استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

قطر دولة التوفيق والمصالحات

السبت 28 نوفمبر 2015 12:11 ص

لم تستقر ليبيا منذ إسقاط نظام معمر القذافي في 20 أكتوبر 2011 وقتله في مدينة سرت، والأسباب متعددة، منها التنافس بين القوى القبلية على إرث النظام المنهار، ومماحكات السياسيين الذين كانوا يشتغلون بالسياسة في عهد القذافي معارضين كانوا أو مؤيدين لنظامه، توفر السلاح بيد القبائل المتنافسة عامة، انعدام الأمن في كل أرجاء الدولة الليبية. المؤسف أن نظام معمر القذافي على مدى أربعين عاما لم يبن مؤسسات دولة ولم يؤسس لنظام حكم تكون الأجيال القادمة قادرة على البناء عليه من أجل دولة ديمقراطية تعددية، ولحق به الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، هو الآخر لم يؤسس لدولة يمنية ديمقراطية تعددية وإنما أسس كنظيره القذافي لنظام حكم شللي (نسبة إلى شلة) أحال البلاد والعباد إلى فوضى وحروب قد لا تنتهي في المستقبل المنظور لا في اليمن ولا في ليبيا أو سوريا.

(1)

حاولت دولة قطر، بكل وسائلها السلمية في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي أن توحد الجبهة الداخلية من أجل استقرار ليبيا ووحدتها وسلامة أراضيها وقيام سلطة قادرة على تحقيق الانسجام الاجتماعي بين كافة مكونات الشعب الليبي، إلا أن جهودها تلك تعرضت لعملية تشويه من بعض العناصر السياسية الليبية، وذلك لأسباب تعود أيضاً إلى أطراف ليبية تشتغل بالسياسة تسعى لتحقيق مصالح ذاتية على حساب أمة، يضاف إلى ذلك تدخل قوى عربية أخرى في الشأن الليبي ليس من أجل مصالح الشعب الليبي ولكن لأسباب أخرى لم يحن الوقت لشرح تلك الأسباب. 

في شرق ليبيا، تدور معارك طاحنة يقودها الجنرال السابق في الجيش الليبي العائد من منفاه الاختياري في مارس 2011 في الولايات المتحدة الأمريكية بعد غياب 20 عاما قضاها في فرجينيا بواشنطن، وقد انظم إلى صفوف الثوار وقفز إلى مرتبة عسكرية عالية (لواء) وقاد بعض الفصائل العسكرية المنشقة على نظام القذافي في شرق ليبيا وراح تحت ذرائع متعددة منها محاربة الإرهاب والإرهابيين، ويقصد بذلك محاربة التنظيم السياسي للإسلاميين الوسطيين في ليبيا، يشد من أزره عسكريا واقتصاديا في تلك الحرب الطاحنة النظام الانقلابي في مصر العزيزة بقيادة الجنرال السيسي وأطراف عربية أخرى. 

في الغرب الليبي، أيضاً معارك بين ثوار 17 فبراير وأعداء الثورة والطامحين في الاستيلاء على السلطة في طرابلس العاصمة، ولا شك بأن هناك جهودا تبذل من أجل الوصول إلى توافق بين جميع الأطراف. وليس الجنوب الليبي يسوده السلام والاستقرار فحروب ونزاعات قبلية وسياسية بين اتباع القذافي وغيرهم، جرّت هذه المنطقة إلى حروب قبلية راح ضحيتها أكثر من 300 قتيل وأكثر من 2000 جريح.

(2)

لقد سعى المؤتمر الوطني الليبي العام في طرابلس، لوقف الحرب الدائرة في الجنوب الغربي الليبي بين قبائل الطوارق وقبائل التبو، واستعان بأطراف متعددة لم تجد نفعا، وقد توجه المؤتمر بطلب رسمي من دولة قطر للتوسط بين تلك القبائل لإيجاد حل لوقف إطلاق النار وإجراء مصالحة بين الأطراف المتنازعة، واستجابت القيادة السياسية القطرية إلى طلب المجلس الوطني في طرابلس بشرط موافقة الطرفين (شيوخ الطوارق وشيوخ التبو) ومساندة دول الجوار الليبي لأي جهود تؤديها دولة قطر في سبيل إيجاد توافق ومصالحة بين الأطراف المتنازعة، وكان لها ما أرادت، ورمت قطر بكل ثقلها لإنجاح وقف إطلاق النار وإتمام المصالحة الشاملة.

