تأخر «روحاني» في تعزية «حزب الله» يشعل الجدل في إيران

السبت 21 نوفمبر 2015 06:11 ص

أدى تأخر الرئيس الإيراني المعتدل «حسن روحاني» في تعزية «حزب الله» اللبناني في تفجيرات برج البراجنة قبل أسبوع، ومسارعته في تعزية الرئيس الفرنسي «فرانسوا أولاند» بضحايا هجمات باريس، إلى إشعال نيران الجدل داخل إيران، بحسب ما أفادت به صحيفة القدس العربي اللندنية في تقرير لها السبت.

وقالت الصحيفة إن الأصوليين ومعهم الحلقة الضيقة للرئيس السابق «محمود أحمدي نجاد» ما وصفوه بمسارعة «روحاني» إلى إرسال برقية عزاء للشعب الفرنسي عقب الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها باريس يوم الجمعة قبل الماضي، وقارنوا بينها زمنيا، وبرقية عزاء «روحاني» للشعب اللبناني عقب تعرض الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت الخميس قبل الماضي لهجمات مماثلة، وشنوا هجوما على «روحاني» وصفه مراقبون بأنه كان «قاسيا»، لجهة أن «روحاني» قد يكون «أدار ظهره لقيم الجمهورية الإسلامية» ورجح الفرنسيين «أعداء إيران» على «حلفاء الجمهورية الإسلامية» الاستراتيجيين في لبنان.

وبحسب ما قالته مواقع أصولية معارضة لسياسة «روحاني» الخارجية فإن الرئيس الإيراني أجبر على إرسال برقية العزاء والمواساة للشعب اللبناني والشيعة هناك، للتهرب من الضغوط على حكومته.

وأثار اختلاف الأولويات في إرسال برقيات العزاء للشعوب والدول التي تعرض لها بعض عواصم العالم ردود فعل مستنكرة لدى التيار الأصولي المنتقد للرئيس الإيراني «حسن روحاني» وحكومته، وشجع أنصار الرئيس السابق «أحمدي نجاد» على مهاجمة «مبدئية الرئيس» في خضم السجال الذي لم يتوقف بعد حول الاتفاق النووي، واتهامات لـ«روحاني» بأنه قدم للقوى الكبرى تنازلات.

وانتقدت وسائل إعلام مقربة من التيار الأصولي المحافظ تأخر «روحاني» في إرسال برقية العزاء للشعب اللبناني، وذلك عقب إرساله برقية العزاء للشعب والحكومة الفرنسية، حيث فسرت وسائل الإعلام ذلك بما سمته وجود تناقض في أولويات حكومة روحاني» في سياستها الخارجية، وانه يفضل العدو»على الحليف والصديق».

وانتقدت وسائل الإعلام الأصولية والمقربة من «أحمدي نجاد» ما وصفته «رضوخ» روحاني وأنه تلكأ في إرسال البرقية للشعب اللبناني وحزب الله بعد مواجهته للانتقادات والضغوط، وقالت «إن رئيس الجمهورية الإسلامية مدافع عن حقوق الأوروبيين وأنه لا يكترث للشعب اللبناني والشيعة ولا لحقوقهم، وأنه أصبح مثل بعض دول المنطقة التي تتجاهل المقاومة وتضحياتها في لبنان».

وقال موقع «مشرق نيوز» الأصولي المقرب من الأجهزة الأمنية «مع اختلاف نهج فرنسا ولبنان تجاه إيران ومكانة كل منهما السياسية فيما يتعلق بمصالح إيران وسياستها الخارجية إقليميا ودوليا، يمكن ملاحظة النهج الخاطئ الذي تسلكه حكومتنا في تحديد أولوياتها في السياسة الخارجية».

ولفت الموقع إلى موقف فرنسا «الإيذائي» ودورها في فرض العقوبات الدولية على إيران وخروج شركة «بيجو» المفاجئ من صناعة السيارات الإيرانية وما سببه ذلك من أضرار في صناعة السيارات الإيرانية، وقال إن روحاني أخطأ.

