هددت وزارة العدل السعودية بمقاضاة كل من يطعن في أحكام القضاة أو يشكك فيها، معتبرة ذلك تشكيك بعدالة المملكة ونظامها القضائي المرتكز على الشريعة الإسلامية.
وأكد مصدر بوزارة العدل بأن الوزارة والمجلس الأعلى للقضاء بحسب الصلاحيات والمسؤوليات الموكلة إليهما في العمل على ضمان استقلال القضاء وحسن سير العدالة سيتخذان كافة الإجراءات اللازمة والحازمة لضمان هذا الاستقلال وعدم التأثير على القضاء أو الإساءة إليه.
وبين المصدر بأن «قضاء المملكة يطبق أحكام الشريعة الإسلامية وفق معايير عدلية دقيقة وضمانات قضائية كفلتها أحكام الشريعة الإسلامية وأنظمة المملكة المرعية، والتشكيك بعدالة الأحكام الصادرة عن المحاكم هو تشكيك بعدالة المملكة ونظامها القضائي المرتكز على الشريعة الإسلامية التي كفلت الحقوق وضمنت كرامة الإنسان».
وأوضح أن «الأحكام القضائية الابتدائية تخضع للتدقيق من محاكم الدرجة الأعلى، وتخضع مثل هذه الأحكام للتدقيق من قبل 13 قاضياً، ولا تصدر الأحكام الخاصة بالقتل والحدود إلا بعد تصديقها من قبل المحكمة العليا بعد مرورها بدرجات التقاضي جميعها.
كاتب سعودي يصف القضاء بـ«الداعشي»
ويأتي تصريح وزارة العدل الأخير بعد جدل واسع أثاره الكاتب السعودي «منصور النقيدان» عقب وصفه أحد الأحكام الصادرة من القضاء السعودي بالحكم «الداعشي»، إثر حكم ابتدائي صدر من المحكمة العامة بأبها يقضي بالقتل حداً للردة على الشاعر الفلسطيني «أشرف فياض».
انتقاد الكاتب السعودي، دفع أحد المصادر بالوزارة للتأكيد بأنها تتجه لاتخاذ إجراءات لمحاكمته، بتهمة إهانة القضاء السعودي والتشكيك في نزاهته.
وكان نشطاء التواصل الاجتماعي قد شنوا هجوما واسعا على «النقيدان»، ودشنوا وسما بعنوان «النقيدان يتهم القضاء السعودي بالدعشنة»، عبروا فيه عن غضبهم من تعليق الكاتب السعودي على الحكم وطالبوا بمحاكمته، حيث كتب أستاذ التفسير بجامعة الملك سعود، «محسن المطيري»: «صاحب دين الإنسانية الرجس لا يستغرب منه الهجوم على القضاء الشرعي فهو يراه من العصور الوسطى المظلمة». (طالع المزيد)
يذكر أن تفاصيل الحكم على «فياض» جاء فيها أنه أدين بالإلحاد وقيامه بسب الذات الإلهية وسب الرسول عليه الصلاة والسلام ونشر الإلحاد والدعوة له بين أوساط الشباب في الأماكن العامة والاستهزاء بآيات الله والأنبياء عليهم السلام وتكذيب القرآن الكريم وإنكار البعث والحشر والاعتراض على القضاء والقدر، وذلك من خلال «كتاب شعري» من تأليفه، ونقاشاته مع عدد من الشباب في مقهى بأبها.
بينما قال والد «فياض» إن اعتقال ولده جاء بسبب خلافه مع أحد مرتادي مقهى بعد مشادة على مباراة لكرة القدم ، هدده فيها بالترحيل من المملكة إلى غزة، وبالفعل تم اعتقاله في اليوم ذاته.