5 أسباب وراء قرب المصالحة بين الإمارات وتركيا

الثلاثاء 16 نوفمبر 2021 05:50 ص

تتسارع خطى الإمارات نحو تطبيع العلاقات مع تركيا، والتي ستتوج قريبا بزيارة مخطط لها لولي عهد أبوظبي الشيخ "محمد بن زايد"، إلى العاصمة التركية أنقرة، للقاء الرئيس التركي "رجب طيب إردوغان"، الشهر الجاري.

ووفق مسؤول تركي تحدث لـ"رويترز"، فإن "أردوغان" و"بن زايد" سيناقشان العلاقات الثنائية والتجارة الإقليمية والاستثمارات، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وستشكل الزيارة وهي الأولى من نوعها منذ 10 سنوات، علامة فارقة وذات أهمية كبيرة على صعيد العلاقة بين أبوظبي وأنقرة من جهة، وعلى صعيد المحاور المنقسمة التي اصطفت بها دول الإقليم خلال السنوات الأخيرة، من جهة أخرى.

وجرى التمهيد مسبقا للزيارة، خلال الأشهر الماضية، من خلال الاجتماع النادر الذي جمع "أردوغان" مع مستشار الأمن القومي الإماراتي "طحنون بن زايد آل نهيان"، الذي زار أنقرة، أغسطس/أب الماضي.

ويرى الأكاديمي الإماراتي "عبدالخالق عبدالله"، في حديثه لموقع "الحرة"، أن اللقاء المرتقب "تتويج لزيارات سابقة ومحادثات عميقة حصلت وتمت على مستويات مختلفة".

ويضيف أن "إقدام ولي عهد أبوظبي على تتويج اللقاءات السابقة بزيارة شخصية له إلى تركيا، يعني أن فرص النجاح كبيرة".

ويرى الباحث المختص بالشأن التركي "محمود علوش"، أن اللقاء المرتقب بين القائدين سيكون "بمثابة إعلان رسمي عن انتهاء القطيعة بين البلدين".

وتطمح أبوظبي إلى إعادة العلاقات مع تركيا إلى طبيعتها بعد انقطاع طويل، لا سيما بشأن الجوانب السياسية والدبلوماسية منها، وفق "عبدالله".

ولا شك أن "الديناميكية الجديدة التي تسير بها السياسات الإقليمية منذ مطلع العام ساعدت على دفع قطار تطبيع العلاقات بين تركيا والإمارات"، بحسب "علوش".

ويقف الاقتصاد على قائمة الاهتمام الإماراتية، وهو ما يعد دافعا لتلك الزيارة في محاولة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، لا سيما أن حجم تبادل الإمارات التجاري مع تركيا يبلغ 15 مليار دولار، وهي الثانية بعد العراق.

وثانيا كان لا بد من تغيير في المسار الاستراتيجي بين تركيا والإمارات، بسبب تغيرات وتوجهات الإدارة الأمريكية، بالإضافة إلى التحولات الحاصلة في سوريا والعراق وأفغانستان واليمن، وفق الباحث التركي "فراس رضوان أوغلو".

ويضيف: "هذه المنطقة بحاجة لرعاية من قبل الحلفاء، وبالتالي فإن الصدام بين البلدين سيزيد من الخسائر الاقتصادية علاوة على الخسائر بسبب كورونا".

وثالثا يحمل اللقاء أبعادا وأهدافا سياسية عدة، لأن "تركيا والإمارات كانا على خلاف في ملفات عدة، حيث أقحمت أنقرة نفسها في الخلاف الخليجي، كما تواجدت عسكريا في ليبيا وسوريا"، بحسب "عبدالخالق عبدالله".

ويؤكد "عبدالله" أن "للإمارات رغبة في مساعدة أنقرة بحل بعض أزماتها مقابل مواقف محددة عليها اتخاذها في الملفين السوري والليبي"، وهو سبب ثالث لهذه المصالحة المرتقبة.

ورابعا، من وجهة نظر "علوش"، فإن "أردوغان" يأمل في عودة الاستثمارات الخليجية لدفع الاقتصاد المتعثر مع اقتراب الانتخابات 2023، كما أن إنجاز المصالحة مع الإمارات سينعكس بشكل إيجابي على مساعي أنقرة لدفع عملية إعادة تطبيع العلاقات مع مصر والسعودية.

وخامسا، يبرز الاهتمام الإماراتي بصناعات الدفاع التركية بعد النجاحات التي حققتها في ميادين القتال، ويبدو أنهم يرغبون في اقتنائها لتنويع إمكاناتهم العسكرية، بحسب "علوش".

ولا يرى مدير معهد إسطنبول للفكر، "باكير أتاجان"، أن أبوظبي وأنقرة قد يقدمان أي تنازلات متبادلة في صعيد إعادة العلاقات كما كانت قبل 2012.

ويضيف: "أنقرة لا تريد خلط الأوراق، بل تقسيم الرابحة منها والخاسرة، ومن ثم المناقشة لحل المشكلات مع دول، من بينها الإمارات"، مشيرا إلى أن جائحة كورونا دفعت الدول لتدرك أن العلاقات غير الجيدة ستسفر عن تكاليف باهظة.

ووفق مصادر تركية، سيقدم "بن زايد" لـ"أردوغان"، شرحا لأهمية أن تستثمر تركيا في هذا المحور الإماراتي الإيراني التركي (محور الشارقة - مارسين)، لتقليل مدة الرحلة من 20 يوما إلى 6-8 أيام فقط.

وخلال السنوات الأخيرة الماضية، تدهورت العلاقات بين الإمارات وتركيا، على خلفية خلافات في وجهات النظر في العديد من الملفات الإقليمية؛ لا سيما فيما يتعلق بمواقف الدولتين المتباينة من جماعة "الإخوان المسلمون"، وحصار قطر والحرب في ليبيا.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، للصحفيين ردا على سؤال عن العلاقات مع القاهرة وأبوظبي: "إذا اتخذوا خطوات صادقة وملموسة وبناءة، فإننا سنرد عليهم إيجابا أيضا".

المصدر | الخليج الجديد + الحرة

  كلمات مفتاحية

تركيا الإمارات محمد بن زايد أردوغان العلاقات التركية الإماراتية طحنون بن زايد ليبيا كورونا

محور أمريكي أوروبي خليجي لمواجهة إيران

قبل زيارته أنقرة.. بن زايد يستقبل سفير تركيا في الإمارات

هل تؤثر الانفراجة بين أنقرة وأبوظبي على المشهد الليبي؟

بعد السياسة.. تعاون تركي إماراتي في المجال السينمائي

‏8.9 مليارات دولار حجم التجارة غير النفطية بين الإمارات وتركيا

ميدل إيست آي: تركيا تبحث عن الاستثمارات بصرف النظر عن خلافها مع الإمارات

زيارة تاريخية.. أردوغان يلتقي بن زايد بعد سنوات من الخصومة

هل تقيم تركيا الصداقات مرة أخرى؟