كما أشار إلى قضية الدماء الملوثة بالإيدز التي تلطخت بها يد وزير الخارجية الفرنسي «لوران فابيوس» وتعرض الكثير من المواطنين الإيرانيين بسببها لمرض المناعة المكتسب واعتبرت أنها من القضايا التي لا يمكن نسيانها.

وأورد الموقع ما وصفه بدعم فرنسا للكثير من الجماعات والأحزاب المعارضة للجمهورية الإسلامية الإيرانية مثل «مجاهدي خلق» وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية، ومنحها الإقامة القانونية فوق أراضيها «وهي التي تلطخت بدماء الشعب الإيراني وباقي الشعوب الإسلامية». واعتبر أن فرنسا من أول الدول التي تجاهلت الجرائم التي ارتكبتها في إيران منظمة مجاهدي خلق المحظورة.

وذكر الموقع بدعم الحكومة الفرنسية في الثمانينيات من القرن الماضي للرئيس العراقي السابق «صدام حسين»، في فترة الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثماني سنوات.

واتهم «مشرق نيوز» فرنسا بدعم الجماعات الإرهابية مثل «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» والتنظيمات المسلحة الأخرى في فرنسا، كما أشار للمطالبات المتكررة للرئيس الفرنسي ووزير خارجيته لإسقاط نظام «بشار الأسد» «في الوقت الذي يضم تنظيم الدولة الكثير من الفرنسيين في صفوفه».

واتهم الموقع فرنسا بأنها تستغل أجواء تخويف العرب من إيران وتبرم صفقات لبيع السلاح مع دول الخليج، في الوقت الذي يتصدى «حزب الله» للعمليات الإرهابية التي يقودها تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا واعتبر «حزب الله» السد المنيع الذي يقف في وجه المجموعات التكفيرية في سوريا وأنه قدم الكثير من التضحيات في هذا المجال، بحد زعمه.

واعتبر أن «إيران أهم قطب للشيعة في العالم ويجب أن يتحلى مسؤولوها بنظرة استثنائية تجاه الشيعة والعالم الإسلامي. ولهذا فإن علينا التأمل في إرسال الحكومة برسالة تعزية للدول الغربية التي لا تدعم الإرهاب فحسب بل ترسل لهؤلاء الإرهابيين السلاح والعتاد في سوريا».

وختم موقع «مشرق نيوز» الأصولي انتقاداته لـ«روحاني» قائلا «على المسؤولين وضع أولوياتهم في سياسات إيران الخارجية والأخذ بعين الاعتبار الأحداث التاريخية وما تعرضت له إيران من مؤامرات من هذه الدول».

في المقابل دافعت الصحف الإصلاحية عن سياسة «روحاني» تجاه فرنسا ورأت أن التأخر في تعزية حزب الله والشعب اللبناني، لم يكن متعمدا لأن هجمات باريس كانت سريعة فاجأت الجميع، وأشارت إلى أن «روحاني» اضطر إلى تأجيل جولته الأوروبية ليستقبل مسؤولين من حزب الله زاروا طهران سرا للتنسيق حول المرحلة المقبلة.

وكتبت صحيفة «ابتكار» أن الرئيس الفرنسي أظهر رغبة في أن تساعد إيران في إطفاء نار «الدولة الإسلامية»، ووصفت موقف الرئيس الفرنسي بأنه «كان بالتأكيد نتيجة تغير سياسات الـ «إيرانفوبيا» التي كانت يتبعها الغرب ضد إيران، وذلك بفضل نجاح دبلوماسية حكومة «روحاني»، خلال عامين من المباحثات المكثفة حول الملف النووي، وأن الغرب اقتنع أن السكين الذي كان يخيف العالم بها من إيران لم تعد حادة كالسابق».
 

  كلمات مفتاحية

إيران حزب الله فرنسا روحاني

بشار وبوتين أبرز المستفيدين من هجمات باريس دون قصد الدولة الإسلامية

المخاوف الجيوسياسية ترفع سعر النفط بعد هجمات باريس

«روحاني» يلغي زيارته لفرنسا وإيطاليا جراء هجمات باريس

41 قتيلا و200 جريح جراء تفجيرين استهدفا معقل «حزب الله» في بيروت

«أولاند» يدعو «روحاني» لزيارة فرنسا في نوفمبر المقبل