هل تستغل إسرائيل حرب أوكرانيا لمهاجمة إيران؟

الثلاثاء 1 مارس 2022 10:57 م

لنتأمل التاريخ الحديث للشرق الأوسط. قبل أيام قليلة من غزو الإسرائيليين لسيناء عام 1956، اندلعت ثورة المجر المناهضة للشيوعية. وفي خضم انشغال العالم بأزمة السويس، اقتحم الجيش السوفييتي بودابست. وفي عام 1967، أعطى قرار الرئيس المصري "جمال عبدالناصر" إغلاق مضيق تيران ذريعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي "ليفي إشكول" لشن حرب الأيام الستة.

وبعد غزو روسيا لأوكرانيا مباشرة، أعرب تقرير إعلامي إسرائيلي عن قلقه من أن إيران قد تستغل الحرب وتوجه وكلاءها في الشرق الأوسط لشن هجمات ضد إسرائيل. ولكن من المرجح أن تستخدم إسرائيل حرب أوكرانيا لاستهداف الأصول النووية الإيرانية أو المجموعات الإقليمية التي تعمل بالوكالة.

ويمكن لإيران مراكمة ما يكفي من اليورانيوم اللازم لصنع قنبلة نووية في غضون أسابيع. ولكن التحدي الرئيسي هو تطوير نظام إطلاق، وقد يستلزم ذلك ما لا يقل عن عامين. وليس هناك ما يشير إلى أن إيران تسرع في تطوير نظامها الصاروخي النووي لأنه ليس شيئًا يمكن أن تخفيه. وهي لا تريد أن تعطي إسرائيل ذريعة لشن هجوم.

ويؤكد المسؤولون الإسرائيليون أنهم غير ملزمين بأي اتفاق نووي مع إيران وأنهم يحتفظون بالحق في التصرف من جانب واحد لإزالة التهديد النووي. ومع ذلك، ستجد إسرائيل صعوبة في إقناع الولايات المتحدة بأن الهجوم على إيران له ما يبرره إذا ظل المعدل الحالي لتقدم برنامجها النووي.

وحتى إذا اختارت إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية دون تدخل أمريكي مباشر، فلا يمكنها إلا أن تعرقل البرنامج لبضع سنوات، وبعد ذلك ستستأنف طهران أنشطتها وتتقدم بها.

على أي حال، سيتعين على إسرائيل أن تسبق هجومها على إيران بتدمير قدرات "حزب الله" الصاروخية وترسانته من الطائرات بدون طيار حيث إن "حزب الله" هو خط دفاع إيران الأول ضد إسرائيل والقوة الأساسية في تعزيز طموحها ونفوذها الإقليمي.

وقد انسحبت إسرائيل من جانب واحد من جنوب لبنان في عام 2000 دون التوصل إلى اتفاق سلام. وكانت سياستها الثابتة هي تجنب التصعيد ضد "حزب الله"، الذي فهم قواعد اللعبة الجديدة ولم يقم بأي محاولة لانتهاكها. (كان الاستثناء في يوليو/تموز 2006 عندما أخطأت غارة محدودة على الحدود لأخذ أسرى من جيش الدفاع الإسرائيلي وأوقعت إصابات أكثر مما يمكن أن تقبله إسرائيل).

في السنوات التي تلت ذلك، أدلى زعيم "حزب الله" "حسن نصرالله" بادعاءات غبية حول امتلاك وتطوير صواريخ باليستية دقيقة. وقال إن الحزب حقق بالتالي القدرة على ردع إسرائيل، وزعم أن الحزب نجح في إحداث توازن قوى مع الجيش الإسرائيلي. وفي الآونة الأخيرة، تفاخر "نصرالله" بإرسال طائرة بدون طيار فوق إسرائيل لم تتمكن أنظمة الفاع الإسرائيلية المتطورة من اعتراضها.

وبالطبع، لن تغير طائرة بدون طيار صغيرة ميزان القوة العسكري الذي يميل لصالح إسرائيل بشكل ساحق، لكن من الملاحظ، أن قدرات "حزب الله" تطورت كثيرا في هذا الصدد. وردت إسرائيل بإرسال طائرتين تابعتين لسلاح الجو الإسرائيلي للتحليق فوق بيروت وضواحيها الجنوبية، المعقل الرئيسي لـ"حزب الله". ومن المعلوم أنه في الثمانينات والتسعينات، كان يمكن لأي استفزاز بهذا الحجم أن يستدعي ردا إسرائيليا شديدا.

وإذا قررت إسرائيل في أي وقت قصف المواقع النووية الإيرانية، فسيتعين عليها التعامل مع الأصول العسكرية لـ"حزب الله" مسبقًا. وبالنسبة لقادة الجيش الإسرائيلي، ليس السؤال ما إذا كانوا سيخوضون الحرب مرة أخرى ضد "حزب الله"، ولكن متى.

وتعد الشروط المسبقة لهجوم إسرائيلي حاسم على البنية التحتية النووية الإيرانية غير متحققة بعد، لكنها مستوفاة بالفعل في حالة "حزب الله".

قد يكون من الصعب على الولايات المتحدة وقف العمل الإسرائيلي ضد "حزب الله" بعد أن غزت روسيا أوكرانيا. ويمكن لإسرائيل أن تدعي أن لديها أسبابًا أمنية أكثر إقناعًا لمواجهة "حزب الله" من الأسباب التي لدى روسيا لتقسيم أوكرانيا وإسقاط حكومتها.

المصدر | هلال خاشان | جيبوليتكال فيوتشرز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الحرب الأوكرانية اسرائيل حزب الله الاتفاق النووي التهديد الإيراني حرب أوكرانيا

قلق إسرائيلي من تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على الاتفاق النووي

الجارديان: الاتفاق النووي الجديد سيكون أسوأ على إسرائيل من سابقه

إعلام عبري: مسؤول أمني إسرائيلي توجه للإمارات في زيارة هدفها إيران

من إسرائيل.. حاخام كييف يتعهد بالضغط على حكومة بينيت لمساعدة أوكرانيا 

حرب أوكرانيا تلقي بظلالها على المحادثات النووية مع إيران

وزير خارجية إسرائيل ينتقد الغزو الروسي لأوكرانيا: لا مبرر لاستهداف المدنيين