واشنطن بوست: مقامرة بوتين في أوكرانيا قد تؤدي لانهيار النظام الروسي

السبت 29 يناير 2022 05:34 ص

"مقامرة إستراتيجية ضخمة".. هكذا وصف رئيس وزراء السويد الأسبق "كارل بيلدت" توجه الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" إزاء أوكرانيا، مشيرا إلى أن تلك المقامرة أدت إلى وضع يتعين فيه على "بوتين" التخلي عن مطالبه الواسعه أو شن عملية عسكرية من المحتمل أن تؤدي إلى حرب واسعة النطاق في أوروبا وانهيار النظام الروسي.

وذكر "بيلدت"، في مقال نشره بصحيفة "واشنطن بوست"، أن "بوتين" تحدى الغرب بطريقة لم يفعلها أي زعيم في الكرملين منذ أن دفع "نيكيتا خروتشوف" العالم إلى حافة كارثة نووية قبل 6 عقود، معتبرا أن "المخاوف التي تقوم عليها دعاية الكرملين، ليست لها أي أساس في الواقع".

وأوضح أن آخر توسع لحلف شمال الأطلسي "ناتو" كان منذ عقود، ولم يكن أي أحد يفكر بجدية في عضوية الناتو لأوكرانيا أو جورجيا، "كما أن خطط الصواريخ الأمريكية التي تستهدف روسيا من شرق أوكرانيا، هي محض خيال، ولا يرى أي عاقل أي مخاطر بالغزو ضد روسيا من قبل النرويج أو إستونيا أو أوكرانيا أو أي دولة حدودية أخرى".

وأضاف أن سياسة "ناتو" كانت حذرة إلى حد ما، حيث تم تخفيض القوات الأمريكية في أوروبا بشكل مستمر قبل غزو بوتين لأوكرانيا في عام 2014، ولم يكن لدى "ناتو" أي خطط دفاعية لدول البلطيق، وكانت هناك عملية "شرطة جوية" لحلف شمال الأطلسي بسبب القلق، الذي نشأ بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول بشأن المجال الجوي غير المنضبط، ولكن لم تكن عملية دفاعية.

وفي عام 2021، تضاعفت الأدلة على اتباع "بوتين" نهجاً أكثر حزماً تجاه أوكرانيا، وفقاً لما ذكره "بيلدت"، حيث نشر الرئيس الروسي آنذاك مقالاً دعا فيه بشكل أساسي إلى استعادة الإمبراطورية الروسية، بما في ذلك أوكرانيا.

وأشار الكاتب إلى أن روسيا بدأت باتخاذ خطوات سياسية وعسكرية لخلق أزمة وزيادة الضغط على الولايات المتحدة، على الرغم من أن قمة "بوتين-بايدن" في يونيو/حزيران الماضي كانت تشير إلى أن البيت الأبيض لا يريد أي مشاكل على الجبهة الروسية من أجل التركيز على الصين.

ولفت "بيلدت" إلى أن "بوتين" يُنظر إليه على أنه خبير استراتيجي، و"لكنه في الواقع، لديه سجل طويل من سوء الحكم في الشأن الأوكراني، ومن الواضح أن العواطف قد تجاوزت العقلانية".

 وتابع: "ببساطة لا توجد طريقة يمكن لبوتين من خلالها تحقيق الأهداف، التي حددها بالدبلوماسية وحدها، ولن يكون تحقيق هدف تغيير النظام في كييف، وهو ما يسعى إليه الكرملين بوضوح، أمراً سهلاً، حيث يمكن تشكيل حكومة في المنفى يعترف بها الغرب ويدعمها، وسيُقتل الآلاف في الصراع، و سيضطر الملايين إلى الفرار، وستتدفق الأسلحة إلى أوكرانيا، ومن المرجح أن يتصاعد الصراع".

وخلص رئيس وزراء السويد الأسبق إلى أن الغزو الروسي سيؤدي إلى مواجهة طويلة الأمد، قد تؤدي بدورها إلى حرب أكبر وانهيار النظام الروسي، مؤكدا أن مقامرة "بوتين" على ضعف الغرب عبارة عن "جنون"، وينبغي التعامل معها على هذا الأساس.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

روسيا أوكرانيا فلاديمير بوتين

الغاز مربط الفرس.. لماذا تتردد الدول الغربية في فرض عقوبات على روسيا؟

لا نرى تصعيدا يتجاوز ما كان موجودا.. رئيس أوكرانيا يناشد الغرب عدم إثارة الذعر

هل ترتبط التحركات الروسية في سوريا بالأزمة الأوكرانية؟

مشرعون أمريكيون يقتربون من الاتفاق على قانون لمعاقبة روسيا حال غزت أوكرانيا

نقطة تحول.. هل تغير حرب أوكرانيا شكل النظام العالمي؟