بروكينجز: أوكرانيا قد تتحول إلى "أفغانستان ثانية" لبوتين

السبت 26 فبراير 2022 11:34 ص

توقع الخبير في الشؤون الخارجية والمحلل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "بروس ريدل" أن تكون أوكرانيا "أفغانستان ثانية" للرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، في إشارة إلى الهزيمة التي لحقت بروسيا في أفغانستان وتسببت في تفكك حلف وارسو، ومن ثم تفكك اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية.

وذكر "ريدل"، في تحليل نشره بالموقع الرسمي لمؤسسة "بروكينجز" البحثية (مقرها واشنطن)، أن روسيا قد تواجه مقاومة أوكرانية كبيرة مشابهة لما واجهته في أفغانستان، ما يعيد إلى الأذهان "أعظم كارثة جيوسياسية في هذا القرن" حسب توصيف الرئيس الروسي "فلاديمر بوتن" نفسه لتفكك حلف وارسو.

وأضاف أن "الشعب الأفغاني دفع ثمنا باهضا للحرب، إذ قتل ما لا يقل عن مليون أفغاني، وفر 5 ملايين لاجئ إلى باكستان وإيران، لكنهم انتصروا في النهاية".

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق "جيمي كارتر" حشد بسرعة تحالفًا استراتيجيًا لمحاربة الروس، وفي غضون أسبوعين أقنع الزعيم الباكستاني "ضياء الحق" بدعم المجاهدين الأفغان، على أن تمول الولايات المتحدة والسعودية المقاومة بشكل مشترك.

ولفت "ريدل"، في تحليله، إلى أن استراتيجية الولايات المتحدة لم تعتمد على نشر أي ضابط من وكالة المخابرات المركزية CIA في حرب أفغانستان الباردة، فيما أرسلت المخابرات البريطانية ضباطًا إلى هناك لتسليم أسلحة إلى المقاومين وتدريبهم.

وقامت المخابرات الباكستانية بكل ما تبقى من المهمة، حيث دربت وقادت المجاهدين في المعركة من حين لآخر، بحسب "ريدل".

ونوه المحلل الأمريكي إلى أن كلفة هكذا استراتيجية، بالنسبة لواشنطن والرياض، لم تكن كبيرة، مستشهدا بتصريح لرئيس المخابرات السعودية الأسبق، الأمير "تركي الفيصل"، قال فيه إن السعوديين أنفقوا 2.7 مليار دولار لدعم الأفغان.

ولفت "ريدل" إلى أن السوفييت لم يتمكنوا من إرسال عدد كاف من الجنود لهزيمة المقاومين، كما لم يتمكنوا من تجنيد عدد كافٍ من الأفغان للقتال معهم.

ويطرح القياس على الحالة الأفغانية أسئلة مهمة بشأن الحرب الجديدة في أوكرانيا، حسبما يرى المحلل الأمريكي، على رأسها: ما مقدار الدعم الذي ستقدمه الولايات المتحدة والناتو؟ هل تشعل المقاومة الأوكرانية صراعا أوسع، وهل يمكن احتواؤها؟ وهل الأوكرانيون مستعدون لدفع الثمن؟

وخلص "ريدل" إلى أن "غزو أوكرانيا قد يكون كارثة جيوسياسية أخرى لروسيا، ولكن فقط إذا حظيت المقاومة الأوكرانية بالمساعدة".

وكانت روسيا قد شنت غزوًا واسع النطاق لأوكرانيا الخميس الماضي، وشنت غارات جوية على مدن وقواعد عسكرية وأرسلت قوات ودبابات من اتجاهات متعددة في خطوة يمكن أن تعيد كتابة المشهد الجيوسياسي للعالم.

وتجاهل "بوتين" الإدانات العالمية والعقوبات الجديدة المتتالية عندما أطلق العنان لأكبر حرب برية في أوروبا منذ عقود، وأشار بشكل مخيف إلى ترسانة بلاده النووية. وهدد أي دولة تحاول التدخل بـ"عواقب لم ترها من قبل".

وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" فرض عقوبات جديدة على روسيا، قائلا إن بوتين "اختار هذه الحرب" وإن بلاده ستتحمل عواقب تصرفاته.

وأشار "بايدن" إلى أن العقوبات ستستهدف البنوك الروسية والشركات التي تسيطر عليها الدولة وقطاعات التكنولوجيا الفائقة.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

بوتين أوكرانيا روسيا أفغانستان بروس ريدل بروكينجز

المستشار الألماني: بوتين يحاول إحياء الإمبراطورية الروسية وفرض نظام عالمي جديد

تهديد بوتين بالردع النووي يثير غضبا دوليا واسعا