وثائق بريطانية تكشف معلومات غير مسبوقة عن دور السوفييت في حرب أكتوبر

الخميس 7 أكتوبر 2021 03:42 م

كشفت وثائق بريطانية أن السوفييت هم الذين نصحوا الرئيس المصري الراحل "أنور السادات" باختيار تاريخ السادس من أكتوبر/تشرين الأول عام 1973 لبدء الهجوم على الجيش الإسرائيلي الذي كان يحتل سيناء.

ووفقا للوثائق فإن أحد الجنرالات الروس هو الذي نصح باختيار هذا اليوم الموافق السبت، الذي يطلق عليه اليهود بالعبرية اسم "يوم كيبور" أي الغفران، العاشر من شهر رمضان، وهو أحد عناصر المفاجأة التي شلت حركة إسرائيل في الأيام الأولى للحرب.

وتكشف الوثائق، أن حجم الدعم السوفييتي لمصر وسوريا حتى "قبل الحرب وخلالها" كان أكبر بكثير مما يعتقد.

وبعد شهور قليلة من انتهاء الحرب، أجرى حلف شمال الأطلسي "الناتو" دراسة للحرب بهدف "استخلاص الدروس" تحسبا لاندلاع صراع عسكري مع دول حلف وارسو في ذلك الوقت، بقيادة الاتحاد السوفييتي، على المسرح الأوروبي.

دور السوفييت

وحسب نتائج الدراسة، فإن السوفييت أدوا دورا مؤثرا ساعد المخططين المصريين في أن ينفذوا بإحكام خطة الخداع، التي جاءت بعد دراسة دقيقة لتجربة الهزيمة أمام إسرائيل في حرب الأيام الستة في يونيو/حزيران عام 1967، بكل تفاصيلها.

وتقول النتائج، التي قدمت لقيادة الناتو في أول مارس/آذار عام 1974 واعتبرت أحد وثائق الحلف البالغة السرية: "أظهر التحليل العربي، المصحوب بإرشاد من جانب مستشاريهم الروس، لحرب يونيو/ حزيران1967، أنه إذا أراد العرب تحقيق أي نوع من النجاح ضد الإسرائيليين، فلا بد أن يضمنوا أن تكون المفاجأة كاملة عن طريق: أولا: إخفاء نواياهم العدائية عن طريق تهيئة موقف سياسي وعسكري لا يؤدي إلى شن هجوم إسرائيلي استباقي وقائي، ثانيا: شن هجومهم قبل استكمال التعبئة الإسرائيلية".

وتشير معلومات الناتو الاستخباراتية، في ذلك الوقت، إلى أنه "خلال دراسة المصريين لحرب يونيو، أوصى المستشار الروسي الكبير الجنرال فاسيليوفيتش بفترة يوم كيبور باعتبارها أفضل وقت للهجوم لتحقيق المفاجأة".

واستندت النصيحة إلى أنه في هذا اليوم تتوقف الحياة بشكل شبه تام وفقا للتعاليم اليهودية المتبعة. وقالت: "في هذا اليوم يكون سكان إسرائيل في المنزل يتأملون، ويصومون وتظل أجهزة المذياع مغلقة".

وقالت نتائج دراسة الناتو إنه "باختيار الثانية (بعد ظهر يوم كيبور) ساعة الهجوم، زاد عنصر المفاجأة أكثر. فإذا لم يحدث هجوم في الفجر، يكون هناك ميل إلى الاسترخاء. أما الهجوم في الغسق، فيتيح ضوء نهاري ضئيل لا يساعد في الاستفادة من المكاسب الأولية التي تتحقق".

وهذا ما حدث بالفعل. فقد أربكت المفاجأة إسرائيل التي لم تستطع انتزاع المبادرة على الجبهة الجنوبية (المصرية) إلا يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول، أي بعد 9 أيام من بدء العمليات، وفق معلومات الناتو.

علم مسبق ودعم عسكري

وتقول معلومات الناتو الاستخباراتية إنه "بداية من مساء يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول، وصلت سفن الشحن السوفييتية بمواد حربية من (مدينة) أوديسا (في أوكرانيا) إلى ميناء اللاذقية السوري، بعد اندلاع الحرب بـ 5 أيام".

وخلص خبراء الناتو من هذا إلى أن السوفييت كانوا على علم مسبق بموعد الحرب، ما أتاح لهم الفرصة لإعداد الدعم العسكري للعرب عن طريق البحر.

وأضافوا "إجمالا، وصل حوالى 50 سفينة شحن في مواني اللاذقية وطرطوس والإسكندرية في الفترة من 11 إلى 21 أكتوبر/تشرين الأول بحمولات من الذخيرة والمواد الحربية".

ولم يكن الدعم السوفييتي عن طريق الجو، باستخدام الطائرات العسكرية والمدنية، أقل من الدعم عن طريق البحر.

ووفق حسابات الناتو، فإن الاتحاد السوفييتي "نقل جوا ما بين 800 إلى 1000 طن يوميا عبر 3000 كيلومتر عبر يوغوسلافيا ومن البحر الأسود فوق تركيا".

وفيما يتعلق بالمعدات المنقولة، فإنها شملت "الذخيرة وقطع الغيار، ومعدات لوحدات كاملة من المجر وتشيكوسلوفاكيا، بل وحتى وحدات من الجيش السوفييتي من وسط أوروبا إلى مسرح الشرق الأوسط، مثل وحدات صواريخ سام ومواقع رادار".

ويشير تقييم استخبارات الناتو إلى أنه في خريف عام 73، كان عدد العمليات الجوية، التي نفذتها مجموعة القوات السوفييتية المتمركزة في ألمانيا الشرقية، التي كانت معروفة باسم GSFG، لأمداد العرب بالدعم العسكري، غير مسبوق في تاريخها.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

وثائق بريطانية حرب أكتوبر الاتحاد السوفييتي دور السوفييت في حرب أكتوبر

وزير الدفاع الليبي السابق: شاركنا في حرب أكتوبر ولم يكرمنا المصريون بأي وسام

ذكرى حرب أكتوبر.. قائد جيش الاحتلال يعترف بـ"أخطر فشل في تاريخ إسرائيل"

بغياب التاريخ والرؤية.. إرث حرب أكتوبر يتلاشى في مصر السيسي