تعتزم قيادات الحزب الشيوعي الحاكم في الصين ارتكاب عملية إبادة ثقافية وإدخال تغييرات ديمجرافية شاملة بحق عرقية الإيجور المسلمة والتي تشكل أغلبية السكان بإقليم شينجيانج في شمال غربي البلاد.

جاء ذلك، حسبما كشفت وثائق سرية مسربة حصل عليها الأكاديمي الألماني "أدريان زينز"، وفقا لصحيفة "الجاريان" البريطانية.

وقال "زينز" إن الوثائق التي حصل عليها تُظهر خطط القيادة الصينية على المدى الطويل لارتكاب إبادة ثقافية لغرض محدد هو حماية سيطرة الحزب الشيوعي الصيني على الإقليم الذي ضمته بكين بشكل نهائي في العام 1949.

وتضمنت الوثائق المذكورة تعليمات من قيادات الحزب الشيوعي الحاكم لكوادره بإعادة تثقيف وتوطين الإيجور؛ من أجل تصحيح التوازن المختل في شينجيانج لصالح أقلية الإيجور على حساب عرقية الهان (الأكبر في البلاد).

وكانت بعض الوثائق عبارة عن طلبات غير مسبوقة من قبل قادة الحزب الشيوعي إلى كوادره في الإقليم (صادرة في أواخر العام 2016) باعتبارها مواد بحثية مهمة يجب دراستها وإعداد الطرق المناسبة لتطبيقها على أرض الواقع.

وفي وثيقة أخرى، أمر سكرتير الحزب الشيوعي في شينجيانج "تشين تشوانجو" المسؤولين شخصيًا "باعتقال كل من يجب اعتقالهم" قائلا إن مرافق إعادة التعليم المهني في المنطقة يجب "تشغيلها بثبات لفترة طويلة".

وفي إحدى الوثائق يقول الرئيس الصيني "شي جين بينج" إن "نسبة السكان وأمن السكان أسس مهمة لتحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل"، وقد جرى نقل هذا البيان حرفيا من قبل مسؤول كبير في شينجيانج في يوليو/تموز 2020 والذي شدد على نسبة السكان من عرقية الهان قد أصبحت "منخفضة جدا" في الإقليم.

وأشارت وثائق سرية أخرى إلى وجود "اختلالات حادة في الديمجرافي للسكان وسيطرة أحادية لأقلية الإيجور في جنوب شينجيانج"، لافتة إلى من كان المفترض نقل أكثر من 300 ألف مستوطن من عرقية الهان إلى الإقليم بحلول العام الحالي وذلك لعمل لصالح شركة شينجيانج للبناء والمقاولات.

وتعرف الشركة باسم "بينجتوان"، وهي كيان شبه عسكري يهدف صراحة لزيادة أعداد العمال وأسرهم من الهان.

وكان قد جرى تسليم تلك الوثائق كاملة على شكل ملفات رقمية إلى محكمة الإيجور، وهي محكمة مستقلة مقرها المملكة المتحدة، في سبتمبر/أيلول، ولكن لم يجر نشرها بالكامل للحفاظ على أمن وسلامة الجهات التي تقف وراء تسريبها.