استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

يجب تسمية القتلة بأسمائهم

الأحد 6 ديسمبر 2015 04:12 ص

حينما يريد «الشاباك» والنيابة العامة منع نشر نبأ فهما لا يكتفيان بإصدار أمر لمنع النشر، بل يذهبان أبعد من ذلك ويقومان باستصدار أمر منع للنشر على أمر منع النشر.

لسبب ما، في قضية التحقيقات الأمنية التي احتلت العناوين الرئيسية في هذا الأسبوع، امتنعا عن فعل ذلك. فقد فتحا الباب أمام تدفق النشر في وسائل الاعلام الرسمية والشبكات الاجتماعية.

الاستنتاج هو إما أنه كان هنا إهمال وفشل وإما أن الموضوع كان متعمدا. حاول أحد ما في الجهاز أن تكون القصة عائمة. كلما تم الحديث أكثر عنها في الشبكات تزداد فرصة الحصول على الأدلة، وهذا الأمر حدث في السابق.

مرت أربعة أشهر منذ إحراق عائلة «دوابشة» في دوما. وعندما نأخذ في الحسبان النتائج الكارثية لهذا العمل وموجة العمليات في أعقابه والضرر السياسي والأمني الذي تسببت فيه والشعور الذي يسيطر على كثير من الإسرائيليين من اليمين واليسار، سنفهم إلى أي حد من المهم العثور على القتلة ومحاكمتهم.

يُكثرون من المقارنة بين القتل في دوما وقتل الفتى «محمد أبو خضير» في القدس في تموز الماضي. صحيح أن الجريمة هي الجريمة نفسها. ففي الحالتين قام أشخاص بإحراق أشخاص أحياء حتى الموت، وفي الحالتين كان الدافع قوميا متطرفا والضحايا كانوا بالصدفة لا حول لهم ولا قوة.

الفرق هو المحيط الذي جاء منه المنفذون. «يوسف حاييم بن دافيد» قاتل الفتى من شعفاط والقاصرين اللذين انضما اليه نشأوا على هوامش الكهنوتيين في الوسط الديني اليميني. قتلة عائلة «دوابشة» نشأوا على ما يبدو في هذا الوسط أيضا، في الجيل الثالث لمؤسسي مشروع الاستيطان.

المقارنة المطلوبة هي مع الخلايا السرية اليهودية التي نشأت في المستوطنات في بداية الثمانينيات. أعضاء هذا التنظيم الإرهابي نفذوا أعمال قتل صدفية وغير صدفية. وقد ندم بعضهم، وبعضهم لم يندم حتى الآن. هذا لم يمنعهم من إنشاء سيرة عامة في أوساط جمهورهم، بعد إنهاء عقوبة السجن المخففة بدقيقة. الأسماء معروفة، من كريات أربع وعوفره حتى هضبة الجولان. أيضا أسماء الحاخامات الذين غطوا عليهم معروفة.

محاسبة النفس التي لم تحدث في حينه عادت وظهرت في أعمال «شارة الثمن» حيث كانت الذروة في عملية القتل في دوما. يمكن الاعتقاد أن عاصفة ستهب عندما يتم نشر أسماء المشبوهين بالقتل. وهناك من سيلقي باللوم على كل الوسط. الاتهام الجماعي سيدفع إلى الرد من الطرف الثاني مثلما حدث بعد قتل «رابين» وهكذا دواليك.

هذا شيء خاطيء. فليس صحيحا وليس عادلا اتهام جماعة كاملة من السكان بسبب مخالفات أفراد. ولكن ليس خاطئا أو مرفوضا طلب إجابات من أولئك الذين يزعمون قيادة هذا الجمهور ـ الحاخامات ورؤساء مجلس «يشع» والمجالس المحلية وأعضاء الكنيست من البيت اليهودي. هؤلاء الأشخاص يعرفون كيفية الطلب من الآخرين، وهم متسامحون تجاه ما يحدث في بيتهم.

في قضية «ينون مغيل» اضطروا للحظة إلى النظر إلى الداخل وعملوا ما هو مطلوب، لكن المسألة كانت صغيرة نسبيا واستندت الاستخلاصات على الإجماع. أما القتل في دوما فهو قصة مختلفة تماما. الميثولوجيا اليونانية تتحدث عن النرجس الذي كان جميلا ويحب نفسه. الآلهة نمسيس فرضت عليه عقوبة شديدة، حيث حبسته أمام مظهره المعكوس في بركة مياه، حيث أحب نفسه حتى مات.

