سوريا إلى أين.. المعارضة تلملم صفوفها وتحاول الانطلاق من جديد

الأربعاء 9 فبراير 2022 01:54 ص

أوصت المعارضة السورية بضرورة المحافظة على وحدة أراضي البلاد، ورفض كافة دعوات التقسيم، والتمسك بالهوية الوطنية، وإعادة هيكلة مؤسسات قوى الثورة والمعارضة، وتأسيس نظام ديمقراطي.

وأكدت المعارضة السورية، خلال ندوة عقدتها في العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء، تحت عنوان "سوريا إلى أين؟"، أنها تهدف إلى الإضاءة على الأخطاء وبناء معارضة أقوى.

ودعت الندوة إلى الارتقاء بأداء قوى الثورة، وتمكينها من تحقيق مطالب الشعب السوري المحقة والمشروعة بكفاءة واحتراف، فضلاً عن تنمية وتوظيف كافة الخبرات المتاحة في الداخل السوري والخارج، والاستفادة من الخبرات التي تقدمها مراكز الفكر الوطنية.

وطالبت الندوة بصياغة خطاب وطني جامع، ودعم الجهود التي تبذلها مؤسسات الإعلام السورية فيما يسهم في محاربة خطاب الكراهية والتمييز.

وشددت على ضرورة تعزيز التواصل بين مختلف قوى الثورة والمعارضة "بهدف تبني خطة عمل شاملة تواكب تحوُّلات المرحلة، وتعالج التحديات الناتجة عنها، وتقدم الحلول الناجعة للتخفيف من معاناة السوريين".

وطالبت بتكثيف جهود التوعية بالانتهاكات والجرائم التي يرتكبها نظام الأسد، وبمخاطر إفلاته من العقاب، وغياب سيادة القانون.

كما أكدت عدالة قضية الشعب السوري ومطالبه المحقّة والمشروعة، وسعيه لنيل حريته وكرامته، وحقه في الانتقال السياسي والتداول السلمي للسلطة، واحترام كافة مكوناته الإثنية من عرب وكرد وتركمان وكلدان وآشور.

ونوهت بـ"توحيد الجهود لتحقيق الانتقال السياسي وفق القرارات الأممية، في ما ينهي نظام الفساد والاستبداد الذي يحكم سوريا بصورة غير شرعية، والالتزام بالعملية السياسية عبر مسار جنيف، والتمسك بمرجعية القرارات الأممية ذات الصلة، واحترام رغبة الانتقال السياسي".

كذلك أكدت ضرورة تكثيف الجهود المبذولة لتنمية مناطق سيطرة قوى الثورة والمعارضة، مرحلياً، محذرة من المحاولات التي يبذلها النظام وحلفاؤه لتوظيف معاناة السوريين بهدف جلب الأموال الخارجية تحت شعار "إعادة الإعمار" و"التعافي المبكر".

وحول أهمية الحراك السياسي السوري القائم في الدوحة لجهة التوقيت والأهداف المأمولة منه، تحدث رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "سالم المسلط"، عن عدم وجود أي نية لتأسيس جسم سياسي جديد، والعمل على تفعيل المؤسسات السياسية الثورية عبر إيجاد قواسم مشتركة ورؤية موحدة.

وأكد أن الائتلاف الوطني هو المؤسسة السورية الممثلة للسوريين والهدف هو تحقيق الانتقال السياسي من خلال تفعيل مسارات العملية السياسية.

وقال: "نسعى دوماً من أجل توطيد العلاقة مع الحلفاء والأشقاء والأصدقاء على المستوى السوري والدولي كما أننا حريصون على التشاور معهم بشكل دائم، لا سيما في هذه الأوقات التي يسعى فيها بعض الأطراف الدولية لشرعنة النظام المجرم وإيهام الرأي العام بوأد الثورة، ومن هنا تأتي أهمية المواقف الدولية المبدئية التي أطلقت مؤخراً في دعم الشعب السوري وثورته".

