استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الدوحة عاصمة حل الأزمات المستعصية

السبت 5 ديسمبر 2015 07:12 ص

الدوحة هي عاصمة دولة قطر، نذرت نفسها أن تكون مدينة حل الأزمات، سواء إقليمية أو دولية ثنائية أو متعددة الأطراف. فمنذ أن تولى الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الأمور في البلاد منتصف تسعينيات القرن الماضي وهي تسعى من أجل أن يسود السلم والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

تكللت تلك الجهود بالنجاح في معظم الميادين رغم العقبات التي واجهتها الجهود القطرية من أطراف عربية أخص بالذكر ليبيا القذافي، ومصر حسني مبارك.

عملت بكل إخلاص لإيجاد الحلول الفاعلة لانتزاع المنطقة من براثن التخلف والجهل والتبعية والطائفية والاستبداد والظلم للشعب واحتقار قدراته وطموحاته نحو تأكيد حقه في المشاركة في صناعة القرار وصياغة المستقبل.

(1)

أعلنت قطر من واشنطن في الربع الأخير من تسعينات القرن الماضي رفضها لمبدأ «الاحتواء المزدوج» الذي لم يتجرأ زعيم عربي للجهر برفض ذلك المبدأ الذي وضعته الإدارة الأمريكية إبان الحرب العراقية الإيرانية، ووقفت مع رغبة الأكثرية من الشعب اليمني الشقيق في تحقيق الوحدة اليمنية لإيمانها بأن الوحدة أفضل من التجزئة والتفكك.

وراحت القيادة السياسية القطرية انطلاقا من إيمانها الراسخ بتقديم الدعم والمساعدة للنظام السياسي اليمني مالا وإعلاما، وراحت تبذل جهودها دون ملل بإقناع الحكومة اليمنية في عهد الرئيس عبد الله صالح، باعتماد الإصلاح السياسي مبكر، وتبنت تمويل مشاريع اقتصادية لصالح الشعب اليمني الشقيق بما فيها البنية التحتية من تعبيد الطرق وصيانتها وصيانة بعض الأماكن الأثرية لتبقى معلما حضاريا عربيا في اليمن.

لم تأل الدولة القطرية جهدا في التوسط بين بعض القوى اليمنية والحكومة في صنعاء لحل الخلافات كي تستمر عملية التنمية.

أبرز مثال على ذلك خلافات الحكومة اليمنية ــ وجماعة الحوثي، وذهب أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في حينه إلى صنعاء لفض الاشتباك بين الأطراف المختلفة، ولكن دبلوماسية الرئيس عبد الله صالح كانت مخادعة فيتفق نهارا مع معارضيه، وينقض الاتفاق ليلا.

(2)

اشتدت الأزمات والصراعات في القرن الإفريقي، فكانت قبلة المختلفين الدوحة، ينشدونها للتوسط بين الأطراف المتنازعة، للوصول إلى حلول تعيد الاستقرار والأمن والسلام إلى منطقة القرن الإفريقي، واستجابة لطلب قيادات الأطراف المتنازعة رمت دولة قطر بكل ثقلها لإيجاد الحلول، وتمكنت من حل الخلاف بين جيبوتي وإريتريا، وحل السلام والاستقرار في تلك المنطقة من العالم بفضل الدبلوماسية القطرية.

وقامت قطر بالتوسط لحل النزاع المسلح بين الحكومة السودانية من جهة والجماعات المسلحة في إقليم دارفور في السودان وباركت الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية جهود قطر في تلك المنطقة من السودان.

ولا أنسى لبنان والخلاف المحتدم بين الأحزاب والقوى السياسية عام 2008 الأمر الذي دفع الأطراف القيادية اللبنانية إلى قطر تطلبها للتوسط بين تلك الأطراف السياسية من أجل التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية وبرلمان وتشكيل حكومة، بعد أن تعذر على تلك القوى انتخاب رئيس للبلاد استمر أكثر من 16 شهرا، وكللت الجهود القطرية بالنجاح، فتم انتخاب الجنرال سليمان رئيسا للجمهورية وانتخابات برلمانية وشكلت وزارة جديدة، والشكر لله أولا وللدبلوماسية القطرية.

في هذا الأسبوع تكللت الوساطة القطرية بالنجاح أيضا، بعد أكثر من سنة ونصف وهي تعمل دون كلل وبموجب طلب رسمي من الحكومة اللبنانية والأهالي لإطلاق سراح 16 جنديا لبنانيا كانوا معتقلين لدى جبهة النصرة المعارضة للحكومة السورية، وفي المقابل أطلقت الحكومة اللبنانية 25 أسير من أنصار أو أعضاء جبهة النصرة السورية المعارضة.

وفي ليبيا العزيزة وحقنا للدماء، وبموجب طلب رسمي من المؤتمر الوطني الليبي في طرابلس وموافقة دول الجوار والأطراف المتنازعة نجحت قطر في إجراء مصالحة فعالة بين قبائل الطوارق وقبائل التبو، وعادت الأمور إلى حالتها الطبيعية بعون من الله أيضاً وجهود حكومتنا الرشيدة بقيادة سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني.

الجدير بالملاحظة في كل وساطات دولة قطر لحل النزاعات أنها لم تكن بيد أجهزة المخابرات وحدها، كما تفعل بعض الدول وأخص بذلك مصر، وإنما كانت جهودا مشتركة بين الخارجية والعدل والمخابرات، وهذه الأسباب، إلى جانب أمور أخرى، التي تساعد في حل النزاعات.

(3)

في المجال الدولي، بموجب وساطة قطرية وبناء على رجاء وطلب رسمي من الأطراف المعنية جرت أول عملية لتبادل الأسرى، بعد حرب فيتنام، بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان، إذ أنه تم إطلاق خمسة أعضاء من حركة طالبان كانوا معتقلين في سجن جونتاناموا بإحدى الجزر الكوبية التي اتخذت سجنا لمعتقلي أفغانستان بعد احتلالها من قبل أمريكا عام 2001، مقابل جندي أمريكي كان معتقلا لدى حركة طالبان.

اعتقلت المعارضة السورية المسلحة 45 جنديا ينتمون إلى جمهورية فيجي، يعملون في قوات حفظ السلام في الجولان السورية المحتلة، وناشدت حكومة فيجي مباشرة دولة قطر، وكذلك الأمم المتحدة، بذل جهودها لدى جهات الاختطاف لإطلاق سراح جنودها المعتقلين.

الملاحظ أن حكومة فيجي لم تلجأ إلى الأمم المتحدة تطلب إطلاق سراح جنودها علما بأنهم يعملون تحت رايتها، وإنما اتجهت إلى دولة قطر لشعورها وعلمها بأن دولة قطر تتمتع بالنزاهة والصدق، في مواقفها ومهارتها في عملية التفاوض، وكان لها ما أرادت.

وتم إطلاق سراح جنود فيجي التابعين لقوات الأمم المتحدة.

آخر القول: سجل الإنجازات القطرية في حل النزاعات الصعبة مشهود له دوليا وعربيا، ولا ينكر ذلك الدور إلا الحاقدون. شكرا قطر... لكل جهودكم السلمية.

  كلمات مفتاحية

الدوحة قطر حمد بن خليفة لبنان السودان أفغانستان فيجي وساطة قطر

«كي مون» و«العربي» يرحبان باتفاق المصالحة بين «التبو» و«الطوارق» في ليبيا

اتفاق لوقف إطلاق النار بين «التبو» و«الطوارق» في ليبيا برعاية قطرية

عودة الوساطة القطرية