السعودية.. عريضة تضامن مع الشاعر الفلسطيني «أشرف فياض» المحكوم بالإعدام

الاثنين 23 نوفمبر 2015 03:11 ص

أثار الحكم الصادر عن محكمة سعودية مؤخرا بإعدام الشاعر الفلسطيني «أشرف فياض» بتهمة الترويج لأفكار إلحادية من خلال ديوان شعري له، أثار ردود فعل واسعة بين الكتاب والمثقفين.

وأطلقت مجموعة من المثقفين عريضة بعنوان «بيان للمثقفين العرب ضد محاكمة الشاعر أشرف فياض»، دعت الكتاب والمثقفين العرب إلى التوقيع عليها حتى 25 نوفمبر/تشرين ثان الجاري، وفقا لوكالة لـ«رويترز».

وجاء في نص العريضة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي: «نحن الموقعون أدناه كتابا وفنانين وإعلاميين وأكاديميين نرفض بشدة محاكمة الشاعر الفلسطيني أشرف فياض بسبب نشر ديوان شعر، والحكم عليه بالإعدام في المملكة العربية السعودية».

وجاء فيها أيضا «أن هذه النظرة الضيقة للأدب والإبداع تعزز من الظلامية الفكرية ولا تساهم في تعزيز بناء مشهد ثقافي حضاري».

وقال قائمون على العريضة إن عدد الموقعين عليها حتى مساء اليوم وصل إلى ما يقارب 2000 بينهم عدد من الكتاب والأدباء والشعراء والفنانين العرب.

وقال الكاتب والروائي الفلسطيني «محمود شقير»، أحد الموقعين على العريضة ضد الحكم على «فياض»، «هذا موقف غير معقول في القرن الواحد والعشرين، إنسان صاحب موقف وصاحب فكر وصاحب رؤية، حر في رؤيته وأنت رد على الفكرة بفكرة وليس إعدام وقتل وذبح، هذا زمن العصور الوسطى زمن الجاهلية».

واستعرض «شقير» ما حدث مع الكتاب المصري «إسماعيل أدهم» في ثلاثينيات القرن العشرين عندما كتب كتاب «لماذا أنا ملحد» ونشره، قائلا: «علماء الأزهر ردوا عليه بالفكر وليس بالإعدام والتكفير والقتل، هذا مرفوض تماما أن يعدم شاعر بسبب وجهة نظره على اجتهاد حتى لو كان اجتهاده خاطئا يمكن أن يناقش».

وشبه الشاعر الفلسطيني «زكريا محمد» الحكم بالإعدام على الشاعر أشرف فياض بما تقوم به التنظيمات المتطرفة، وأضاف: «سأوقع على العريضة ومن غير المقبول أن يحكم بالإعدام على إنسان لرأيه».

أما الكاتب والناقد الفلسطيني «حسن خضر» فقد وصف التهم الموجهة إلى «فياض» بأنها تستند إلى تأويل، مضيفا أن «أشرف فياض اتهم بالإلحاد وهذه تهمة مؤولة، بمعنى أنه تولى أشخاص من الجهاز القضائي أو غيره الذين نحن غير متأكدين من مدى كفاءة هؤلاء بالمعنى القضائي أو الأدبي في فهم النصوص، هم تولوا تأويل هذه النصوص للتدليل على أن هذا الشخص ملحد وبالتالي لتبرير الحكم بإعدامه، وهذا انتهاك صارخ لأصول المحاكمات العادلة من ناحية ولعملية الكتابة الإبداعية من ناحية أخرى».

اتحاد الكتاب الفلسطيني يحتج

من جانبه احتج «اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطيني» على الحكم، وبعث رسالة إلى الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب «محمد سلماوي»، طالبه فيها بالتدخل لدى الجهات ذات العلاقة في السعودية «لمنع تنفيذ الحكم والبحث عن طرق بديلة، لمعالجة هذا الأمر بما يؤدي إلى إطلاق سراح الشاعر».

وجاء في الرسالة أن حكم الإعدام بحق الشاعر «يناهض دعوتنا ككتاب بأن الكلمة لا يرد عليها إلا بالكلمة، والفكر بالفكر».

وقال الشاعر «مراد السوداني»، رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، إنه وقع على العريضة التي تدعو إلى إطلاق سراح فياض وأنه على اتصال بالسفير الفلسطيني في السعودية الذي يتابع الموضوع على أعلى المستويات.

وأوضح «من غير المقبول الحجر على كاتب بحجة تفسير النصوص، النص دائما والنص الشعري تحديدا حمال أوجه وبالتالي نحن نرى أن إطلاق سراح أشرف فياض هو واجب على كل المسؤولين، لا بديل عن الفكر إلا بالفكر المستنير».

