تقدم رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي "نفتالي بينيت" بالعزاء لملك المغرب "محمد السادس" وأسرة الطفل "ريان"، فيما رد عليه متابعون بالتساؤل عن مصير الأطفال الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل ولا تزال، علاوة على أطفال سوريا واليمن الذين قتلوا بواسطة جهات على وفاق مع تل أبيب، على حد قولهم.

ونشر "أوفير جندلمان"، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، تغريدة عبر حسابه بـ"تويتر"، قال فيها، على لسان "بينيت": "بِإسمي وباسم حكومة إسرائيل وشعبها، أبعث بخالص تعازينا لأهل الطفل المرحوم ريان وللشعب المغربي ولجلالة الملك محمد السادس أطال الله عمره".

 وأضاف:"رحم الله هذا الطفل البريء وأسكنه فسيح جناته. ستكون هذه آخر مآسيكم، بإذن الله".

كما كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "أفيخاي أدرعي"، تغريدة عزاء في وفاة الطفل "ريان"، قائلا: "رحمك الله وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان.. نعزي أسرة ريان وشعب المغرب والعالم برحيله".

ولقيت تغريدات المتحدث باسم "بينيت" ومتحدث جيش الاحتلال ردود أفعال واسعة، اتسم معظمها بالغضب، حيث ذكر ناشطون بجرائم إسرائيل التي قتلت خلالها أطفالا فلسطينيين، سواء في حروبها المتكررة على قطاع غزة الذي تحاصره، أو عملياتها في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

كما ركز ناشطون على التذكير بقضية الطفل الفلسطيني الشهير "محمد الدرة"، الذي قتلته قوات الاحتلال بدم بارد بين أحضان والده، في سبتمبر/أيلول من عام 2000، وهي الحادثة التي اكتسبت تعاطفا كبيرا على المستويين العربي والدولي، لا يزال صداه حاضرا إلى يومنا هذا.

وتتمتع إسرائيل بعلاقات متطورة مع المغرب، منذ إعلان التطبيع بينهما، أواخر 2020، مقابل اعتراف تل أبيب وواشنطن بسيادة الرباط على إقليم الصحراء الغربية، المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو.

ومساء السبت، أعلن رسميا في المغرب عن وفاة الطفل "ريان"، بعد أكثر من 105 ساعات في قاع البئر العميقة التي كان محاصرا داخلها، بعد سقوطه الثلاثاء الماضي هناك.

وقال بيان للديوان الملكي المغربي إنه "على إثر الحادث المفجع الذي أودى بحياة الطفل ريان أورام، أجرى الملك محمد السادس، اتصالا هاتفيا مع خالد اورام، والسيدة وسيمة خرشيش والدي الفقيد، الذي وافته المنية، بعد سقوطه في بئر".

وأعرب الملك، وفق البيان، عن أحر تعازيه وأصدق مواساته لكافة أفراد أسرة الفقيد في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، داعيا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم ذويه جميل الصبر وحسن العزاء، في فقدان فلذة كبدهم.

وأكد الملك أنه كان يتابع عن كثب، تطورات هذا الحادث المأساوي، حيث أصدر تعليماته لكل السلطات المعنية، قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة، وبذل أقصى الجهود لإنقاذ حياة الفقيد، إلا أن إرادة الله تعالى شاءت أن يلبي داعي ربه راضيا مرضيا.

من جانبه، قال رئيس الحكومة المغربية "عزيز أخنوش" في بيان: "تلقيت بحزن وأسى كبيرين خبر وفاة الطفل ريان بعد أيام من المعاناة، والأمل في الوصول إليه حيا".

وأضاف أنه يتمنى أن يتقدم، "باسمي ونيابة عن جميع أعضاء الحكومة، بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى والدي الطفل ريان".

وتابع: "بذلت مختلف المصالح، محليا ووطنيا، مجهودات استثنائية وجبارة لإنقاذ الطفل ريان رحمة الله عليه، حيث استمرت عمليات الحفر لمدة 5 أيام، وسخرت لها جميع الإمكانيات الضرورية، لكن مشيئة الله كانت أكبر من الجميع".