"تقدم غير معلن ينعكس بالشكل الكافي على استعادة الثقة بين مدريد والرباط".. بهذه الكلمات تحدثت مصادر دبلوماسية إسبانية لصحيفة "بوث بوبولي"، عن تطورات الأزمة بين المغرب وإسبانيا والممتدة منذ عدة أشهر.

وقالت المصادر إن تواصلا بين وزيرا الخارجية الإسباني "خوسيه مانويل ألباريس"، والمغربي "ناصر بوريطة"، يتم بشكل كبير خلال الفترة الماضية.

ونقلت الصحيفة عن المصادر، أن الأمور تتحسن بالوتيرة التي يجب أن تتحسن بها، وتضيف أن "البلدين إن رغبا في عدم تكرار الأزمة، فإن الأزمة الحالية تتطلب وقتا لبناء الثقة".

وأضافت الصحيفة أن إسبانيا تعتمد على مساعدة الاتحاد الأوروبي لحل الأزمة مع المغرب.

وتشير الصحيفة إلى أن الأزمة مع المغرب استمرت لفترة أطول مما يرغب فيه رئيس الحكومة الإسبانية "بيدرو سانشيز".

وكانت رئيسة المفوضية "أورسولا فون دير لاين"، زرات الرباط هذا الأسبوع، وأعلنت عن استثمار 1.6 مليارات يورو في شكل منح للمملكة بين عامي 2021 و2027.

وتقول الصحيفة إن زيارة رئيسة المفوضية هي جزء من الحل الذي تبحث عنه مدريد والرباط.

ورغم عدم عودة سفيرة المغرب "كريمة بنعيش"، إلى مدريد، تشير الصحيفة إلى أن هناك إشارات بالإنفراج، إذ إن سفير مدريد بالرباط "ريكاردو دياز هوشلتنر"، استعاد أجندته الدبلوماسية المعتادة.

واندلعت الأزمة الحادة بين البلدين في أبريل/نيسان من العام الماضي، بسبب استضافة إسبانيا زعيم جبهة "البوليساريو" المطالبة بانفصال الصحراء الغربية "إبراهيم غالي"، للعلاج "لأسباب إنسانية"، الأمر الذي اعتبرته الرباط "مخالفا لحسن الجوار"، مؤكدة أن "غالي" دخل إسبانيا من الجزائر "بوثائق مزورة وهوية منتحلة".

وتفاقمت الأزمة، في منتصف مايو/أيار، حين تدفق نحو 10 آلاف مهاجر، معظمهم مغاربة، على جيب سبتة الإسباني.

وتبادل البلدان تصريحات حادة، حيث اتهمت مدريد خصوصا المغرب بارتكاب "عدوان" و"الابتزاز".

ونددت الرباط من جهتها بـ"اللغة المزدوجة" و"الترهيب"، واستدعت سفيرتها في إسبانيا للتشاور، ولم تعد بعد إلى مدريد.