منتدى أبحاث روسي يكشف كيف يفكر بوتين في مستقبل حرب أوكرانيا

الأربعاء 2 مارس 2022 09:47 م

اعتبر منتدى "فالداي" الروسي أن سبب تصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية هو بحث أوروبا والغرب عامة عن أمنه وسعيه الدائم إلى فرض وجهة نظره والسعي لمصالحة، دون الأخذ في الاعتبار أن هناك قوى أخرى، فيما تسعى موسكو إلى فرض قواعد جديدة للعبة فيما يتعلق بأمن حدودها.

وفي ورقة نشرها المنتدى على موقعه الإلكتروني، رأى أن روسيا كانت تبحث عن إحداث توازن في العالم خلال العقود الثلاث الماضية، ولكن مع قرار الحرب ضد أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، "انتهى عصر بحث روسيا عن مكانتها في العالم المتمركز حول الغرب".

وأضاف: "حددت الدول الغربية القواعد الأساسية لهذا العالم وسمحت، وفقًا لتقديرها، للمشاركين الآخرين بالمشاركة في فوائد النظام العالمي القائم".

وتابع: "على مدى العقود الثلاثة الماضية، سعت روسيا إلى إيجاد مكانتها في هذا العالم بما يتماشى مع مصالحها، وكان ذلك في البداية بحذر وحتى خجول، ثم بإصرار أكثر أشارت روسيا إلى أن تجاهل مصالحها سيؤدي إلى أزمة عالمية".

ردًا على ذلك، وفق منتدى "فالداي"، بدأ الغرب "في اعتبار روسيا المشكلة الرئيسية التي تواجه الأمن الأوروبي، كانت القضية الرئيسية هي تحميل روسيا الذنب لما يحدث في أوروبا الشرقية، مولدوفا وبيلاروسيا ودونباس وشبه جزيرة القرم".

وأردف أنه "بحلول نهاية عام 2020، تكررت حوادث الاستفزازات العسكرية على حدود روسيا، واختبار الإرادة السياسية للقيادة الروسية، وبشكل شبه يومي أصبح الاقتراب الخطير من السفن العسكرية الروسية يحدث، وتم إجراء مناورات بالأساطيل العسكرية بالقرب من الحدود الروسية، وجرت استفزازات في دونباس وشبه جزيرة القرم، علاوة على الضغط السياسي المستمر والعقوبات والهجمات الإلكترونية فضلاً عن التهديد المستمر بتصعيد النزاع".

ومع كل هذه العوامل، وفق المنتدى، حدث ما حدث لكن بعد فترة، "ستهدأ المشاعر بشأن المرحلة الحادة الحالية للأزمة، وستستأنف المفاوضات حتما، لكن على أي حال، سيكون هناك عالم آخر، ستنقل روسيا الحدود الأمنية بعيدًا عن حدودها، بشكل أعمق نحو الغرب، ستقود أوكرانيا حكومة جديدة وستكون منزوعة السلاح بالتأكيد، ومن المرجح أن تصبح أوكرانيا العضو الثالث في الاتحاد بين روسيا وبيلاروسيا".

وفي الوقت نفسه، ذهب المنتدى إلى أنه "إذا بدأ تهديد أمريكي لروسيا بإنشاء نظام داعم للعمل السري الأوكراني مع نشر المعسكرات على أراضي دول أوروبا الشرقية، فسوف تفكر روسيا في رد مماثل وممارسة ضغوط شديدة على دول أوروبا الشرقية".

ولفت إلى أنه "بمرور الوقت، يجب أن تنتهي هذه المواجهة المختلطة، كما انتهت من قبل بين روسيا وتركيا (على أرض سوريا)، اللتين استخدمتا أدوات نفوذ مماثلة ضد بعضهما البعض، ففي العالم الجديد لن تتسامح روسيا مع انتهاكات حقوق الأشخاص ذوي الهوية الروسية أينما كانوا، ستدافع عنهم بقسوة وإصرار، وسيصبح تبادل الضربات الإلكترونية أمرًا شائعًا في عالم يستحيل فيه الصراع العسكري المباشر بين روسيا والغرب".

ووفق المنتدى، فإنه "في حالة نشر أسلحة هجومية في دول الناتو على الحدود الروسية ، على سبيل المثال ، على أراضي دول البلطيق أو بولندا ، ستنشئ روسيا تهديدات مضادة في أماكن غير متوقعة في أوروبا ونصف الكرة الغربي".

ولذا فإن "المعادلة الرئيسية لهذا العالم الجديد ستكون ما يسمى بالمواجهة المتحكم فيها بين روسيا والغرب، لمنع التصعيد التلقائي نحو الحرب، إذ يبقى هدف روسيا دون تغيير - إنشاء نظام أمني أكثر عدلاً في أوروبا يأخذ في الاعتبار المصالح الروسية بشكل أفضل، يجب أن يقوم هذا النظام على قواعد السلوك الحكيم ورفض خلق التهديدات العسكرية المتبادلة"، وفق المنتدى.

المنتدى أوضح أن سلوكيات الاتحاد الأوروبي وكذلك حلف شمال الأطلسي "ناتو" كان لهما دور كبير في وصول الأمور إلى ما هي عليه الآن.

وأطلقت روسيا، فجر 24 فبراير/شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا أوكرانيا الناتو الحرب الروسية الأوكرانية

الخارجية المصرية تنشر بيانا توضيحيا لأسباب تصويتها ضد الغزو الروسي لأوكرانيا