قالت صحيفة إسبانية إن المغرب يشترط بشكل غير معلن اعترافا حاسما من إسبانيا بسيادته على إقليم الصحراء لكي تعود العلاقات بين البلدين لسابق عهدها، بعد أعنف أزمة دبلوماسية بين الرباط ومدريد.

وأوضحت صحيفة "أي بي سي" أنه منذ تعيين "خوسيه مانويل ألبرس" وزيرا للخارجية الإسبانية بدلا من "أرانشا جونزاليس لايا"، لم تنجح المحاولات في إعادة العلاقات إلى مسارها، ولم تعد بعد سفيرة الرباط "كريمة بنعيش" إلى مقر السفارة المغربية بمدريد.

وغاب وزير الخارجية المغربي "ناصر بوريطة" عن اجتماع "منتدى الاتحاد من أجل المتوسط"، الذي انعقد في برشلونة الشهر الماضي

وقال "ألبرس" إن حضور "بوريطة" للاجتماع كان سيكون "جيدا"، ويُظهر تقاربا إسبانيا مغربيا؛ ما يؤدي إلى اجتماع ثنائي بين البلدين.

وقالت الصحيفة إن المغرب غاب عن الاجتماع؛ لأنه ينتظر "لفتة عظيمة" من مدريد لكي تتجدد "الصداقة" بين البلدين.

وبحسب الصحيفة، يتوقع المغرب موقفا حاسما من إسبانيا تجاه قضية الصحراء بعد اعتراف الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" بسيادة الرباط عليها.

ويرغب المغرب من إسبانيا أن تسير على خطى "ترامب" أو على الأقل تبني موقف قريب من وجهة نظر المغرب بخصوص القضية.

وقالت الصحيفة إن توقعات المغرب من إسبانيا لم تلب لأسباب منها "الشرعية الدولية"، خاصة بعد قرار المحكمة الأوروبية القاضي بأن الصحراء "إقليم غير متمتع بالحكم الذاتي"، بحسب ترجمه موقع "الحرة" الأمريكي.

وأشارت إلى أن اعتراف مدريد بسيادة المغرب على الصحراء سيكون محفوفا بالمخاطر؛ لأنه سيكون سابقة قد تنقل إلى أقاليم أخرى.

وأضافت الصحيفة أنه بعد أشهر من الأزمة، بدا أن الحوار بين البلدين يؤتي أكله خاصة بعد خطاب الملك المغربي "محمد السادس"، في أغسطس/آب، وحديثه عن رغبة الرباط في فتح صفحة جديدة غير مسبوقة مع إسبانيا.

لكن التقارب لم يتجاوز "النوايا الحسنة"؛ إذ أن المحادثات لا تتقدم.

يذكر أن الأزمة الدبلوماسية الحادة بين البلدين اندلعت في أبريل/نيسان؛ بسبب استضافة إسبانيا زعيم جبهة "بوليساريو" المطالبة باستقلال إقليم الصحراء "إبراهيم غالي" للعلاج.

وبلغت الأزمة الدبلوماسية ذروتها، منتصف مايو/أيار، مع دخول أكثر من 10 آلاف شخص من المغرب إلى سبتة، وتبادل البلدان تصريحات حادة، واتهمت مدريد خصوصا المغرب بارتكاب "عدوان" وبـ"الابتزاز".