دعوات عالمية وحقوقية لوقف إعدام السعودية للشاعر الفلسطيني «أشرف فياض»

الأحد 6 ديسمبر 2015 06:12 ص

انضمت العديد من الصحف ومواقع الإنترنت الغربية إلى عدد من المنظمات الحقوقية التي تطالب بوقف تنفيذ حكم الإعدام الذي أصدرته المملكة العربية السعودية بحق الشاعر الفلسطيني «أشرف فياض» بسبب قصائد شعرية نشرها في كتاب قبل سنوات، مستنكرة فكرة مصادرة حياة شخص وإعدامه كعقوبة له على قصيدة شعر كتبها قبل أعوام.

وأفردت العديد من الصحف الغربية والمواقع الأجنبية مساحات واسعة لاستعراض قضية «فياض» الذي ينتظر تنفيذ حكم الإعدام بحقه.

وينتمي «فياض» إلى عائلة تعيش في جنوب السعودية منذ نحو خمسة عقود، وأصوله تعود إلى قطاع غزة الذي ما زالت عائلته تعيش فيه، فيما تداولت العديد من مواقع الأخبار والصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي خبرا يتحدث عن وفاة والده قبل أيام حزنا على ابنه الذي يواجه احتمال الموت في أية لحظة.

من جانبها، أطلقت «منظمة العفو الدولية» حملة لجمع التوقيعات على الإنترنت من أجل الضغط على السلطات السعودية من أجل وقف تنفيذ الحكم وإلغائه بشكل نهائي وإطلاق سراح «فياض»، وجمعت آلاف التوقيعات على الإنترنت من مؤيدين للشاعر.

وقالت المنظمة إن الشاعر البالغ من العمر 35 عاما صدر بحقه في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حكما قضائيا في مدينة أبها السعودية يقضي بإعدامه بسبب أنه «مرتد عن الإسلام»، فيما تشير المنظمة إلى أن «فياض» معتقل منذ الأول من يناير/كانون الثاني العام الماضي على ذمة القضية المشار إليها، رغم أنه كان قد اعتقل في أغسطس/آب من العام 2013 ثم أخلي سبيله لاحقا.

وأفردت صحيفة «التايمز» البريطانية مساحة واسعة لقضية «فياض» خلال الأيام الماضية، حيث قالت إنه واحد من بين خمسين شخصا يواجهون أحكاما بالإعدام في السعودية، وقد يتم تنفيذها في أية لحظة، فيما نقلت الصحيفة عن عائلة الشاب استغاثتها بالعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» من أجل التدخل لإلغاء الحكم الصادر بحقه.

وقالت شقيقة الشاعر وهي محاضرة جامعية في بلدة بيت حانون في قطاع غزة: «أناشد الملك سلمان بن عبدالعزيز أن يصدر عفوا عن شقيقي، كما أناشد وزير العدل ووزير الداخلية إعادة النظر في القضية»، مضيفة: «نحن لسنا ملحدين، بل مسلمون ونؤمن بالله».

وكان «فياض» قد مثل المملكة العربية السعودية في العديد من المناسبات الدولية الثقافية وحصل على جوائز فيها، ومن بينها مهرجان أقيم في مدينة فينيسيا الإيطالية، وآخر أقيم في مدينة جدة الساحلية السعودية، إلا أن «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» قامت باعتقاله في المرتين بناء على شكوى تقدم بها مواطن سعودي ضده، وقد أخلي سبيله في المرة الأولى بعد أن وجدت الهيئة أن ما كتبه لا يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي، لكنها عادت في المرة الثانية ووجهت له الاتهامات وأحالته إلى المحكمة.

من جهتهم قال أصدقاء «فياض» إن الشكوى التي تم التقدم بها كانت «كيدية» وإن صاحب الشكوى كان على خلاف معه بسبب مباراة لكرة القدم كانا يشاهدانها سويا على المقهى، بحسب ما أوردت إحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

ونشر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني صورة للشاعر مع والده الذي تقول بعض الأخبار إنه فارق الحياة متأثرا بتدهور صحته الذي تلى حزنه على ابنه، حيث قال الموقع إن الحكم الصادر باعدام «فياض» ليس سوى واحد من بين 150 حكما بالإعدام صدرت في السعودية خلال العام الجاري، وهو الرقم الأعلى في المملكة منذ أكثر من 20 عاما.

