تقرير: المواجهة بين السعودية و«حزب الله» تعود إلى الواجهة من جديد

الجمعة 27 نوفمبر 2015 07:11 ص

اعتبر الكاتب السعودي «بدر الراشد» أن المواجهة بين السعودية و«حزب الله» اللبناني عادت إلى الواجهة من جديد، مع فرض السعودية الخميس الماضي عقوبات على 12 شخصا اتهمتهم بأنهم قياديون ومسؤولون في الحزب، وبأنهم يعملون كأذرع استثمارية للحزب، ومسؤولون عن عمليات للحزب في الشرق الأوسط.

وأوضح «الراشد» في تقرير نشرته صحيفة العربي الجديد أن العلاقات السعودية مع «حزب الله» مرت بالكثير من الاضطرابات، لا سيما بعد هيمنة الحزب على القرار في لبنان، وتدخل الحزب العسكري المباشر في سوريا للقتال إلى جانب النظام منذ 2012، وتقديم الحزب دعما لوجستيا لـ«الحشد الشعبي» في العراق، قيل إنه توقف مع اشتداد القتال في سوريا.

وأشار إلى أن السعودية تعتبر رحيل رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، بمفاوضات سياسية أو بالقوة العسكرية، أولوية قصوى لها في سوريا، وتقوم بتقديم الدعم العسكري لفصائل المعارضة المقاتلة لهذا الغرض، ومن هذه الفصائل من يدخل في قتال مباشر مع «حزب الله» على الأراضي السورية. كما أنها تدعو بشكل مستمر إلى أهمية تقوية الدولة في لبنان، وأن تكون هي الفاعل الوحيد على الأرض. وهذا ما دفع الحزب إلى اتهام السعودية «بدعم الإرهاب».

واستعرض الكاتب السعودي تاريخ العلاقات بين المملكة و«حزب الله»، حيث قال إنها كانت جيدة نسبيا، وخطوط الحوار مفتوحة بين الطرفين، على الرغم من ارتباط الحزب المباشر بالنظام الإيراني، والذي تعتبر السعودية نفسها في عداء معه منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

إلا أن اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الراحل «رفيق الحريري» في 2005، فجر كل الخصومات التاريخية بين الحزب والسعودية، خصوصاً بعد هيمنة «حزب الله» على الوضع السياسي في لبنان، وما يعرف باجتياح بيروت في 7 مايو/أيار 2008، حيث اعتبرت السعودية أن الحزب يريد أن يهيمن على الدولة اللبنانية بقوة السلاح، الذي وعد طويلاً بأنه لن يستخدمه في الصراعات الداخلية اللبنانية، بحسب «الراشد».

وأضاف أنه بعد عام 2011، واندلاع ثورات الربيع العربي، أصبح الاشتباك السياسي، ومن ثم العسكري، بين السعودية والحزب في ذروته، فالسعودية تدخلت في البحرين، ولاحقا في اليمن ضد مليشيات الحوثيين وحلفائهم، في خطوتين اعتبرها الحزب بمثابة حرب مباشرة عليه، وهاجم السعودية جراء هذا، كما هاجمها مع حادثة سقوط الرافعة في الحرم المكي قبيل موسم الحج الماضي، وهاجمها لاحقا على خلفية حادثة التدافع في منى، في سلوك اعتبرته السعودية تسييساً للشعائر المقدسة.

وتابع «الراشد» أنه دائماً ما كان هجوم «حزب الله» على السعودية، يفهم بأنه هجوم إيراني غير رسمي، فيما يتهم «حزب الله» السعودية بأنها تدعم «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا، وبأنها تقف ضد تطلعات الشعوب في المنطقة، خصوصاً في اليمن والبحرين، لذا انتقد باستمرار تدخّل قوات «درع الجزيرة» في البحرين، وعمليات التحالف العربي ضد مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح» في اليمن.

بينما تستند السعودية في مواجهة «حزب الله» إلى تاريخه في المنطقة، والاتهامات التي وجهت إليه بالمسؤولية عن هجمات ضد الكويت في الثمانينيات، خصوصاً استهداف «طائرة الجابرية» الخاصة بأمير الكويت الراحل «جابر الصباح»، والذي يُتهم بها «عماد مغنية»، القيادي الراحل بالحزب، لتأتي عمليات القبض على خلايا تابعة للحزب في الكويت أخيرا، كعلامة فارقة لتعامل السعودية مع نشاطات الحزب في الخليج، باعتبارها تمثل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي، بحسب «الراشد».

وتابع أن العلاقات السعودية تتوتر مع الحزب، بفعل علاقته غير الواضحة المعالم مع ما يعرف بـ«حزب الله الحجاز» والذي تلقى تدريبات من الحرس الثوري الإيراني، وارتكب أعمال إرهابية في المملكة، كان أبرزها اتهام السلطات السعودية للحزب بالمسؤولية عن تفجيرات الخبر في 1996، حيث استهدف سكن البعثة الأمريكية في شرقي البلاد. ويتهم حزب الله اللبناني بتدريب «حزب الله الحجاز»، مع الحرس الثوري، لشن هجمات في الخليج، وربما تقديم دعم لوجستي لـ«حزب الله الحجاز»، في تفجيرات الخبر.

وألقي أخيراً القبض على «أحمد المغسل»، المتهم بأنه العقل المدبر لتفجيرات الخبر في لبنان، في أغسطس/آب الماضي، في عملية وصفت بالنوعية، حيث كان «المغسل» قادماً من طهران إلى بيروت، ليتم القبض عليه بالتعاون مع السلطات الأمنية اللبنانية، ويتم نقله إلى الرياض.

  كلمات مفتاحية

السعودية حزب الله سوريا اليمن عقوبات سعودية إيران

«الدولة الإسلامية» بعد «حزب الله» ... الكويت مسرح لأنشطة منظمات متنافسة

«الجولاني»: معركة الحسم في دمشق و«حزب الله» سيزول مع سقوط «الأسد»

250 قتيلا لـ«حزب الله» في القلمون بينهم 9 قادة و«نصر الله» طلب تدخل الجيش اللبناني

«السنيورة»: «الحريري» أبلغني عن محاولات متعددة لاغتياله من قبل «حزب الله»

«حسن نصر الله»: البحرينيون تمسكوا بالسلمية رغم أن ”التسليح“ متاح .. واعتقال «علي سلمان» خطيرجدا

«الكونغرس» الأمريكي يقر قانونا يعاقب المصارف المتعاملة مع «حزب الله»

السجن 3 سنوات ونصف لسعودي أيد «حزب الله»