اعتبرت صحيفة "لوفيجارو" أن تسريع فرنسا فتح أرشيفها المتعلق بالحرب يعقد  العلاقات مع الجزائر، واصفة تطورات الملف بأنها "حجر جديد على طريق المصالحة" بين البلدين.

وذكرت الصحيفة الفرنسية، في تقرير لها،  أن الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، لا ييأس من تحقيق هدف طموح حدده لنفسه بوضع حد لنحو 60 عاما من انعدام الثقة المتبادل بين الجزائر وفرنسا، والذي سبب تصاعدا منتظما للتوتر على الساحة الدبلوماسية، كما كان الحال في بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع استدعاء السفير الجزائري وحظر تحليق الطائرات العسكرية الفرنسية فوق الأجواء الجزائرية.

وسلط التقرير الضوء على انعكاس الملف على المستوى المحلي في فرنسا، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، خاصة بعد رفض الجزائر استقبال مهاجريه غير النظاميين في فرنسا ما فاقم تحدي الهجرة بالنسبة لباريس، التي خفضت مؤخرا إصدار التأشيرات للجزائر إلى النصف كرد انتقامي.

وفي هذا السياق، نوهت الصحيفة إلى أن الرئيس الفرنسي اختار، في الأشهر الأخيرة، تشديد لهجته؛ إذ شجب "التاريخ الرسمي" الجزائري، الذي رأى أنه "أعيدت كتابته بالكامل" من قبل "النظام السياسي العسكري"، واتهم نظيره "عبدالمجيد تبون" بعدم الاعتماد على الحقائق، ولكن على خطاب كراهية فرنسا.

ولم يتوقف "ماكرون" عند هذا الحد، حيث وافق الجمعة على الرفع المبكر "لأرشيف التحقيقات القضائية من قبل الدرك والشرطة المتعلقة بالحرب الجزائرية (1954-1962)"، سعيا منه إلى إعادة التوازن لنهجه.

وتوقعت "لوفيجارو" أن تكون هذه المبادرة هي ما قبل الأخيرة على جدول أعمال السلطة التنفيذية، قبل الاحتفال بالذكرى الستين لاتفاقات إيفيان في 19 مارس/آذار 2022.

وسيجري الاحتفال، الذي سيرأسه "ماكرون"، قبل أقل من شهر من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وستخضع كلماته للتدقيق بشكل خاص، بعدما وعد بعدم الاستسلام لـ "الاعتذار" أو "التوبة" في مقاربته للحرب الجزائرية.

وأشارت الصحيفة إلى أن تأثير السياق الانتخابي يبدو واضحا على خطاب "ماكرون"، الذي سبق أن وصف الاستعمار بأنه "جريمة ضد الإنسانية" في عام 2017، مشيرة إلى أن المعارضة الفرنسية، خاصة من اليمين، تترصد هذا الخطاب.