وأشار الموقع إلى أن أغلب أحكام الإعدام في السعودية يتم تنفيذها بقطع الرأس بواسطة السيف في مكان عام، فيما تمنع السلطات السعودية التقاط أي صور لتنفيذ أحكام الإعدام، رغم أن بعض النشطاء تمكنوا من التقاط صور نادرة وقليلة لتنفيذ عمليات إعدام، سواء بقطع الرأس أو بالرجم.

وأفرد موقع «هافنغتون بوست» العالمي تقريرا عن «فياض»، لافتا إلى الجدل الواسع بشأن الحكم على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث انشغل الناشطون حتى من غير العرب بالمطالبة بإطلاق سراح «فياض» وإسقاط التهم الموجهة إليه وعدم تنفيذ أية عقوبة بحقه.

وازدحمت شبكات التواصل الاجتماعي بالتعليقات التي تطالب بإطلاق سراحه وإسقاط التهم والعقوبة عنه، حيث كتبت «منى كريم» على «تويتر»: «أشرف لم يكن رسولا للإلحاد، إنه كتب قصيدته وأنجز فنه، لكن بسبب كونه واحدا من بين ملايين المغتربين المعرضين للخطر في السعودية، فقد تم استهدافه من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية)».

وأضافت في تغريدة أخرى بالإنكليزية: «أرجوكم ساعدوا أشرف، لا تدعوهم يقتلون القصيدة، خاصة وأنه شخص قال لكم أنه لا يقوم بتحدي وانتهاك التعاليم الدينية».

وأطلق الناشطون على «تويتر» وسما بالإنكليزية (FreeAshraf#) نشروا عليه العديد من التعليقات المطالبة بالضغط على السعودية من أجل إطلاق سراح الشاعر «فياض».
وكتب أحد الناشطين: «السعودية صديقة الدول الغربية الديمقراطية سوف تعدم الشاعر أشرف فياض بسبب قصيدة».

يذكر أن «أشرف فياض» شاعر وفنان تشكيلي فلسطيني الجنسية ولد بالسعودية عام 1980، وله مشاركات في معارض فنية دولية، واعتقلته السلطات السعودية للمرة الأولى في أغسطس/آب عام 2013 وأفرجت عنه لاحقا، ثم أعيد اعتقاله في يناير/كانون الثاني 2014 حيث حكم عليه بالسجن 4 سنوات و800 جلدة ثم تم استئناف الحكم ليصدر القضاء حكما بإعدامه بتهمة الردة.

  كلمات مفتاحية

السعودية الإعدام الجلد الملك سلمان أشرف فياض منظمة العفو الدولية

بيان أممي يطالب السعودية بالعدول عن إعدام شاعر فلسطيني مدان بـ«الردة»

انتقادات حقوقية لحكم إعدام شاعر فلسطيني بتهمة الردة في السعودية

السعودية.. عريضة تضامن مع الشاعر الفلسطيني «أشرف فياض» المحكوم بالإعدام

السعودية.. حكم بإعدام شاعر فلسطيني بتهمة «الترويج لأفكار إلحادية»

في مسألة «أشرف فياض»

«رايتس ووتش» تطالب السعودية بوقف ملاحقة المعارضين والإفراج عن المعتقلين

121 أمسية بـ43 دولة تضامنا مع الشاعر المحكوم بالإعدام في السعودية «أشرف فياض»

«رايتس ووتش»: إصلاحات حقوقية محدودة بعد عام من حكم الملك «سلمان»

محكمة سعودية تخفف حكم إعدام الشاعر «أشرف فياض» إلى الحبس والجلد

مسجون منذ 2014.. السعودية تطلق سراح شاعر فلسطيني أدين بالردة