مقتل «همداني» بعد أيام من إقالته يثير الشك .. واتهامات لإيران بتصفيته

الأحد 11 أكتوبر 2015 02:10 ص

على الرغم من المديح والأوصاف الكبيرة والنعي الذي ناله اللواء «حسين همداني» بعد مقتله من مرشد الثورة «علي خامنئي»، وحتى الرئيس الإيراني «حسن روحاني»، مرورا بالقائد العام للحرس الثوري «محمد علي جعفري»، فإن هناك مؤشرات وشكوكا حول مقتل «همداني»، وخلافه الأخير معهم الذي سبق إقالته.

الرواية الإيرانية الرسمية تقول إن «همداني»، أكبر المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا، والذي قدم الدعم للقوات الإيرانية وقوات حزب الله في معاركها ضد الفصائل السورية المعارضة، لقي حتفه في معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية.

وأعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني «علي شمخاني»، أن «همداني» «استشهد خلال عملية استطلاع كان يقوم بها في منطقة حلب بسوريا»، مضيفا أنه «كان يتولى منذ فترة طويلة مسؤولية تقديم الاستشارات في جزء من سوريا وفي حلب»، ومشيرا إلى أنه «كان منهمكا بعملية استطلاع بمنطقة في حلب ليقدم استشاراته بدقة».

لكن المعلومات الأخرى تشير إلى أن «همداني» كان في الفترة الأخيرة من المغضوب عليهم بسبب فشله في مهمته في سوريا، وهو الأمر الذي أدى إلى إقالته قبل نحو أسبوع من مقتله. (طالع المزيد)

إقالة وفشل في سوريا

وأفادت مصادر إيرانية، الأحد الماضي قبل 5 أيام من مقتل الجنرال الإيراني، أن طهران أقالت «همداني» من قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني المقاتلة في سوريا، بسبب ضعف أدائه وفشله في العمليات العسكرية المتتالية ضد قوات المعارضة السورية.

وذكرت وكالة «سحام نيوز» المقربة من الإصلاحيين أن إقالة «همداني» جاءت بضغوط من «حسين طائب»، رئيس جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي كان له دور مباشر في إرسال القوات العسكرية الإيرانية والميليشيات الأفغانية والباكستانية والعراقية للقتال إلى جانب قوات «بشار الأسد» في سوريا.

من جانبه، أكد الخبير العسكري اللواء «فايز الدويري» على «تويتر»، الشكوك حول الرواية الرسمية لمقتل «همداني»، وأشار إلى تضارب الأنباء حول مقتل «همداني» قائلا: «تضاربت المعلومات حول مقتل همداني، قتل في معارك حماة، ومصدر آخر ذكر أنه تم تصفيته في دمشق لمعارضته التدخل الروسي، وأخيراً قتل في حلب».

أما الكاتب اللبناني، «أحمد عايش»، فقد أشار إلى مقاربة حدثت في سوريا، لأحد أبناء النظام السوري شديدي الولاء، وقال إنه بعد مضي أكثر من نصف عام على مصرع اللواء «رستم غزالة» بسبب خلافه مع النظام السوري حول الدور الإيراني في الحرب السورية، فها هو الجنرال الإيراني «حسين همداني» يلقى حتفه بعد فترة وجيزة من تنحيته، بسبب فشله في هذه الحرب، ما أدى إلى التدخل العسكري الروسي فيها.

وقال إنها «الحرب التي تأكل رجالها بعد أن تحوّلهم من حلفاء إلى أعداء كما ظهر في الموت المهين لغزالة. ولن يمضي وقت طويل حتى تنجلي أسرار سقوط همداني الرمز القوي للتدخل الإيراني في سوريا وأيقونة حزب الله الذي يقاتل هناك».

وبحسب اللواء الإيراني «محسن رضائي» فإن «همداني» توجه إلى سوريا منذ أربعة أعوام مع بدء الهجوم، وأشار إلى أنه أسس مليشيا الدفاع الوطني هنالك وشارك في 80 عملية كبرى داخل سوريا.

