصر في توجيه وإطلاق الصواريخ.

وجاء في إحدى الوثائق: "لقد قال لهم الروس سنتعلم وإياكم إطلاق هذه الصواريخ، وفي نهاية المطاف إذا أطلقت صواريخ فستكون روسية، لكن سيقولون إنها صواريخ مصرية".

وقد أثار هذا الأمر قلقاً خاصاً عند وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك "موشيه ديان"، حيث تقول الوثائق إن "ديان" تساءل: "ما الذي سيحدث إذا ضغط السادات على الروس، هل سيدعون أننا هاجمنا مدنيين ثم يطالبون بإمطارنا بالصواريخ؟ هناك أخبار أن مصر تملك على الأقل 400 صاروخ".

وكان هذا القول المنسوب لـ"ديان" قد جاء خلال مداولات في قيادة أركان الجيش، عارض خلالها قصف مواقع استراتيجية مصرية خوفاً من إطلاق صواريخ "سكود" على إسرائيل.

وتبرز الوثائق الجديدة على نحو بارز، مخاوف إسرائيلية من دور سوفييتي فاعل في الحرب، إذ يتساءل الوزير في الحكومة الإسرائيلية "يسرائيل غاليلي"، بحسب الوثائق: "هل يوجد تهديد وخطر بتدخل سوفييتي؟ كيف سنرد؟". إلى ذلك، يتضح أن الحكومة الإسرائيلية خشيت من استعمال القوات المصرية للغازات في الحرب، عندما تساءلت "جولدا مائير" في إحدى المداولات هل يملك جميع الجنود كمامات واقية من الغازات.

وفي كل عام، تسمح الرقابة العسكرية بنشر وثائق جديدة من أرشيف الدولة عما دار في تلك الحرب، وعن هوية المسؤولين عن الفشل الإسرائيلي في استباق الضربات المصرية والسورية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر إسرائيل هجوم صاروخي صواريخ حرب أكتوبر جولدا مائير جمال عبدالناصر أشرف مروان سيناء

وثائق تكشف: إسرائيل تخوفت من قصف دمشق خلال حرب أكتوبر 1973

وثائق بريطانية تكشف معلومات غير مسبوقة عن دور السوفييت في حرب أكتوبر

أُحرقوا أحياء.. الكشف عن مجزرة إسرائيلية بحق 20 جنديا مصريا في حرب 1967

وثائق: بريطانيا وفرنسا خططتا للتحكم في قناة السويس حتى بعد التأميم