صحيفة: تعثر محادثات فيينا أطلق حربا سيبرانية بين إيران وإسرائيل

الجمعة 24 ديسمبر 2021 08:48 ص

قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إن مرحلة جديدة من الهجمات السيبرانية بدأت بين إيران وخصومها بالتزامن مع تعثر محادثات فيينا حول الملف النووي لطهران.

وقدمت الصحيفة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، عدة شواهد على ذلك؛ ففي أوائل الشهر الجاري توقفت "جامعة طهران"، أكبر مؤسسة للتعليم العالي في إيران،  عن العمل لمدة أربع أيام بعد توقف برامج عقد المؤتمرات والمحاضرات عن العمل، كما لم يتمكن  أعضاء هيئة التدريس والطلاب من الوصول إلى سجلاتهم؛ ليكون هذا الهجوم آخر فصول الحرب السيبرانية بين إسرائيل وإيران.

وبعدها بأيام، تعرضت إسرائيل لهجمات إلكترونية، استهدفت منشأة طبية كبرى وموقع مواعدة إلكترونيا خاصا بالمثليين، اتهم مسؤولون إسرائيليون، إيران بالوقوف خلفها.

وإلى جانب الهجوم على جامعة طهران، تعرضت "ماهان إيرلاينز"، ثاني أكبر شركة طيران إيرانية، للاختراق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي؛ حيث تعذر الوصول إلى موقعها على الإنترنت.

وشهد شهر يوليو/تموز أيضا اختراقا شل نظام السكك الحديدية في إيران، علاوة على هجوم على  الأنظمة الإلكترونية للمطارات في مدن كبرى.

وبحسب خبراء، فإن الهجمات التي تعرضت لها الجامعة الإيرانية تمثل تحولا في استهداف مواقع مدنية واقتصادية بعد أن كانت تقتصر على مواقع عسكرية ومنشآت نووية حساسة.

وفي هذا الصدد، يقول نائب رئيس تحليل المعلومات الاستخباراتية في شركة الأمن السيبراني الأمريكية (Mandiant) "جون هولتكويست" إن هذه الحرب السيبرانية المتصاعدة بين إسرائيل وإيران "تعتبر تطورا مهما بشأن النزاعات الإلكترونية؛ فهي تؤثر عموما على المدنيين وعلى القطاع الخاص".

ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أدى اختراق واسع النطاق إلى تعطيل المضخات في 4300 محطة وقود في جميع أنحاء البلاد، وتطلب الأمر من السلطات 12 يوما لإعادتها إلى العمل بالكامل.

وهذا الشهر، قالت "Checkpoint"، وهي شركة للأمن السيبراني في تل أبيب، إن عددا كبيرا من الشركات الإسرائيلية استُهدفت من قبل مجموعة قرصنة مرتبطة بإيران تُعرف باسم "Charming Kitten".

 وفي ديسمبر/كانون الأول الجاري أيضا، أعلن فريق البحث عن التهديدات في شركة "Symantec" أن مجموعة يُرجح أنها تابعة لإيران انخرطت في هجمات استمرت لأشهر على مشغلي الاتصالات ومؤسسات خدمات تكنولوجيا المعلومات وشركة المرافق في إسرائيل والأردن والكويت والسعودية والإمارات وباكستان.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، حذرت السلطات في الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا من أن المهاجمين الذين ترعاهم إيران استغلوا ثغرة برمجية لنشر هجمات "برامج الفدية".

وفي نوفمبر أيضا، نشرت وكالة "فارس نيوز" للأنباء، التي يديرها الحرس الثوري الإيراني، بيانات لأحد المتخصصين الإسرائيليين في مجال الأمن السيبراني الذي يركز على إيران، تضمنت اسم الاختصاصي ورقم هاتفه وعنوان منزله وتفاصيل أخرى.

وفي وقت سابق من هذا العام ، أعلن "فيسبوك" أن مجموعة "Tortoiseshell" المرتبطة بإيران أنشأت شخصيات مزيفة على الإنترنت للاتصال بأفراد الخدمة الأمريكية وموظفي شركات الدفاع الأمريكية والأوروبية من أجل إرسال برامج ضارة واستخراج المعلومات من أهدافهم.

ولفتت "لوس أنجلوس تايمز" إلى تقرير للخارجية الأمريكية نُشر العام الماضي قال إن إيران تعتبر جهة تهديد رئيسية في الفضاء السيبراني؛ حيث تستخدم التجسس والأنشطة السيبرانية الأخرى للتأثير على الأحداث العالمية وتهديد أمن الدول الأخرى، إضافة إلى منع الوصول إلى إنترنت مفتوح وقابل للتشغيل المتبادل بطريقة آمنة.

وأكد تقرير الخارجية الأمريكية أن النظام الإيراني عادة ما يركز على الأهداف "السهلة"، مثل الكيانات التجارية الأكثر ضعفا والبنية التحتية الحيوية والمنظمات غير الحكومية.

ونقل التقرير عن "ميسم بهرافيش"، وهو باحث مشارك في معهد "كلينجينديل" في هولندا، قوله: "بالنظر إلى أن المنشآت النووية الإيرانية انتشرت في جميع أنحاء البلاد وأصبح مهاجمة البرنامج أكثر تعقيدا، تبنت إسرائيل نهجا جديدا يعتمد على شن هجمات إلكترونية ضخمة على أهداف مدنية حساسة مثل السدود ومحطات البنزين ومحطات الطاقة لإثارة أعمال شغب على مستوى البلاد تهدف لإسقاط النظام أو إبقاء الحكام منشغلين بأعمال شغب يومية لا نهاية لها".

ويبدو أن الهجمات السيبرانية المتبادلة حفزت سباقا موازيا لسد الثغرات الأمنية؛ حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت الماضي، أن فرقته المشتركة للدفاع السيبراني انضمت إلى القيادة الإلكترونية الأمريكية لإجراء تدريبات على مدار الأسبوع الماضي، وهي التدريبات المشتركة السادسة من نوعها هذا العام.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أجرت إسرائيل تدريبات "القوة الجماعية"، وهي محاكاة لهجمات إلكترونية كبرى على الأسواق المالية، وتضمنت مسؤولين من الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات وبريطانيا ودول أخرى.

وأعرب "بيهرافيش" عن اعتقاده بأن تكثيف الهجمات هو مقدمة لصراع أكبر، خاصة مع احتمالات تأخر إحياء الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب.

وأوضح: "هذا التغيير في النمط من قبل الإسرائيليين لضرب أهداف مدنية هو مرحلة ما قبل الضربة؛ مما يعني أنهم يمنحون هذه الفرصة الأخيرة قبل اللجوء إلى عملية عسكرية واسعة النطاق ضد المنشآت النووية الإيرانية".

المصدر | لوس أنجلوس تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

محادثات فيينا نووي إيران هجمات سيبرانية قرصنة

هجوم سيبراني يستهدف أكبر مستشفيات إسرائيل

إيران تحذر إسرائيل: إذا أخطأتم سنقطع أيديكم

إيران.. محاكاة لهجوم على مفاعل ديمونا النووي في إسرائيل (فيديو)‏

انطلاق الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا.. ماذا تريد إيران؟

وكيل إيران السيبراني.. حزب الله يطور وحدة للهجوم الإلكتروني

بينها سلطة المطارات.. هجوم سيبراني واسع على مواقع إسرائيلية