اتصالات ما قبل وقوع الكارثة.. بايدن وماكرون يبحثان مع بوتين الأزمة الأوكرانية

السبت 12 فبراير 2022 03:15 م

أجرى الرئيسان الأمريكي "جو بايدن" والروسي "فلاديمير بوتين"، السبت، اتصالا هاتفيا في مسعى لنزع فتيل الحرب التي تلوح بقوة في الأفق بين موسكو وكييف.

وقال البيت الأبيض، إن مكالمة "بايدن" مع "بوتين" بدأت عند الساعة 11:04 صباحا بتوقيت واشنطن (16:04 بتوقيت جرينتش)، واستغرقت ساعة كاملة.

وأوضح أن "بايدن" أخبر "بوتين" أنه إذا توغلت روسيا مجددا في أوكرانيا فإن الرد سيكون حاسما من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، حسب ما أفادة قناة "الحرة" الأمريكية.

فيما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مسؤول كبير في إدارة "بايدن" أن مكالمة الأخير مع الرئيس الروسي كانت "مهنية وموضوعية"، لكن "لم يكن هناك تغيير جوهري في الديناميكية التي تتكشف الآن منذ عدة أسابيع".

وقال المسؤول للصحفيين: "اتفق الرئيسان على أن فرقنا ستظل منخرطة في الأيام المقبلة. قد تقرر روسيا المضي قدمًا في العمل العسكري على أي حال. في الواقع، هذا احتمال واضح".

وأضاف: "نظل ملتزمين بالحفاظ على احتمالات وقف التصعيد من خلال الدبلوماسية حية. لكننا نتطلع أيضًا بوضوح إلى احتمالات ذلك، نظرًا للخطوات الواضحة بسهولة التي تتخذها روسيا على الأرض على مرأى من الجميع، أمام أعيننا مباشرة. إن مخاطر ذلك كبيرة للغاية بحيث لا نعطي روسيا كل فرصة لتجنب إجراء نعتقد أنه سيكون كارثيًا. وكالعادة نواصل السير في طريقين".

من جانبه، قال مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية "يوري أوشاكوف" إن "بوتين" استنكر، خلال الاتصال الهاتفي مع "بايدن"، "المعلومات المزيفة حول الغزو الروسي ضد أوكرانيا".

وأضاف "أوشاكوف"، في تصريحات صحفية، أن "بوتين" أبلغ نظيره الأمريكي أن "الغرب لا يمارس ضغطا كافيا على أوكرانيا لتنفيذ اتفاقيات مينسك".

وأشار "أوشاكوف" إلى أن "المحادثة استمرت أكثر من ساعة بقليل.. وجرت محادثة اليوم في جو من الهستيريا غير المسبوقة من قبل المسؤولين الأمريكيين حول الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا"، منوها بأن "المحادثة كانت متوازنة وعملية".

ولفت مساعد الرئيس الروسي إلى أن "الزعيمين اتفقا على مواصلة الاتصالات حول جميع القضايا التي تمت مناقشتها في المكالمة".

وقال "أوشاكوف" إن الرئيس الروسي أبلغ "بايدن" أن "الوكالات الحكومية الروسية انتهت من دراسة رد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على مقترحات روسيا بشأن الضمانات الأمنية"، مضيفا: "وسنقدم الرد لشركائنا والجمهور في المستقبل القريب".

اتصالات مكثفة

يأتي ذلك فيما تكثفت الاتصالات الهاتفية، السبت، بين قادة ومسؤولي الدول الكبري في مسعى لمنع نشوب حرب محتملة بين روسيا وأوكرانيا.

فقد أجرى "بوتين" ونظيره الفرنسي "إيمانويل ماكرون" مكالمة هاتفية، حسبما أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية "دميتري بيسكوف".

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر في القصر الإليزيه قوله إن المكالمة استغرقت ساعة و40 دقيقة، وتناولت "أفق خفض التوترات في الأزمة الحالية حول أوكرانيا".

