هل ستواصل إيران استراتيجيتها عالية التكلفة في سوريا؟

الخميس 19 نوفمبر 2015 03:11 ص

هل ستواصل إيران إستراتيجيتها عالية التكلفة في سوريا؟، هكذا استهلت صحيفة «المونيتور» تقريرا للصحفي الإيراني «عراش كريمي». والتي أكدت خلاله أنه منذ بدء العمليات الرئيسية في أواخر سبتمبر/أيلول فقدت إيران العشرات من ضباط الجيش، ما لا يقل عن خمسين منهم، وفقا لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني «علي شمخاني». وقد أدى الهجوم المنسق في حلب بالتنسيق مع القوة الجوية الروسية إلى تحقيق الجيش الروسي والمستشارين الإيرانيين لانتصارات كبيرة، ولكن بتكلفة باهظة. ولا يبدو من المرجح أن تتغير خطة لعبة إيران.

يتم التعامل مع القضية السورية في إيران باعتبارها مسألة أمن قومي في إيران وبواسطة وسائل الإعلام الإيرانية. وسائل الإعلام المنتقدة لتدخل إيران في الصراع والذي زاد عمره عن أربعة سنوات ونصف تمتنع عادة عن التغطية المثيرة للجدل لهذا الأمر مما يجعل من الصعب في بعض الأحيان قياس الرأي العام حوله. في بعض النواحي، يتم التعامل مع الحرب السورية تماما كما كان يعامل الاتفاق النووي تحت إدارة الرئيس الإيراني السابق «محمود أحمدي نجاد»، حيث كان هناك القليل من الجدل الداخلي في وسائل الإعلام. جلبت فترة حكم الرئيس «حسن روحاني» جدلا قويا نسبيا، بل إنه أحيانا كان يتسم بالعنف، حول المسألة النووية. إلا أن الجدل حول الشأن السوري لم يخرج بعد عن الحدود. هذا هو السبب في أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين لا تعكس مستوى الرأي العام بقدر ما تعكس المناقشات الداخلية التي تجري في القيادة العسكرية والسياسية.

«أخبار المشرق» هو موقع على شبكة الإنترنت يعتقد أنه تابعة لأجهزة الأمن الإيرانية، وقد نشر الموقع مؤخرا مقتطفات من الخطاب الذي ألقي في فبراير/شباط الماضي من قبل القائد الأسبق في الحرس الثوري الجنرال «حسين همداني». الجنرال «حسين همداني»، الذي توفي في سوريا في 9 أكتوبر/تشرين الأول في سوريا، هو الجنرال الإيراني صاحب الرتبة الأعلى الذي يتم قتله خارج البلاد. لم يقل «أخبار المشرق» على وجه التحديد سر إذاعة الخطاب في الوقت الحالي، ولكن تشير أقسام الكلام المختار للنشر محاولة لتفسير تزايد عدد الضحايا الإيرانيين في سوريا. وهو ما يشير بحسب الصحيفة أن إيران ربما تمهد الرأي العام الداخلي للمزيد من الخسائر في المعارك الكبرى الدائرة هناك.

تأكيدات «همداني»، الذي كان مسؤولا عن تنظيم الوحدات شبه العسكرية السورية لعدد من السنوات، والذي كان قد عاد للتو إلى سوريا قبل استهدافه من أجل تنسيق هجوم واسع النطاق، ربما كانت محاولة لتأطير الحرب المكلفة بضوء إيجابي عبر إبراز مميزاتها.

حرب إيران

وخلافا لكل التصورات يرى «همداني» أن الحرب في سوريا هي في حقيقة الأمر حرب إيران. يقول: «في حين أن هناك همسا في إيران حول لماذا ندفع تكاليف سوريا، فإنه في الواقع، فإن السوريين هم الذين يدفعون كلفة الحرب الإيرانية». «همداني» يعتقد أن الحرب هي في الواقع ضد الدول «المتغطرسة»، وهو المصطلح الذي يستخدمه المتشددون الإيرانيون لوصف الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى. وأضاف أنه ليس على الرئيس السوري «بشار الأسد» سوى أن يصنع علاقات طيبة مع الولايات المتحدة ويقطع علاقاته مع إيران وسوف تصير هذه الحرب إلى نهايتها.

ووفقا لـ«همداني»، فإن سوريا تعمل كمنطقة عازلة لإيران، وهي اليوم تلعب دورا أكثر أهمية بالنسبة لإيران من لبنان والعراق واليمن والبحرين لعدد من الأسباب، أبرزها الحدود السورية المشتركة مع (إسرائيل). ويعتقد العديد من المحللين أن سوريا مهمة أيضا بالنسبة لإيران لكونها تعلب كخط لإمداد «حزب الله» اللبناني.

كما ادعى «همداني» أيضا أنه، قبل الحرب، كان حزب البعث كان يضع جدران حديدية حول أنشطة إيران في البلاد. ولكن نظرا للتحولات في البلاد في السنوات القليلة الماضية، فإن الجيش الذي كان يعاقب الناس بسبب أدائهم للصلاة فإن جنرالاته كانوا يؤدون الصلاة خلف قائد فيلق القدس الجنرال «قاسم سليماني»، وكان الجنود السوريون يصومون خلال شهر رمضان.

وفيما يتعلق بعمله في تنظيم الميليشيات، فإن «همداني» قد أكد أن معظمهم من السنة. وأضاف أن إيران نظمت 42 لواء و 138 كتيبة، وأن 30.000 من الجنود السنة تدربوا في إيران.

وأصر «الهمداني» أن إيران ترسل فقط المستشارين إلى سوريا وأنهم يتواجدون في الخطوط الأمامية تحت قيادة سورية. مشيرا إلى العلاقات القوية التي تربطهم بالسوريين الذين يحبون تسمية أبنائهم على أسماء القادة الإيرانيين.

وختمت «المونيتور» تقريرها بالقول أنه، وبالنظر إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين وعلى الرغم من ارتفاع عدد الضحايا، فإن إيران لم تشر إلى أي تغيرات محتملة في استراتيجيتها.

  كلمات مفتاحية

إيران سوريا بشار الأسد حسين همداني طهران حرب سوريا الحرس الثوري روحاني

«همداني» قبيل مقتله: «الأسد» أكثر طاعة لـ«خامنئي» من الإيرانيين أنفسهم

مقتل «همداني» بعد أيام من إقالته يثير الشك .. واتهامات لإيران بتصفيته

مسؤول إيراني: الجنرال «حسين همداني» شارك في 80 عملية داخل سوريا

وزير الدفاع الإيراني: رفاق «همداني» سيثأرون له بالقضاء على «الدولة الإسلامية»

عميل سابق في «CIA»: مقتل «همداني» ضربة نفسية لداعمي «الأسد»

أوهام موسكو عن مستقبل الأسد

يكذبون أكثر مما يتنفسون!