نصرالله وسليماني

لكن حساب «منشق عن حزب الله» على «تويتر»، قدم رواية مختلفة، كان قد أعلن عنها، في 4 أكتوبر/تشرين أول الجاري، أي قبل وفاة همداني بأيام، بعدة تغريدات منفصلة تشير إلى خلاف «همداني» مع زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، قائلاً: «إقالة اللواء حسين همداني من قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني  بحجة ضعف أدائه في سوريا، اتهمه حسن نصرالله أنه سني و يريد أن يكون بديل سليماني».

وأضاف: «حسين همداني قدم تقرير لقيادة الحرس الثوري عن سرقات أسلحة حزب الله وبيعها في سوريا و فساد وضعف حزب الله في الحرب السورية»، لافتا إلى «تبادل الإتهامات بين حسن نصر الله و اللواء حسين همداني بسبب الفشل في سوريا مما أزعج القيادة الايرانية التي انحازت مع نصرالله وطار همداني».

وخرجت حشود من الإيرانيين وعناصر الحرس الثوري بالبلاد، اليوم الأحد، بمسيرات لتشييع جثمان «حسين همداني»، الجنرال بالحرس الثوري الإيراني.

يشار إلى أن «همداني» ولد عام 1955، وكان من مؤسسي تشكيلات «الحرس الثوري الإيراني» الأوائل في البلاد، ولاسيما في القسم الغربي منها، وبالتحديد في محافظة همدان عام 1980.

وكان لـ«همداني» دور رئيس في الحرب العراقية ــ الإيرانية (1980-1988)؛ حيث تسلم العمليات العسكرية في منطقة «بازي دراز» الواقعة في الجبهة الغربية، وفق ما جاء في كتابه: «هذا واجب يا أخي».

وبعد انتهاء هذه الحرب، تولى الرجل قيادة فيلق «أنصار الحسين»، المشكل في همدان، وخدم في عدة مناطق إيرانية، وأصبح قائداً لفيلق «محمد رسول الله» (ص) التابع للحرس، وهو تشكيل الحرس المشرف على أمن العاصمة طهران، ويعد هذا المركز من أبرز المناصب العسكرية.

وأُدرج اسم «همداني» على قائمة العقوبات الدولية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على شخصيات إيرانية في 14 إبريل/نيسان عام 2011؛ بسبب قضايا لها علاقة بانتهاكه لحقوق الإنسان، حسب مسؤولين غربيين.

 

 

  كلمات مفتاحية

إيران سوريا الدولة الإسلامية همداني الحرس الثوري تصفية حزب الله نصر الله

مسؤول إيراني: الجنرال «حسين همداني» شارك في 80 عملية داخل سوريا

وزير الدفاع الإيراني: رفاق «همداني» سيثأرون له بالقضاء على «الدولة الإسلامية»

عميل سابق في «CIA»: مقتل «همداني» ضربة نفسية لداعمي «الأسد»

الحرس الثوري الإيراني يؤكد مقتل الجنرال «حسين همداني» قرب حلب

إقالة منسق الحرس الثوري الإيراني في سوريا لفشله المتتالي ضد المعارضة

«همداني» قبيل مقتله: «الأسد» أكثر طاعة لـ«خامنئي» من الإيرانيين أنفسهم

إيران: مستعدون لبحث إرسال مقاتلين إلى سوريا إذا طلبت ذلك

إيران تعتزم تعزيز وجود مستشاريها العسكريين في سوريا

إيران تعمق من تواجدها العسكري في سوريا

مقتل 400 من مقاتلي إيران في سوريا بينهم 300 من «الحرس الثوري»

إيران تفقد 12 جنديا وقياديا في سوريا منذ مقتل «همداني»

هل ستواصل إيران استراتيجيتها عالية التكلفة في سوريا؟

موقع إيراني: «قاسم سليماني» أصيب في معارك حلب ونقل للعلاج في طهران

الحرس الثوري ينفي إصابة «قاسم سليماني» في سوريا

مقتل 3 مسلحين من «حزب الله» في معارك بريف حلب