خبراء: اعتماد العالم على النفط لا يزال شديدا رغم أزمة المناخ

الأحد 26 ديسمبر 2021 02:31 م

رأى خبراء أن الاعتماد العالمي على النفط ما زال شديدا رغم الدعوات المتصاعدة لتقليص حضوره لوضع حد لأزمة المناخ.

وشهد عام 2021 حدثاً رئيسياً تمثل في ظهور تحالف من الدول في قمة المناخ "كوب26"، التي عقدت في غلاسكو في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تعهد بالتخلص التدريجي من إنتاج النفط والغاز.

كما أكدت وكالة الطاقة الدولية في مايو/أيار الماضي، أن هناك حاجة إلى الوقف الفوري للاستثمارات الجديدة في مشاريع الطاقة الأحفورية، إذا أراد العالم تحقيق صاف صفري من انبعاثات الكربون بحلول عام 2050.

ومع ذلك، فالوقود الأحفوري ما زال يمثل 80% من الطاقة المستهلكة، ويُعد اليوم صراحة المحرك وراء تغير المناخ، وهو ما لم يكن كذلك عندما تم التوصل إلى اتفاق باريس للمناخ في عام 2015.

وفي الآونة الأخيرة، حقق المدافعون عن البيئة نصراً رمزياً، عندما قررت شركة "شل" العملاقة للنفط التخلي عن تطوير حقل كامبو النفطي المثير للجدل قبالة اسكتلندا، قائلة إن الاستثمار "لم يكن على أسس قوية بما فيه الكفاية".

وقال خبير الطاقة في شركة الخدمات المهنية "إي واي"، "معز العجمي": "نعلم منذ عدة سنوات أن نهاية النفط الخام (...) اقتربت، لكن هل العالم جاهز للعيش بدون نفط؟ ما زال العالم يعتمد بشكل كبير عليه في رأيي".

كما تعتقد وكالة الطاقة الدولية أن الطلب على النفط ما زال يسجل ارتفاعاً، وتتوقع أن يصل الطلب العام المقبل إلى مستوى ما قبل الوباء، وهو أقل بقليل من 100 مليون برميل يومياً.

ومع انتعاش أسعار النفط الخام في الأشهر الماضية، ينعم منتجو النفط بالسيولة، ويمكنهم متابعة مشاريع جديدة.

وقال رئيس منظمة أوبك "محمد باركيندو": "في الآونة الأخيرة يخطئ من يقول إن صناعات النفط والغاز باتت من الماضي والحديث عن وقف الاستثمارات الجديدة في النفط والغاز هو كلام مضلل".

ورغم ذلك، قال رئيس شركة النفط الفرنسية "توتال إينرجي"، "باتريك بويان"، إنه "مقتنع بأن الانتقال سيحدث؛ لأن هناك وعي حقيقي، لكن الأمر سيستغرق وقتًا".

وأشار إلى أنه يتم التعامل مع القضية على نحو خطأ، فبدلاً من التركيز على تقليل إنتاج النفط، يجب تحويل الانتباه إلى الاستهلاك.

وقال "بويان" إن الطلب على الوقود الأحفوري "سينخفض لأن المستهلكين يمكنهم الوصول إلى منتجات جديدة مثل السيارات الكهربائية".

وفي النصف الأول من العام، مثلت السيارات الكهربائية 7% من مبيعات السيارات العالمية، وفق وكالة "بلومبرج" الأمريكية، وفي حين ما زالت هذه النسبة صغيرة، إلا أنها تنمو بسرعة.

ويعتقد الخبراء أن عام 2022 سيشهد المزيد من الاستثمار في طاقة الرياح والطاقة الشمسية بالإضافة إلى تكنولوجيا التقاط انبعاثات الكربون من محطات الطاقة والمصانع التي تعمل بالوقود الأحفوري.

وكان بنك "جولدمان ساكس" الأمريكي قد توقع، في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول الجاري، أن تصل أسعار النفط الخام إلى 100 دولار في عام 2023؛ حيث يفوق الطلب العرض، وأن تبلغ 85 دولاراً للبرميل في 2022.

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب

  كلمات مفتاحية

النفط أزمة المناخ الوقود الأحفوري تغير المناخ أسعار النفط إنتاج النفط

تأرجح أسعار النفط بعد تصاعد الإصابات بكورونا.. كم بلغت؟

مع انحسار مخاوف أوميكرون.. أسعار النفط تقفز لأعلى مستوى في شهر

النفط يواصل صعوده مع تراجع المخاوف من أوميكرون

صندوق النقد يحذر من تزايد الكوارث في الشرق الأوسط بسبب المناخ

أتلانتك كاونسل: أزمة الغذاء والمناخ تهدد بموجة اضطرابات واسعة في الشرق الأوسط