في تطور مفاجئ يدفع بالبلاد نحو المجهول أمس قدم الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، استقالته، مساء أمس الخميس، بعد دقائق من استقالة حكومته.
وقدّم هادي استقالته الى مجلس النواب اليمني رابطاً إيّاها بـ»المستجدات التي ظهرت منذ 21 سبتمبر(أيلول) 2014»، معتبراً أنه لم يعد قادراً على تحقيق الهدف «الذي تحملنا في سبيل الوصول إليه الكثير من المعاناة والخذلان»، ملمّحاً إلى الدور الذي لعبه الحوثيون وأتباع علي عبد الله صالح.
وكانت حكومة المهندس خالد بحاح، التي لم يمض على تشكيلها إلا أسابيع، قد قدمت استقالتها للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وعلل خطاب استقالة بحاج ذلك بكون الأمور «تسير في طريق آخر»، وللتأكيد على أن الحكومة لا تتحمل «مسؤولية ما يقوم به غيرنا أمام الله وأمام الشعب».
وبحسب مصادر متقاطعة فقد رفض البرلمان اليمني أمس الخميس استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وذكرت المصادر أن البرلمان سيعقد جلسة طارئة اليوم الجمعة، كما ذكرت أن أربع محافظات في جنوب اليمن رفضت أي أوامر تصدر عن صنعاء.
وفي أول رد فعل صادر عن الحوثيين رحّب القيادي الحوثي البارز «أبو مالك يوسف الفيشي» على حسابه على تويتر باستقالة الرئيس اليمني واقترح تشكيل مجلس رئاسي لحكم البلاد يمثل فيه الجيش والأمن واللجان الشعبية والمكونات «الثورية» والسياسية.
ومع اشتداد قبضة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء، ذكر مصدر عسكري يمني أن الرئيس عبد ربه منصور هادي يستعد للانتقال إلى مدينة عدن للإقامة فيها بعيدا عن الضغوط وحصار المسلحين الحوثيين عليه في العاصمة صنعاء.
وقال: «إن عبد ربه منصور هادي يستعد لمغادرة العاصمة صنعاء بعد استكمال الترتيبات اللازمة لذلك والتي باتت قريبة».
وأرجع أسباب ذلك إلى الحصار والضغوطات التي يمارسها عليه المسلحون الحوثيون في العاصمة صنعاء، «حيث أصبح حبيس منزله الشخصي في صنعاء ومحاصرا بالمسلحين الحوثيين».
وأوضح أنه «لم يتبق من حراسة هادي الشخصية سوى جنود محدودين جدا لا يتجاوزون أصابع اليدين، وأن قائد حراسته الشخصية اللواء صالح الجعيملاني انتقل إلى عدن عقب سقوط القصر الرئاسي (دار الرئاسة) في أيدي المسلحين الحوثيين، لترتيب انتقال هادي إلى عدن».
إلى ذلك ذكر موقع (هنا عدن) الإخباري أن المئات من القيادات العسكرية والأمنية الجنوبية من ضباط وصف ضباط والذين يعملون في وحدات أمنية وعسكرية في مختلف المناطق الشمالية وصلوا عن طريق البر إلى المحافظات الجنوبية وغادروا العاصمة صنعاء عقب حادثة محاصرة منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي.
ونسب الموقع إلى العميد عبد الناصر صالح مثني الردفاني قوله عن وجود مفاجآت خلال الأيام القادمة وقال «لم يبق شيء يستدعي البقاء في صنعاء، حتى الذين كانت لهم مصالح تربطهم بصنعاء أعلنوا صراحة أن الكرامة فوق كل المصالح».
في غضون ذلك وصل مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بنعمر لصنعاء أمس وعقد لقاء على الفور مع كافة قيادات الأحزاب الموقعة على اتفاق السلم والشراكة. وقال قبيل اللقاء إن «خروقات عديدة» ارتكبت في اتفاق السلم والشراكة، دون أن يشير إلى الجهة المرتكبة لهذه الانتهاكات.
وأوضح بحضور ممثلين عن الأحزاب السياسية وآخرين عن جماعة الحوثيين، إن «تنفيذ اتفاق السلم هو الطريق الأمثل لإخراج اليمن من أزمته، والدفع بالعملية السياسية». ودعا بنعمر جميع الأطراف إلى التقيد بالبند 15 الذي يلزم الجميع بالحوار المباشر عبر لجنة مشتركة تشرف عليها الأمم المتحدة.