قال شهود عيان إن مئات العراقيين المحتجين على نتائج الانتخابات البرلمانية تجمعوا، مساء السبت، أمام إحدى بوابات "المنطقة الخضراء" شديدة التحصين وسط العاصمة بغداد، وسط مخاوف من إمكانية اقتحامهم لتلك المنطقة، التي تضم السفارة الأمريكية.
وأكد ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن عددا من هؤلاء المحتجين حاولوا اقتحام إحدى بوابات تلك المنطقة، حيث وثعت مصادمات بينهم وبين قوات عسكرية عراقية خاصة انتشرت في محيط تلك المنطقة ومطار بغداد..
ضرب وتكسير وشتم القوات الأمنية من قبل جمهور الحشد الولائي المعتصم امام بوابات الخضراء بعد تقدمهم ومحاولتهم دخول إحدى بوابات المنطقة المحصنة. pic.twitter.com/7GmY8bPzwR
— حيدر اشبيليه 🇮🇶🤍 (@HaedarSevilla10) October 23, 2021
🛑 انتشار واسع لعناصر الفرقة الخاصة في محيط المنطقة الخضراء ومطار بغداد الدولي pic.twitter.com/fLM1NzkHhy
— مسك (@miskalakhbar) October 24, 2021
ويعتصم هؤلاء، والذين يعدون من مؤيدي "الحشد الشعبي" وفصائل أخرى مقربة من إيران، في ساحة "جسر الطابقين" وسط بغداد، منذ الثلاثاء الماضي، وتحركوا مساء السبت باتجاه الجسر الذي يعد أحد مداخل المنطقة الخضراء، وفق الشهود.
وقال الشهود إن المحتجين تجمعوا أمام الجسر الذي أغلقته السلطات العراقية بالكتل الخراسانية.
وأشاروا إلى انتشار أمني كثيف على الجسر والمنطقة المحيطة به، لافتين إلى أن المتظاهرين يعترضون على نتائج الانتخابات ويطالبون بإعادة فرز الأصوات يدويا، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
و"المنطقة الخضراء" شديدة التحصين، وتضم مقرات الحكومة والبرلمان والبعثات الدبلوماسية الأجنبية وكذلك بعثة الأمم المتحدة "يونامي"، التي تلقت تهديدات بالعنف من قبل أنصار القوى والأطراف الرافضة لنتائج الانتخابات.
وفي بيانين منفصلين، الجمعة والسبت، أعرب مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي عن استنكارهما تهديدات بالعنف تلقتها "يونامي" عقب الانتخابات.
وعقب إعلان النتائج الأولية للانتخابات، تلقت بعثة "يونامي" ورئيستها "جانين هينيس بلاسخارت"، انتقادات واسعة وتهديدات من قبل أطراف وأحزاب منيت بهزائم غير متوقعة، وذلك عبر احتجاجات نظمتها بالبلاد، ومن خلال حملات لنشطاء يتبعون لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
والأربعاء، أكدت الحكومة العراقية، "التزامها بحماية بعثة الأمم المتحدة، والبعثات الدبلوماسية الأخرى العاملة في البلاد من أي تهديد ودعمها للقيام بمهامها".
وحذرت قوى شيعية، بينها فصائل متنفذة، الأسبوع الماضي، من أن المضي بهذه النتائج "يهدد السلم الأهلي في البلاد"، ما أثار مخاوف من احتمال اندلاع اقتتال داخلي في البلاد.
وعقب بياني مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، طالب زعيم التيار الصدري "مقتدى الصدر"، المعترضين على نتائج الانتخابات العراقية ممن وصفهم بـ"مدعي التزوير"، بـ"الإذعان" وعدم جر البلاد إلى الفوضى.
وطالب زعيم التيار الصدري، الذي حصد أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات، بعدم "الضغط" على مفوضية الانتخابات أو القضاء والمحكمة الاتحادية.
وأشار إلى أن قبول النتائج الإلكترونية التي أعلنت عنها مفوضية الانتخابات "سيفيء على العراق وشعبه بالأمن والاستقرار".
وتصدر تحالف "سائرون"، المدعوم من رجل الدين الشيعي "مقتدى الصدر"، نتائج انتخابات 2021، مثلما كان عليه الحال في 2018، لكنه زاد مقاعده من 54 إلى 73 (من أصل 329).
وخلف تحالف "الصدر"، حلت كتلة "تقدم" (سُنية)، بزعامة رئيس البرلمان المنحل "محمد الحلبوسي" (سُني)، بـ38 مقعدا.
وفي المرتبة الثالثة، حلت كتلة "دولة القانون"، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق، "نوري المالكي" بـ37 مقعدا.