دفعت الروابط الخاصة بين الشعبين الروسي والأوكراني والعقوبات الأمريكية على موسكو، عددا من المليارديرات الروس بإعلان رفضهم للهجوم الجاري الذي تشنه بلادهم ضد أوكرانيا، والذي دخل يومه الخامس.

ووفق صحيفة "الجارديان" البريطانية، كان المليارديران الروسيان "ميخائيل فريدمان" و"أوليج ديريباسكا" الأبرز فى هذا الصدد، إذ طالبا بوقف فوري والبدء فى مباحثات سلام بين الجانبين.

وتأتي هذه المعارضة العلنية النادرة بالرغم أن روسيا تعيش تحت قبضة أمنية شديدة يعاقب فيها كل من يتجرأ على معارضة قرارات الرئيس "فلاديمير بوتين". 

وكشف "فريدمان" عن معارضته للغزو الروسي لأوكرانيا في رسالة إلى موظفيه، دعا فيها إلى إنهاء "إراقة الدماء"، مضيفاً: "الحرب لا يمكن أن تكون الحل أبداً"

ويرأس "فريدمان" مجلس إدارة شركة الاستثمارات الخاصة "ليتر ون" (LetterOne) ومؤسس "ألفا بنك" (Alfa Bank) أكبر بنك خاص في روسيا. 

وتناول "فريدمان"، الذي وُلد بأوكرانيا،  في رسالته، ذكرياته الأولى بمدينة لفيف الأوكرانية التي لا يزال والداه يعيشان فيها. 

واحتل "فريدمان" المرتبة الـ128 بقائمة أغنى الأشخاص في العالم لعام 2021، والتي تصدرها مجلة "فوربس" الأمريكية.

وعلى نفس المنوال، دعا الملياردير الروسي "أوليج ديريباسكا" إلى بدء محادثات السلام "بأسرع ما يمكن"، وذلك في منشورٍ على تطبيق المراسلة تليغرام، وكتب: "السلام مهم جداً".

و"ديريباسكا"، مؤسس شركة الألمنيوم الروسية العملاقة "روسال"، ولا يزال يملك حصة فيها بأسهم في شركتها الأم المدرجة ببورصة لندن (EN+ Group).

وكان "ديريباسكا" مدرجاً في قائمة العقوبات الأمريكية على روسيا منذ عام 2018؛ لمزاعم بأن له صلات بالحكومة الروسية، وقد اتخذ إجراءات قانونية للطعن فيها.

 يُتوقع أن يواجه أثرياء روسيا اضطرابات اقتصادية شديدة مع تصاعد العقوبات على البلاد، والتي يُرجح أن تشمل طردَ بنوك روسية عديدة من نظام المدفوعات المصرفية العالمي "سويفت"، وغيرها من العقوبات التي ترمي إلى فصل البلاد عن سبل التمويل الدولي. 

وفي اليوم الأول من الهجوم الروسي على أوكرانيا، خسر أثرى أغنياء روسيا 39 مليار دولار في أقل من 24 ساعة، بحسب ما رصدته وكالة "بلومبرج" الأمريكية. 

وبحسب الوكالة الأمريكية المهتمة بشؤون الاقتصاد ومتابعة ثروات الأغنياء حول العالم، فإن خسارة أغنياء روسيا تتجاوز إجمالي خسائرهم منذ بداية عام 2022، والتي تضاعفت بشكل تدريجي منذ بدء الأزمة الروسية والأوكرانية والحشد الروسي على الحدود.