خرج السودانيون، الجمعة، في مظاهرات حاشدة في العاصمة الخرطوم، ومدن أخرى، تنديدا بانقلاب المكون العسكري وتقويض مسار الفترة الانتقالية، مطالبين بإعادة السلطة إلى المدنيين.
وأعلنت "تنسيقية لجان المقاومة" 7 مطالب للثوار، منها: "إسقاط الانقلاب العسكري، وتسليم السلطة كاملة للمدنيين، وتسليم جميع أعضاء المجلس الانقلابي لمحاكمات عاجلة وفورية بتهمة الانقلاب العسكري".
وقال بيان صادر عن التنسيقية، إنه "لا حوار ولا تفاوض مع أي من أعضاء المجلس العسكري الانقلابي، وكل أعضاء اللجنة الأمنية ورفض المحاور الدولية".
كما طالب الثوار بـ"حل كل المليشيات المسلحة وإعادة تكوين قوات الشعب المسلحة خلال فترة محددة، وفق عقيدة وطنية هدفها حماية حدود الوطن وحقوق الشعب في الحرية والسلام والعدالة".
ودعا البيان إلى "إبعاد القوات النظامية من العملية السياسية نهائياً، بتجريم ومنع ممارسة السياسة من جانب العسكر، وتكوين كل هياكل السلطة الانتقالية في فترة محددة، بإشراف الكيانات المهنية والأكاديمية".
وشددت تنسيقية لجان المقاومة، على "الاستقلالية التامة لسيادة الدولة السودانية بشأن كل القرارات الاقتصادية والسياسية والأمنية"، وفق البيان ذاته.
يأتي ذلك، في وقت لا تزال فيه شوارع العاصمة السودانية تشهد انتشارا أمنيا مكثفا للجيش وقوات الدعم السريع، وتعمل القوى الأمنية على إزالة العوائق التي أقامها المحتجون لإغلاق الطرق، لكن متظاهرين يعيدونها عقب مغادرة قوات الأمن.
كما شهدت المظاهرات مواجهات بين قوات الجيش والشرطة مع المحتجين، ما أوقع إصابات جديدة.
ووفق آخر إحصاء للجنة أطباء السودان، فقد ارتفع عدد قتلى المواجهات بين قوات الانقلاب والمحتجين إلى 11 شخصًا على الأقل.
ووزع معارضو الانقلاب، خلال مظاهراتهم، منشورات تدعو إلى "مسيرة مليونية"، السبت، احتجاجًا على الحكم العسكري.
ويأتي استخدام هذه الوسيلة في محاولة من المحتجين بالاعتماد على وسائل قديمة للحشد الشعبي، بعد أن قلصت السلطات استخدام الإنترنت للهواتف.
ويتحدث الناشطون عن ابتداع المحتجين، آليات جديدة للتواصل والتنسيق لتجاوز قطع الإنترنت والاتصال، لكنهم فضّلوا عدم الخوض في تفاصيلها حفاظا على أمن المنسقين، ولعدم إفشال خطط المظاهرات المقبلة.
وفي تعليقه على الأحداث، قال قائد الجيش السوداني "عبدالفتاح البرهان"، إنه تم إسقاط قتيل وإصابة 58 من عناصر القوات المسلحة السودانية، خلال الأحداث الأخيرة التي شهدها السودان.
وأضاف "البرهان"، لم تصل أقسام الشرطة أي بلاغات حول مقتل أي متظاهر أو مواطن خلال الأحداث الأخيرة.
وحول مصير المسؤولين الموقوفين، أوضح "البرهان"، أن هناك لجنة قانونية تعمل على تصنيفهم ومن وجدت فيه مواجهته بتهمة سيحال إلى الأجهزة العدلية ومن لم تجد في مواجهته تهمة سيخلى سبيله.
وعن الدعوة إلى احتجاجات واسعة غدا، أوضح "البرهان"، ليس لدينا اعتراض على التظاهر السلمي فهو حق مكفول ومشروع، ومتى ما كانت المظاهرات سلمية القوات الأمنية لن تتدخل.
والإثنين، أعلن قائد الجيش السوداني "عبدالفتاح البرهان" حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، وتعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية الخاصة بالمرحلة الانتقالية.
وقبل ساعات من هذه القرارات، نفذت السلطات سلسلة اعتقالات شملت رئيس الحكومة الانتقالية "عبدالله حمدوك" (جرى إطلاق سراحه بعد يومين ووضع تحت حراسة مشددة)، ووزراء ومسؤولين وقيادات حزبية.
وأدانت دول ومنظمات إقليمية ودولية قرارات الجيش، ودعت إلى الهدوء وعدم التصعيد والالتزام بخريطة المرحلة الانتقالية.