المعروف أن قبائل الطوارق تنحدر من أصول عربية يمنية كما تقول أوثق الدراسات العلمية، وأنهم يدينون بالإسلام ومن أتباع فقه أهل السنة والجماعة، وينتشرون في تونس والجزائر وليبيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر، بينما قبائل التبو ليست من أصول عربية، واختلف الباحثون في تحديد أصولهم، وهم ينتشرون أيضاً في جنوب ليبيا وشمال النيجر وتشاد وفي غرب السودان إلا أنهم ليبيون عاشوا في ليبيا من أقدم العصور، ويدينون بالإسلام كإخوانهم الطوارق ومن أتباع ذات الفقه. 

(3)

استجابة لرغبة الأطراف الليبية المعنية وتأييد دول الجوار وهي الجزائر وتونس والنيجر وتشاد، كلف سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد وزارة الخارجية بتعيين فريق العمل للقيام بدور التوسط والتوفيق بين قبائل الطوارق وقبائل التبو ممثلة بشيوخ تلك القبائل، وتولى سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني مساعد وزير الخارجية للشؤون التعاون الدولي قيادة الفريق القطري في هذه المهمة.

والجدير بالذكر في هذا الصدد أن القيادة السياسية القطرية أوكلت المهمة إلى وزارة الخارجية وليس إلى إدارة المخابرات العامة كما تفعل بعض الدول وأخص بالذكر هنا جمهورية مصر العربية، وأسوق مثلا في هذا المجال: ملف أهم قضية عربية إسلامية إستراتيجية لمصر وللعرب عامة القضية الفلسطينية ملفها في عهد السيسي ومن قبله مبارك والسادات بيد المخابرات المصرية وهذا أمر مخل. 

يقول السيد محمد صندو، الناطق الرسمي باسم وفد قبائل التبو: إن دولة قطر قادت مفاوضات عسيرة وطويلة، دامت المفاوضات ستة أشهر كاملة، وتوجت تلك الجولات من التفاوض بتوقيع اتفاق المصالحة الشامل بين القبائل آنفة الذكر في العاصمة القطرية الدوحة، وينص الاتفاق إلى جانب أمور أخرى على وقف فوري لإطلاق النار، إلغاء المظاهر المسلحة في كل المنطقة، عودة المهجرين إلى بيوتهم، وإطلاق سراح الأسرى.

ويؤكد السيد صندو أن نجاح المفاوضات والنتائج الباهرة التي توصلت إليها يعود إلى المهارة الدبلوماسية القطرية في التفاوض، وتقريب وجهات النظر واقتراح الحلول عند الاختلاف، وكان لقطر باع طويل في حل الكثير من الأزمات الدولية في الأعوام الماضية، وتتميز الدبلوماسية القطرية بالنزاهة، والوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف المختلفة ولا تفرض حلا ولا تمارس ضغوطا على الأطراف المتفاوضة ومن هنا كسبت قطر ثقة المتفاوضين.

وأكد السيد مصطفى حمادي الناطق باسم قبائل طوارق ليبيا في المفاوضات ما جاء على لسان السيد محمد صندوق المتحدث باسم قبائل التبو.

آخر القول: شكرا قطر لكل جهودك في خدمة السلم والأمن والاستقرار وإنهاء الحرب في الجنوب الغربي الليبي، هكذا قال جميع شيوخ قبائل طوارق وتبو ليبيا، ونتمنى أن تأتي اللحظة لتلعب قطر دورا فعالا في مصالحة شاملة في ليبيا وإنهاء تلك الحرب التي تدمر ليبيا وشعبها العربي الأصيل.

  كلمات مفتاحية

قطر ليبيا إسقاط نظام القذافي الطوارق قبائل التبو الوساطة القطرية

«كي مون» و«العربي» يرحبان باتفاق المصالحة بين «التبو» و«الطوارق» في ليبيا

اتفاق لوقف إطلاق النار بين «التبو» و«الطوارق» في ليبيا برعاية قطرية

الإمارات تدعم «التبو» المؤيدة لـ«حفتر» في مواجهة الطوارق جنوبي ليبيا

أمير قطر السابق ينقل للعلاج في سويسرا إثر تعرضه لكسر بالقدم في المغرب

الملك «سلمان» يطمئن على صحة أمير قطر السابق بعد إجرائه عملية جراحية

الملك «سلمان» يبعث برسالة خطية إلى أمير قطر