وسبق أن أكد الكرملين أن "ماكرون" الذي زار موسكو مطلع الأسبوع الجاري سيتواصل مع الرئيس "بوتين" هاتفيا بعد اختتام مشاوراته مع الحكومة الأوكرانية والإدارة الأمريكية والحلفاء الأوروبيين.

من جانبه، أكد قصر الإليزيه أن "ماكرون" سيجري، السبت، سلسلة اتصالات هاتفية عقب المكالمة التي أجراها مع نظيره الروسي "فلاديمير بوتين" وسط التصعيد حول أوكرانيا.

وأكدت الرئاسة الفرنسية وفقا لوكالة "فرانس برس"، أن "ماكرون سيجري محادثات اليوم مع نظيريه الأمريكي جو بايدن والأوكراني فلاديمير زيلينسكي، والمستشار الألماني أولاف شولتس".

إلى ذلك، صرح البنتاجون أن وزير الدفاع الأمريكي ناقش مع نظيره الروسي هاتفيا حشد القوات الروسية "في القرم وحول أوكرانيا".

وبحسب البيان؛ تحدث وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن" مع نظيره الروسي "سيرجي شويجو"، وناقش معه حشد القوات الروسية في شبه جزيرة القرم وحول أوكرانيا.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أنه "في 12 فبراير/شباط 2022 أُجريت مكالمة هاتفية بين وزير دفاع الروسي سيرجي شويجو والأمريكي لويد أوستن، بحثا خلالها القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك".

أيضا، أجرى "بلينكن" اتصالا هاتفيا مع نظيرته البريطانية "ليز تروس" حول الأزمة الأوكرانية.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، أن "بلينكن وتروس ناقشا "ضرورة استمرار الجهود الدولية للانخراط في حوار هادف مع روسيا حول المخاوف الأمنية المتبادلة، بما قد يؤدي إلى حل دبلوماسي".

وأضافت الوزارة: أن "بلينكن وتروس تحدثا حول المخاوف المشتركة والشديدة بشأن احتمالات شن روسيا عدوانا عسكريا ضد أوكرانيا خلال الأيام المقبلة".

وتابعت: "شدد الوزير الأمريكي على أهمية العمل مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي والشركاء الأوروبيين لفرض عواقب سريعة ووخيمة على روسيا ردًا على أي عدوان عسكري منها على أوكرانيا".

ومع تزايد أجواء الحرب، دعت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج والاتحاد الأوروبي واليابان وإسرائيل رعاياهم وموظفيهم غير الأساسيين لمغادرة أوكرانيا.

وهددت واشنطن مؤخرا بالرد بشكل "حاسم وسريع وقاس" على روسيا في حال شنت هجوما على أوكرانيا.

وحشدت روسيا عشرات آلاف من قواتها على الحدود الأوكرانية استعدادا لغزو محتمل تعتبره الولايات المتحدة وشيكا، وهو ما تنفيه روسيا.

وفشلت محادثات كثيفة في الأيام الأخيرة في إحراز تقدّم نحو حلّ لهذه الأزمة التي يصفها الغربيون بأنها الأخطر منذ نهاية الحرب الباردة قبل 3 عقود.

وتنفي موسكو التي ضمت شبه جزيرة القرم عام 2014 تحضيرها لغزو أوكرانيا، لكنها تشترط خفض التصعيد بمتطلبات أبرزها ضمان عدم قبول عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي، وهو طلب رفضه الغربيون.

وفيما يخيّم شبح الحرب على أوروبا، يواصل قادة القارة العجوز جهودهم الدبلوماسية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أوكرانيا التوتر الروسي الأوكراني روسيا بوتين ماكرون

بين الفرص والمخاطر.. كيف ستؤثر أزمة أوكرانيا على دول الخليج؟

إدارة بايدن بين تراجع كبير أو أزمة أكبر: تبدل أجواء واشنطن بشأن أوكرانيا

بوتين يعقد اجتماعات مغلقة مع وزيري الخارجية والدفاع.. وهذا ما ناقشوه

بايدن يعيد المخاوف: هجوم روسيا على أوكرانيا لا يزال ممكنا جدا