فخر فلسطين

عاد الأولاد من المدرسة عند الظهيرة بعد أن أصبح هدم المنزل حقيقة واقعة. بعضهم جاء سيرا على الاقدام وأغلبيتهم جاءوا في الحافلات والسيارات وحملوا أدواتهم الشخصية في حقائب الظهر الكبيرة والثقيلة بالنسبة لجيلهم، تماما مثل الأولاد الإسرائيليين. مروا أمام الشرطة في حالة صمت وهم غاضبون من وجودهم وخائفون من التورط. لم يُسمح للحافلات بدخول مخيم شعفاط، حيث تم إنزال الطلاب في المفترق ومن هناك استمروا سيرا على الأقدام في ممر ضيق بين جدارين من الأسلاك الشائكة.

نظرت إليهم. ماذا يوجد أكثر طبيعية من عودة الطلاب من المدرسة؟ من جهة أخرى كل واحد منهم يستطيع فجأة إخراج سكين، وكل واحدة منهن تستطيع إخراج مقص. الأشهر الأخيرة عملت على تغيير الأولاد وتغيير الطريقة التي ننظر فيها نحن الإسرائيليين إليهم.

بعد عبورهم الحاجز شعروا أنهم في أمان وبدأوا برشق الحجارة وإشعال النار، وتصاعد الدخان الاسود. أحد المصورين شاهد إلقاء اسطوانة غاز إلى داخل النار، وكان الانفجار شديدا مثل العبوة الناسفة والحزام الناسف.

احتاجت الشرطة أول أمس إلى 1200 شرطي لحماية تفجير بيت «إبراهيم عكاري» الذي نفذ عملية دهس قتل فيها اثنان ـ جندي من حرس الحدود هو جدعان أسعد والشاب شالوم بعراني وأصاب 13 شخصا. عملية الدهس حدثت في خط القطار الخفيف في القدس في تشرين الثاني الماضي.

إن حجم وقوة أعداد رجال الشرطة كان له تأثير حيث مرت عملية التفجير بهدوء نسبي. والحافلات التي وصلت لإخلاء رجال الشرطة ناورت أمام الحافلات التي أحضرت الطلاب الفلسطينيين إلى بيوتهم. وعلى سيارات الشرطة من الخلف ظهرت صور دعاية وسُمعت بين الفينة والأخرى أصوات انفجارات: قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

مخيم شعفاط للاجئين هو السجن الأكبر في البلاد حيث يعيش هناك أكثر من 60 ألف شخص باكتظاظ مثل السردين في مباني متعددة الطوابق بدون أساسات، وشوارع بدون ظل، وهو محاط بجدار أسمنتي مرتفع وأبراج مراقبة. الخروج من المخيم يُسمح لمرة واحدة في اليوم، حيث أنه محصن أكثر من سجن أيلون. إن إهمال هذا المكان في القدس هو وصمة عار لـ(إسرائيل).

«محمد» وهو أحد سكان حي وادي الجوز، وله ميني ماركت في داخل المخيم. منذ 18 سنة يقوم بتشغيل حانوته ويقوم بفتحه الساعة 8 صباحا ويغلقه في الواحدة ليلا. في هذا الصباح لم يفتح حانوته لأنه بهذا كان سيعرض نفسه ومحله للخطر: «الوضع دائما كان صعبا، لكن في السنتين الأخيرتين أصبح أصعب بكثير»، قال. «لا يوجد سيد هنا، ولا توجد شرطة، لا توجد بلدية ولا يوجد أي شيء. السلاح متوفر بقدر ما تريد وكذلك المخدرات وكل واحد يتصرف كما يشاء».

وأضاف: «الأولاد يشاهدون الصور في الانترنت، في البداية المسجد الأقصى وبعد ذلك السكاكين، ويصابون بالهستيريا وليس أمامهم شيء آخر يفعلونه».

بعد خروج الشرطة فورا بدأت عملية إعمار المنزل. وقد رفع الشباب فوق الانقاض أعلام حماس الخضراء وقاموا بإخلاء الحجارة الحجر تلو الآخر ووعدوا أنه خلال يومين سيتم بناء بيت جديد هناك سيكون «فخر فلسطين».