وتابع: "زيارتنا لقطر وتشاورنا مع الدوحة مهم ومتواصل ويأتي في هذا السياق، فنحن نحتاج لمشورة أشقائنا ولسماع وجهة نظرهم، وأن نبحث في إيجاد الحل وتسريعه من أجل إنهاء المعاناة السورية وإنجاز الانتقال السياسي في البلاد".

وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري، قد أجرى زيارة إلى العاصمة القطرية الدوحة، التقى خلالها بنائب رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ "محمد بن عبدالرحمن آل ثاني"، كما اجتمع بعدد من الشخصيات السورية، وعلى رأسها رئيس الوزراء السابق "رياض حجاب" والمعارض السوري "معاذ الخطيب".

وقال "المسلط": "لمسنا من الإخوة القطريين ثباتاً على موقفهم الداعم للقضية السورية والشعب السوري، وكان لقاؤنا مع المسؤولين القطريين مميزاً وإيجابياً، ونؤكد على مركز قطر العربي الدولي ودورها الداعم لقضايا الشعوب».

وأضاف: "عقدنا العديد من الاجتماعات الرسمية وغيرها مع المسؤولين في الحكومة القطرية ومع بعض السفراء وممثلي الدول، كما التقينا ببعض قيادات العمل السياسي والثوري السوري، بالإضافة لتفقدنا عمل السفارة السورية في قطر".

وتابع: "من اللقاءات المهمة التي أجريناها لقاؤنا مع مسؤولين في الحكومة القطرية على رأسهم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي أكد استمرار قطر في دعمها للشعب السوري وقضيته ومطالبه، وكذلك مع مسؤولين أمريكيين، وقد أكدوا لنا أن الولايات المتحدة ملتزمة تطبيق قانون قيصر".

وحول علاقة الحراك السياسي في الدوحة بمشاركة النظام في الجامعة العربية، قال رئيس الائتلاف السوري: "أعتقد أنه بات هناك قناعة عامة لدى أكثر أشقائنا العرب بأن هذا النظام الإرهابي ليس جديراً بإعادة التأهيل وأن من يمد اليد له فهو يعرض نفسه للقبول بسجل طويل وحافل من جرائم الحرب التي راح ضحيتها ملايين الشهداء والمصابين والمعتقلين والمهجرين من الشعب السوري، والموقف السعودي والقطري واضح جداً في رفض شرعنة نظام الإبادة كما أن الموقف الأمريكي والأوروبي كذلك، لذا أعتقد أن هذا الملف قد تم إغلاقه".

وكان نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى إيثان غولدريتش، قد قال في كلمة ألقاها خلال فعاليات اليوم الثاني من الندوة، إن بلاده لن تطبّع العلاقات مع نظام "بشار الأسد" في سوريا.

مضيفاً أنّ "الولايات المتحدة تبذل جهوداً لتحسين الظروف الأمنية وزيادة الاستقرار في سوريا، وحل الأزمة السياسية والإنسانية المتصاعدة، وتأمين حياة تتسم بالرفاه للشعب السوري".

وفي سؤال لرئيس الائتلاف السوري، عن أفق جديدة للحل في سوريا؟، قال: "لا نرى أن المساعي الأممية الحالية ترقى إلى المستوى المطلوب، ونحن ملتزمون بتطبيق القرار 2254".

والندوة دعت إليها مجموعة من مراكز الأبحاث، واستضافت العديد من السياسيين والباحثين والشخصيات المستقلة، بالإضافة إلى ممثلين وأشخاص فاعلين في هيئات المعارضة منها الائتلاف واللجنة الدستورية.

وناقشت الندوة، معظم المشكلات التي تعاني منها تلك الهيئات وإعادة هيكلتها وإصلاحها والعمل على انطلاقة جديدة.

وكان هناك طروحات جادة حول وضع إستراتجيات للتعامل مع المسار السياسي الحالي، كما تمت مناقشة تطورات القضية السورية على المستوى الدولي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المعارضة السورية سوريا الأزمة السورية قوى المعارضة السورية

المعارضة السورية: النظام يهرب من جرائمه ويتحدى العالم بانتخابات هزلية

ثورة سوريا بعد 10 سنوات.. الأسد يتجه لولاية رابعة والمعارضة مشتتة