كشفت تحقيقات داخلية بشركة الاتصالات العملاقة "إريكسون" أن الشركة تورطت في مخالفات تتمثل في دفع "رشى وعمولات" خلال عملها في 10 دول، بينها العراق والبحرين والكويت.
وذكرت صحيفة "الجارديان" أن إجراء التحقيقات جاء على خلفية نشر تقارير مسربة إلى الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، تثبت أن "إريكسون" قد تكون دفعت رشى لـ"تنظيم الدولة" في العراق من أجل مواصلة بيع خدماتها بعد أن سيطر المسلحون على أجزاء كبيرة من البلاد بين عامي 2011 و2019.
وتم سداد هذه الرشى من خلال صندوق يديره متعاقدون يعملون في الشركة، وفقا للمحققين، الذين أشاروا إلى "أدلة، بينها رسائل بريد إلكتروني، تشير إلى تجاوز غير قانوني للجمارك والمرور عبر المناطق التي سيطر عليها التنظيم في العراق".
لكن المحققين أكدوا أنه لا يوجد دليل على تورط موظفي إريكسون بشكل مباشر في أي مدفوعات لـ"تنظيم الدولة".
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن التحقيقات أثبتت تورط الشركة في جرائم "احتيال واختلاس" واستخدام طرق التهريب لتجاوز سلطات الجمارك العراقية الرسمية، مشيرة إلى أن هكذا نتائج تؤشر إلى وجود نمط لمخالفات إريكسون أوسع بكثير مما اعترفت به عملاق الاتصالات علنًا في عام 2019، عندما أبرمت تسوية بقيمة مليار دولار مع وزارة العدل الأمريكية.
وبلغت قيمة المدفوعات المشبوهة في العراق للشركة نحو 37 مليون دولار، بالإضافة إلى إعطاء المسؤولين هدايا وإجازات، بحسب الوثائق المسربة.
وقبل أسبوعين، انخفض سعر سهم إريكسون بنسبة 14% عندما نشرت وسائل إعلامية تقارير سرية عن تحقيقات داخل الشركة، وأصدرت بيانًا عامًا تقر فيه بارتكاب "انتهاكات خطيرة لقواعد الامتثال" في العراق بين عامي 2011 و2019.
وذكرت الشركة أنها نشرت البيان لأنها "ملتزمة بالشفافية"، واعترفت الشركة بأنها دفعت عشرات الملايين من الدولارات في معاملات فاسدة من خلال الصناديق الوهمية بين عامي 2000 و2016 في 5 دول هي: جيبوتي والصين وفيتنام وإندونيسيا والكويت.
لكن الوثائق المسربة تسرد أدلة على مزاعم فساد وسوء تصرف في 10 دول أخرى على مدى العقد الماضي، بينها لبنان، حيث يُزعم أن الشركة استخدمت صندوقًا لتقديم الهدايا والترفيه والضيافة لأعضاء الحكومة بين عامي 2010 و2019، بقيمة 800 ألف دولار، إضافة إلى دفعها رشاوى في البحرين وأنجولا.
يذكر أن "إريكسون"، التي يقع مقرها الرئيسي في ستوكهولم (السويد)، توظف 100 ألف شخص وتبيع معدات اتصالات في 180 دولة، كما تلعب دورًا رائدًا في تطوير تقنية الجيل التالي الخامس من الهاتف المحمول في المملكة المتحدة.