6 مستويات من الغضب

لم يقم وزراء الحكومة في (إسرائيل) في أي يوم من الأيام بزيارة مخيم شعفاط للاجئين. فهناك حدود لما يمكن أن يقدموه للوطن. لكن ما يعرفه صاحب الحانوت، هم أيضا يعرفونه، أو بعضهم على الأقل. حملة «الأقصى في خطر» للحركة الإسلامية في (إسرائيل) هي المتفجرات.

يمكن تصوير خريطة الغضب في المستويات الجيولوجية المتراكمة فوق بعضها. 

المستوى الأول هو مظاهرات الأقصى؛ المستوى الثاني هو القول إنه لا توجد تغييرات على الأرض؛ الثالث هو قرار «أبو مازن» تقديم استقالته، الذي فتح الحرب في قيادة فتح حيث يضطر جميع المرشحين إلى التطرف في مواقفهم؛ الرابع هو اليأس من أداء السلطة الفلسطينية فهي لم تقدم أي انجازات حسب قول الشارع بل الفساد؛ الخامس هو نشوء جيل فلسطيني جديد من مئات آلاف الشباب المتعلمين العاطلين عن العمل، والذين يعمل معظمهم في أعمال عشوائية وغاضبون ولا يخشون من الكابتن روني من «الشاباك» ولا يحترمون «أبو مازن» وأجهزته والقيادة التقليدية، ويتمردون على العائلة ويقتنعون أن زمنهم قد حان؛ المستوى السادس هو الاحتكاك اليومي مع المستوطنين. الكراهية عميقة وأعمال العنف متبادلة: هؤلاء يرشقون الحجارة وأولئك يحرقون الأشجار.

ضباط في الجيش الإسرائيلي يُعزون أنفسهم بالعدد القليل الذي يشارك في المظاهرات، فطالما لم ينزل كل الجمهور إلى الميادين ونشطاء التنظيم لا يستخدمون السلاح، فإنه لا توجد انتفاضة. هذا برهان قديم، حيث أن الميدان قد انتقل منذ زمن من الشارع إلى الانترنت. أغلبية السكان يؤيدون العمليات ويقدسون المنفذين الشهداء. الكاريكاتور الذي تم نشره في الصحيفة الفلسطينية يصف بشكل جيد المسيح الجديد: سكين ملطخة بالدماء موضوعة على الطاولة ويد السكين هي رمز «الفيس بوك».

السلطة الفلسطينية تُسمي موجة العمليات الحالية «هبة» وحماس تسميها انتفاضة أو عصيان. والفرق ليس صدفيا: السلطة اختارت اسم يُبعد المسؤولية عنها، مثل الكارثة الطبيعية أو قوة عليا. فهي تريد استمرار العنف المتقطع، لكن دون أن يتصاعد. حماس في المقابل تتمتع من كل لحظة.

ليس جرفا وليس صامدا

عملية «الجرف الصامد» تم تسويقها للجمهور كإنجاز: دخلنا إلى قطاع غزة، قضينا على حماس وقاتلنا ببطولة وانتهينا بـ 73 قتيل فقط وحصلنا على فترة من الهدوء. الكتاب الذي نشره هذا الأسبوع عضو الكنيست عوفر شيلح (يوجد مستقبل) يُخصص لقتلى عملية الجرف الصامد. هذا ليس صدفة، فشيلح يقتنع أن العملية كانت الفشل العسكري الأكبر لإسرائيل في العقود الاخيرة، الفشل الذي يفوق فشل حرب يوم الغفران.

كتاب «الشجاعة إلى الأبد ـ سياسة إسرائيل الامنية» يلخص ما تعلمه «شيلح» من عمليتي تغطية إعلامية للأجهزة الامنية، ومما تعلمه كعضو في اللجان الثانوية الأكثر حساسية في لجنة الخارجية والامن. هذا الكتاب مهم ومحفز وصعب ـ بهذا الترتيب. مهم لأنه يشمل 120 توصية مفصلة لأحداث التغيير في طريقة عمل الأجهزة الامنية، والواجبات الملقاة على الكابنت ورئيس الحكومة وحتى مستوى الكتائب؛ وصعب لأنه لن يكون أي تغيير حقيقي. يأمل «شيلح» أن يُحدث هذا الكتاب نقاشا جماهيريا جديا. «هذا صراع مع طواحين الهواء ومطلوب من السياسيين دخوله»، قال لي في هذا الأسبوع.

