دبلوماسيون: «هادي» يقوض محادثات الأمم المتحدة للسلام والتسوية تعني رحيله

الخميس 3 ديسمبر 2015 06:12 ص

يقول دبلوماسيون إن المحاولات لإطلاق محادثات سلام تنهي الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر في اليمن أحبطت لأسباب من بينها الرئيس «عبد ربه منصور هادي» المدعوم من السعودية الذي يخشى من أن يؤدي التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض لرحيله عن الحكم، بحسب تقرير نشرته رويترز.

وبعد أن اضطر «هادي» لمغادرة العاصمة صنعاء في وقت سابق هذا العام؛ بسبب تقدم المقاتلين الحوثيين الذين يقول الجيران العرب إنهم مدعومون من إيران عاد ليقود الحكومة من مدينة عدن في جنوب البلاد التي استعادت قوات التحالف بقيادة السعودية السيطرة عليها في يوليو/ تموز الماضي.

وعلى غرار خصومه يقول «هادي» إنه ملتزم بمحادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في واحدة من أفقر الدول العربية. لكن دبلوماسيين يتابعون عملية السلام يقولون إنه يمثل عقبة على نحو متزايد الأمر الذي يزيد الضغط على السعودية لسحب دعمها له أو لتساعد في تنحيته جانبا.

وقال دبلوماسي يتابع الوضع في اليمن طلب عدم نشر اسمه «يحاول هادي عرقلة أي نوع من المحادثات لأنه يعلم أن أي تسوية ستكون نهاية حياته السياسية».

وأضاف «لم يحظ هادي بشعبية قط وليس من مصلحته أن تتوقف الحرب قبل تحقيق نصر كامل. الدبلوماسيون يعلمون أن هادي ليس مرشحا قويا والتسوية تعني رحيله».

وقال دبلوماسي ثان إن هناك اتفاقا على نطاق واسع في الوقت الحالي على أن المحادثات هي الحل لأن الحرب وصلت الى حالة من الجمود على الصعيد الميداني.

لكن بعض المعارضين وهناك عدد منهم في معسكر «هادي» يرفضون ويريدون نصرا عسكريا.

وأضاف «بما أن هذا يعتبر صعب المنال فإنهم ينظر إليهم على أنهم يدعمون الصراع لأن الحل السلمي لا يقدم شيئا لهم».

وينفي «هادي» بشدة أنه يعرقل المفاوضات.

وقال «مختار الرحبي» المسؤول بالرئاسة اليمنية "ليس صحيحا ما يتم تناوله أن الرئيس يعوق الحوار أو يعرقل انعقاد مشاورات جنيف بالعكس من ذلك الرئيس أعلن عن قوائم الوفد المشارك وتم إسنادهم بفريق استشاري وهم جاهزون للحوار في أي وقت يتم الإعلان عنه من الأمم المتحدة».

ومنذ جولة غير حاسمة من المحادثات في جنيف في يونيو/ حزيران الماضي، سعى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد» مرارا لتمهيد الطريق لعقد المحادثات إما في سويسرا أو عمان.

وقال مندوب بريطانيا بالأمم المتحدة «ماثيو ريكروفت» يوم الاثنين إن المحادثات يمكن أن تبدأ في أوائل ديسمبر/ كانون أول.

وتتوقف أي نهاية للصراع على السعودية التي أطلقت أكبر عملية عسكرية تقوم بها منذ عقود لدعم «هادي» في وقت هبط فيه الدخل من صادرات النفط كثيرا وتصاعدت الاضطرابات الإقليمية.

تقول الرياض إن الحوثيين لعبة في يد إيران خصمها بالمنطقة وإنها تحركت لمنعها من الهيمنة على الدولة على غرار حزب الله» المتحالف مع طهران في لبنان.

وعلى الرغم من قول السعودية إنها ملتزمة بعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة فإنها لم توقف حملة القصف. يقول دبلوماسيون إن السعودية ربما لا تسمح بانتهاء الحرب مادام الحوثيون هم الفصيل المهيمن.

وفي حين تتهم حكومة «هادي» الحوثيين بعرقلة المحادثات فإن دبلوماسيين يقولون إنهم يبدون رغبة أكبر من تلك التي يبديها الرئيس.

وقال الدبلوماسي الثاني الذي انتقد الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح» وتحالفه مع الحوثيين بشدة «ربما يكون الحوثيون أكثر تفهما وهم أكثر وضوحا».

وقبل أن يجبر الحوثيون «هادي» على ترك صنعاء اكتسب الرئيس الجديد سمعة بأنه زعيم ضعيف فشل في السيطرة على الفصائل المسلحة المتنافسة أو الحد من الفساد.

وعبر مسؤولون غربيون وإقليميون عن دعمهم لـ«خالد بحاح» رئيس الوزراء ونائب الرئيس «هادي» الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه خصم ويصفه البعض بأنه خبير فني يملك قدرات أكبر.

وقال الدبلوماسي الثاني إن «التناغم مفقود في القيادة بين بحاح وهادي»، وأشاد بـ«بحاح» بينما وصف «هادي» بأنه أكثر اهتماما بمصلحته الخاصة.

ونفى «بليغ المخلافي» القيادي في حزب «العدالة» المؤيد لـ«هادي» التقارير عن وجود شقاق مع «بحاح» وقال إنها «خلافات إدارية لن تؤثر على محادثات السلام».

واعترف أحد مستشاري «هادي» في أحاديث خاصة بوجود خلافات بين الزعيمين وقال إن الرياض تحاول حلها.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن «السعودية تحاول السيطرة على الأمر لأن هذا... يفيد الطرف الآخر سياسيا. لكن هذه الجهود لم تنجح».

وعلى الرغم من أن محادثات السلام بين حكومة هادي» والحوثيين يمكن أن تبدأ قريبا فإن الدبلوماسيين غير متفائلين.

وقال الدبلوماسي الثاني إن الأساليب التي تستخدم لتقويض المفاوضات تكون «من خلال تعمد وضع شروط صعبة التحقيق خلال المحادثات بحيث يجدها الطرف الآخر غير مقبولة لديه».

فيما قال الدبلوماسي الأول «إذا عقدت المحادثات فإنها لن تسفر عن نتيجة لأن الانقسام بين المجموعتين كبير ولا يوجد وضوح يمكن أن تجرى هذه المحادثات على أساسه».

  كلمات مفتاحية

اليمن بحاح هادي السعودية

«بحاح» وأعضاء حكومته غادروا عدن دون علم «هادي» بمساعدة قوات إماراتية

«بحاح» و«البكري» .. إنه المستقبل اليمني

«التعاون الخليجي» يأسف لفشل محادثات جنيف ويجدد دعمه لشرعية «هادي»

مشاورات جنيف وتخوفات الرئيس هادي

استقالة الرئيس هادي تدفع اليمن نحو المجهول

ماذا يجري في اليمن؟

«هادي» يمنح قائد قوات العمليات الخاصة السعودية وسام الشجاعة

الانقلابيون والشرعية اليمنية إلى «جنيف 2»