وأضاف «نحن نثق بالقضاء السعودي أنه سيصل إلى لحظة الحقيقة ويكشف أن أشرف من حقه أن يكتب وليس هنالك ما يجعله رهين هذا السجن لقاء ما كتب».

واحتجزت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر «فياض» في مدينة أبها في جنوب غرب السعودية عام 2013 ثم أعيد إلقاء القبض عليه وحوكم أوائل عام 2014.

وقال «آدم كوجل»، الباحث بمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، يوم الجمعة إن محكمة سعودية أصدرت حكما بالإعدام على الشاعر الفلسطيني «أشرف فياض» بتهمة الترويج لأفكار إلحادية وسب الذات الإلهية.

وتابع «كوجل» الباحث المختص بشؤون الشرق الأوسط في المنظمة أن الحكم الصادر في ذلك الوقت كان السجن أربع سنوات والجلد 800 جلدة لكن بعد الاستئناف أصدر قاض آخرحكما بالإعدام.

وأضاف «اطلعت على حيثيات حكم المحكمة الأدنى درجة عام 2014 وعلى حكم آخر بتاريخ 17 نوفمبر/تشرين الثاني من الواضح جدا أنه صدر عليه حكم بالاعدام بتهمة الترويج لأفكار إلحادية».

واستندت إدانة «فياض» إلى أقوال شاهد إثبات قال إنه سمعه يسب الله والرسول والسعودية كما استندت إلى ما ورد في ديوان له صدر منذ سنوات، وأحيلت القضية إلى محكمة استئناف أعادتها إلى محكمة أدنى حيث شدد القاضي العقوبة في 17 نوفمبر/تشرين الثاني إلى الإعدام.

وقال القاضي إن شهادة الشهود الذين ساقهم الدفاع وتحدوا شاهد الاثبات الذي جاء به الادعاء لا يعتد بها.

والد «فياض» قال إن اعتقال ولده جاء بسبب خلافه مع أحد مرتادي مقهى بعد مشادة على مباراة لكرة القدم ، هدده فيها بالترحيل من المملكة إلى غزة، وبالفعل تم اعتقاله في اليوم ذاته.

يذكر أن في يناير/ كانون الثاني الماضي جلد الكاتب الليبرالي «رائف بدوي» 50 جلدة بعد أن صدر عليه حكم بالسجن عشر سنوات والضرب ألف جلدة لإدانته بالإساءة للدين الإسلامي العام الماضي مما قوبل بانتقادات دولية. ولا يزال بدوي محتجزا لكن دبلوماسيين رجحوا أنه لن يجلد مرة أخرى.

وتتعرض المملكة العربية السعودية لانتقادات حقوقية متعددة، وفي ظل هذه الانتقادات الغربية بانتهاك حقوق الإنسان في السعودية، لكن مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير «فيصل بن حسن طراد» رد عليها مؤخرا بأن المملكة تحرص على الالتزام بالعهود الدولية والمبادئ التي أقرتها الأمم المتحدة.

  كلمات مفتاحية

فلسطين السعودية الإلحاد سب الذات الإلهية الإعدام شاعر فلسطيني هيئة الأمر بالمعروف إعدام

السعودية.. حكم بإعدام شاعر فلسطيني بتهمة «الترويج لأفكار إلحادية»

زوجة «رائف بدوي» تناشد العاهل السعودي إطلاق سراحه

المدون السعودي «رائف بدوي» لم يُجلد الجمعة كما كان مقررا

الاتحاد الأوروبي يدعو السعودية إلى وقف جلد المدون «رائف بدوي»

السعودية ”تستهجن“ الانتقادات الدولية لحكم جلد «رائف بدوي» وتؤكد استقلال قضائها

نشطاء «تويتر» يفتحون النار على كاتب ليبرالي وصف القضاء السعودي بـ«الداعشي»

«العدل السعودية» تهدد بمقاضاة كل من يطعن في أحكام القضاء

بيان أممي يطالب السعودية بالعدول عن إعدام شاعر فلسطيني مدان بـ«الردة»

دعوات عالمية وحقوقية لوقف إعدام السعودية للشاعر الفلسطيني «أشرف فياض»

في مسألة «أشرف فياض»

«رايتس ووتش» تطالب السعودية بوقف ملاحقة المعارضين والإفراج عن المعتقلين

121 أمسية بـ43 دولة تضامنا مع الشاعر المحكوم بالإعدام في السعودية «أشرف فياض»

محكمة سعودية تخفف حكم إعدام الشاعر «أشرف فياض» إلى الحبس والجلد