يوجد في الكتاب قول مهم، حسب رأيي، وهو أن الرئيس المصري «أنور السادات» أصدر في 1 تشرين الاول 1973 أمرا سريا هو: «النقطة المركزية في نظرية الأمن الإسرائيلية هي إقناع مصر أنه لا فائدة من العداء مع (إسرائيل)، لذلك لا مناص من الحصول على شروطها .. سنقوم بعملية عسكرية حسب قدرتنا بهدف تكبيد الضحايا للعدو وأن استمرار احتلال أراضينا له ثمن كبير. النتيجة ستُمكن من إيجاد حل محترم للأزمة في الشرق الأوسط».

«في العادة يتحدثون في (إسرائيل) عن حرب يوم الغفران على أنها انتصار عسكري»، يقول شيلح. «عمليا السادات حقق الهدف الذي سعى إليه حيث أعاد ما تم أخذه من مصر في 1967».

من بين جميع الإخفاقات لماذا اختار بالتحديد «الجرف الصامد». «تحليلاتنا للفشل هي أن الأشخاص قد فشلوا. أنا أقول شيء أعمق وأخطر، حسب رأيي: الجرف الصامد هي مثال على الشرخ في نظرياتنا الأساسية. نحن نوجد أمام حماس وحزب الله، عدوين لا نقرأهما بشكل صحيح. الفرضية الإسرائيلية هي أن الحديث عن تنظيمات إرهابية على طريقة إضرب واهرب. ولأن إسرائيل لا تريد احتلال غزة، فإنها تطلق باتجاهها كميات كبيرة من القنابل بأثمان مخيفة لا أستطيع تفصيلها، ومن ثم تُفاجأ من أن حماس غير معنية بوقف إطلاق النار. هناك حلول أخرى سياسية وعسكرية لا تستدعي بالضرورة احتلال غزة».

«دافيد بن غوريون»، كما يقول «شيلح»، كان وزير الدفاع الأخير الذي وضع نظرية عسكرية لـ(إسرائيل)، وورثته تملصوا منها. «بوجي يعلون مثل أسلافه ليس الرئيس المدني لجهاز الأمن. وبدل من أن يُشكل جهاز الأمن من أعلى فهو يدافع عنه أمام الأجهزة المدنية».

سألت ما الذي تعتقده حول التغييرات التي يريد رئيس هيئة الأركان «آيزنكوت» إحداثها.

«آيزنكوت يفهم جيدا التغييرات المطلوبة». «لكن قسما كبيرا من ذلك ليس في يديه. فالسياسة في المناطق يتم تحديدها من المستوى السياسي، وأيضا الحسم أمام حماس وحزب الله. ليس هو الذي يقرر المبادرات السياسية التي يجب أن ترافق العمل العسكري. منذ اليوم الأول طُلب منه أن يكون في المكان الذي لا يوجد فيه أشخاص».

«عندما صدر تقرير لوكر قال آيزنكوت إن التقرير يفصل حجم الجيش الإسرائيلي ومدة الخدمة دون تحديد نظرية أمنية وطريقة تفعيل. هو على حق. يجب أن تكون نظرية شاملة، وهذا يستطيع فعله فقط رئيس الحكومة ووزير الدفاع».

قلت إن الجيش الإسرائيلي مقدس في نظر الجمهور.

«الجيش غالي علينا، ولا جدل في ذلك. نحن نكثر من القول إن الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأفضل، ولا نسأل أنفسنا اذا كان الجيش الإسرائيلي في شكله الحالي هو الجيش الأكثر ملاءمة».

  كلمات مفتاحية

(إسرائيل) الشاباك الانتفاضة فلسطين الاحتلال الجرف الصامد ثورة السكاكين حماس دوابشة

الأناضول: عام «الحصار» الأسوأ فلسطينيا بإغلاق مصر لمعبر رفح

منظمة إسرائيلية: الجنود المعتدون على فلسطينيين لا يحاسبون

(إسرائيل) تتجه لتبرئة المتهم الرئيسي بقتل الفتى «أبو خضير» حرقا

(إسرائيل) تعلق دور الاتحاد الأوروبي في عملية السلام مع الفلسطينيين

وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن توصل الشرطة لقتلة أسرة «دوابشة»