هل ترتبط التحركات الروسية في سوريا بالأزمة الأوكرانية؟

السبت 29 يناير 2022 11:47 م

يواصل الكرملين ممارسة الضغط على الغرب ونشر القوات بالقرب من أوكرانيا وإجراء التدريبات العسكرية واحدة تلو الأخرى.

لكن الأمر الغريب هو ارتباط سوريا بهذا التصعيد، وإن كان بشكل غير مباشر.

وكانت إسرائيل قد أعربت عن قلقها بعد قيام طائرات عسكرية سورية وروسية بتسيير دورية مشتركة في 24 يناير/كانون الثاني الجاري على امتداد المجال الجوي السوري، بما في ذلك منطقة مرتفعات الجولان.

ويحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي تفسير رغبة الروس في تنظيم دوريات مشتركة على امتداد الحدود الجنوبية لسوريا.

والتفسير الأول هو أن الجانب الروسي يحاول التأثير على نشاط الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا.

أما التفسير الثاني فهو إرسال رسالة من موسكو إلى "الناتو" بأن قدراتها العسكرية تشمل الشرق الأوسط.

ونظم الجيش الروسي كذلك دوريات على الأرض في هذه الأسابيع.

وبدأت قيادة قاعدة "حميميم" الروسية تنظيم دوريات على مدار الساعة على ميناء اللاذقية بدعوى وجود اتهديدات إرهابية. 

كما أجرى ضباط روس في 15 يناير/كانون الثاني مناورات مع وحدة دفاع جوي تابعة لقوات النظام السوري.

ويعتقد بعض الخبراء أن هذه الإجراءات قد تكون موجهة إلى إسرائيل.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، هاجم الجيش الإسرائيلي مرتين أهدافا في منطقة الميناء، التي تبعد 20 كيلومترا عن قاعدة "حميميم".

ومنذ عام 2018، لم يهاجم الإسرائيليون أهدافا في منطقة المسؤولية الروسية، لكنهم انتهكوا الآن هذا الاتفاق الضمني، وفقا لصحيفة "كوميرسانت" الروسية.

وبالطبع، يدرك الجيش الروسي أن إسرائيل ستنظر إلى النشاط بالقرب من حدودها باعتباره رسالة لها، لكن من ناحية أخرى فإن موسكو تنفذ بالفعل بعض المهام العملية.

أولا، في مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، بدأت روسيا فترة التدريب الشتوي لقواتها.

وتجري مناورات للجيش الروسي ووحدات من جيش النظام السوري في مختلف محافظات سوريا، بما في ذلك شمال البلاد.

ثانيا، لا يزال التفسير الرسمي لوزارة الدفاع حول تنظيم الدوريات البرية لمنع الهجمات الإرهابية يبدو واقعيا إلى حد ما.

وبالرغم من تراجع حدة القتال، فشلت أجهزة الأمن التابعة لـ "الأسد" بشكل دوري في منع الهجمات المضادة حتى في وسط دمشق.

ثالثا، جاءت الدوريات الجوية المشتركة في وقت يحاول فيه النظام السوري استعادة الفعالية القتالية لسلاح الجو.

ولم يكن مسار الدوريات بالقرب من مرتفعات الجولان فحسب، بل كان أيضا فوق شمال سوريا، بما في ذلك نهر الفرات.

وقد أقلعت الطائرات الروسية من قاعدة "حميميم" الجوية فيما استخدم السوريون مطار "الضمير".

ومن المرجح أن الجيش الروسي لم يخرج بتدريبات دورية جوية مشتركة فقط لمنع إسرائيل من ضرب القوات التي تعمل بالوكالة لصالح إيران، حيث تحاول روسيا أيضا إرسال إشارات واضحة إلى الولايات المتحدة وحلفائها، فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية في 20 يناير/كانون الثاني عن تدريبات بحرية تشارك فيها أكثر من 140 سفينة في جميع مناطق مسؤولية الأساطيل.

ويعني هذا أنه بحلول شهر فبراير/شباط، سيتم سحب جميع السفن والغواصات والقوارب وسفن الدعم الجاهزة للقتال تقريبا بشكل متزامن إلى نطاقات التدريب في البحر الأبيض المتوسط ​​وبحر الشمال وبحر أوخوتسك وشمال شرق المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ.

وفي المستقبل القريب، سيركز الكرملين قوة كبيرة غير مسبوقة في البحر الأبيض المتوسط، حيث ستنضم مجموعتان كبيرتان من السفن الحربية إلى الأسطول الروسي المتمركز في ميناء طرطوس السوري والمكون من 10 سفن.

وتمر 6 سفن إنزال كبيرة عبر القناة الإنجليزية ومضيق جبل طارق إلى البحر الأبيض المتوسط.

ويتجه طراد صواريخ حرس المحيط الهادئ "فارياج"، والسفينة الكبيرة المضادة للغواصات "أدميرال تريبوتس" والناقلة البحرية الكبيرة "بوريس بوتوما"، التي شاركت مؤخرا في التدريبات الثالثة المشتركة مع الصين وإيران في خليج عمان، نحو سوريا عبر البحر الأحمر وقناة السويس.

ولم تقم روسيا بإجراء تدريب بهذا الحجم في تاريخها منذ تفكك الاتحاد السوفييتي.

ويبدو أن موسكو تستخدم الأسلوب الكلاسيكي للتصعيد في المفاوضات.

لكن ليس من الواضح نوع التسوية التي يحتاجها الكرملين حقا.

المصدر | أنطون مارداسوف/المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الأزمة الروسية الأوكرانية القوات الجوية السورية قاعدة حميميم مرتفعات الجولان التدريبات المشتركة الدوريات المشتركة الأزمة الأوكرانية

سوريا وأوكرانيا بلدا تماس روسي - أميركي

ساحة اختبار.. تجربة سوريا تلهم الجيش الروسي في مواجهته مع أوكرانيا والناتو

الأزمة الأوكرانية.. هل تتحول سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات بين روسيا وأمريكا؟

دورية استخباراتية: الأزمة الأوكرانية تضع إسرائيل في معضلة متعددة الأبعاد