مركز إسرائيلي: الأزمة في أوكرانيا ستضرب الاستقرار بدول عربية مركزية بينها مصر

الخميس 24 فبراير 2022 01:49 م

حذر مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (حكومي)، مساء الأربعاء، من أن الأزمة في أوكرانيا ستهدد الاستقرار في دول عربية مركزية بينها مصر والأردن وليبيا.

جاء ذلك في مقال مشترك لـ3 باحثين في المركز، هم: "إلداد شافيط"، و"أودي ديكل"، و"عينات كورتس"، وذلك قبيل اندلاع الحرب بساعات قليلة.

وقال الباحثون إنه للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، يتحضّر النظام الدولي لإمكان شنّ روسيا معركة واسعة النطاق في أوروبا، مع الاستعداد للدخول في مواجهة مع الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة.

واعتبروا أنه من الواضح أن دول الشرق الأوسط، وبينها إسرائيل، تهمها المحافظة على الوقوف على الحياد بقدر الممكن، والامتناع عن الحاجة إلى اتخاذ موقف من النزاع في أوروبا الشرقية واختيار طرف.

وأضافوا: "اضطرت إسرائيل إلى دعوة مواطنيها إلى مغادرة أوكرانيا كي لا تحتجزهم الحرب -إذا نشبت- وتعرّضت لإدانة من سلطات كييف، بعد أن نُشر أنها طلبت من روسيا المساعدة في إخراج المواطنين الإسرائيليين من أوكرانيا. بالنسبة إلى إسرائيل، التداعيات الأساسية للأزمة تتركز على 3 مستويات: على المستوى العالمي، وعلى مستوى الساحة الإقليمية، وعلى جارتها الأقرب- الساحة الشمالية".

ورأوا أنه "كلما طالت الأزمة وتعقدت، من المتوقع أن يطلب الرئيس بايدن والإدارة الأمريكية، المهتمة بترسيخ وتأكيد المكانة الرائدة للولايات المتحدة في النظام الدولي، اختيار طرف بصورة علنية والدعم الصارم والمشاركة في الضغوط التي ستُمارَس على روسيا، والانصياع لمجمل العقوبات المفروضة عليها"، وفق صحيفة "القدس العربي".

وفي مثل هذه الظروف، وفق الباحثين، "من الصعب جداً أن تكون الإدارة الأمريكية مستعدة للإصغاء، وأن تتفهم محاولات إسرائيل التوضيح والادعاء أن المصالح الإسرائيلية تفرض عليها المحافظة على قنوات مفتوحة مع موسكو".

وأشار الباحثون إلى أن "الأزمة في أوروبا الشرقية يمكن أن تؤكد للولايات المتحدة أهمية المنطقة كمزود بالطاقة بدلاً من روسيا. مرجحين أنها تتوقع رؤية خطوات في هذا الاتجاه. وبرأيهم برز سعيها لإيجاد بديل في مسألة الطاقة حيال قطر التي اعتُبرت، خلال الزيارة التي قام بها الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني إلى واشنطن مؤخراً، حليفة مهمة غير عضو في حلف الناتو".

وأضافوا: "توجهت الإدارة الأمريكية بطلب مشابه إلى السعودية، استُقبل حتى الآن ببرود، لكن من المعقول، لاحقاً، أن يلبّي السعوديون الطلبات الموجهة إليهم، والمتعلقة بسوق الطاقة، من أجل تحسين علاقاتهم مع الإدارة الأمريكية، وأحد بدائل تزوُّد أوروبا بالغاز الروسي هو حقول الغاز في البحر الأبيض المتوسط، المشتركة بين مصر وقبرص وإسرائيل".

وسيكون من الصعب على مصر وإسرائيل رفض طلب الولايات المتحدة تزويد أوروبا بالغاز والمساعدة في وقف التزود بالغاز الروسي، وفق الباحثين.

ولفتوا إلى أنه "كنتيجة غير مباشرة للأزمة بين روسيا ودول الناتو، من المحتمل أن يتزعزع استقرار سوريا ولبنان وليبيا والعراق، كما تزداد المخاوف أيضاً على استقرار الأردن ومصر".

إذ حذر الباحثون الإسرائيليون من تبعات مباشرة للأزمة في شرق أوروبا على استقرار جزء من دول الشرق الأوسط في الأساس؛ بسبب اعتماد هذه الدول إلى حد كبير على التزود بالمحاصيل الزراعية عموماً، وبالقمح خصوصاً، من أوكرانيا وروسيا. على سبيل المثال، مصر هي إحدى أكبر الدول المستوردة للقمح في العالم، وهي تشتري معظم محاصيلها من روسيا وأوكرانيا.

وبالإضافة للجانب الاقتصادي ينوهون لارتفاع تكاليف الطاقة والنقل والمواصلات، ويدعون للأخذ بالحسبان أن هذه المشكلات، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها دول كثيرة في المنطقة الناجمة عن الزيادة الديموغرافية وحجم البطالة العالي، في الأساس وسط جيل الشباب، وتأثيرات التغيرات المناخية، كل ذلك سيجعل من الصعب جداً على هذه الدول الحؤول دون تدهور الوضع.

وطبقا للباحثين، فإنه في مثل هذا الواقع، ستزداد احتمالات أن تواجه أنظمة المنطقة صعوداً في الاحتجاج الشعبي من جديد، وستعجز عن تلبية المطالب الشعبية، ويعتبرون أن الدول التي من المحتمل أن يتزعزع استقرارها كنتيجة غير مباشرة للأزمة بين روسيا ودول الناتو، هي الدول الأضعف في المنطقة: سوريا ولبنان وليبيا والعراق، مثلما تزداد المخاوف أيضاً على استقرار الأردن ومصر.

واقتحمت قوات برية روسية، الخميس، الحدود الأوكرانية من عدة جهات، بعد ساعات من أمر الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، ببدء عملية عسكرية في أوكرانيا، وطلبه من الجنود الأوكرانيين إلقاء السلاح فورا.

فيما رد الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، بالقول في بيان مقتضب: "سنرد وحلفاؤنا بشكل موحد وحازم بعد إعلان روسيا عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا".

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر سوريا الأردن روسيا الغزو الروسي لأوكرانيا أوكرانيا