الجارديان تنتقد عنصرية الغرب بين الأوكرانيين والعراقيين والأفغان

الخميس 3 مارس 2022 07:48 ص

انتقد الكاتب اليمني الأمريكي "مصطفى بيومي"، التعليقات التي صدرت مؤخرا بشأن الأحداث في أوكرانيا من أشخاص اعتبروا أن أوكرانيا بلدا "متحضرا بخلاف دول أخرى تشهد حروبا".

وفي مقال للرأي بصحيفة "الجارديان"، تساءل الكاتب في مقاله "هل يستحق الأوكرانيون التعاطف أكثر من العراقيين والأفغان؟".

وقال "بيومي"، عن وصف كبير مراسلي شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية "تشارلي داغاتا"، الأسبوع الماضي، أوكرانيا إنها ليست "مثل العراق وأفغانستان (...) هي دولة متحضرة نسبيا"، ما يعني أن "الأوكرانيين، على عكس الأفغان والعراقيين، يستحقون تعاطفنا أكثر من العراقيين أو الأفغان؟".

وأضاف "بيومي": "تصاعد الغضب على الفور على الإنترنت، كما كان ينبغي في هذه الحالة، وسرعان ما اعتذر المراسل المخضرم".

وتابع: "منذ أن بدأت روسيا غزوها الواسع النطاق في 24 فبراير/شباط، لم يكن ""داغاتا الصحفي الوحيد الذي رأى محنة الأوكرانيين من خلال مصطلحات شوفينية".

وعدد الكاتب، أمثلة أخرى حول الموضوع نفسه، مثل قول نائب المدعي العام السابق لأوكرانيا إنه "أمر مؤثر للغاية بالنسبة لي لأنني أرى أوروبيين بعيون زرقاء وشعر أشقر (...) يُقتلون كل يوم".

وأيضا قول الصحفي "فيليب كوربي"، بهذا عن أوكرانيا: "نحن لا نتحدث هنا عن فرار سوريين من قصف النظام السوري المدعوم من بوتين. نحن نتحدث عن الأوروبيين الذين يغادرون في سيارات تشبه سياراتنا لإنقاذ حياتهم".

وذكر أيضا ما كتبه "دانييل حنان" في صحيفة "التلجراف": "يبدون مثلنا كثيرا.. هذا ما يجعل الأمر صادما للغاية.. أوكرانيا بلد أوروبي.. يشاهد أفرادها نتفلكس ولديهم حسابات على إنستغرام، ويصوتون في انتخابات حرة ويقرؤون الصحف غير الخاضعة للرقابة. لم تعد الحرب شيئا يتعرض له السكان الفقراء والبعيدون".

وقال "بيومي": "ما تضيفه كل هذه الاختلافات السطحية الصغيرة - من امتلاك السيارات والملابس إلى امتلاك حسابات على نتفليكس وإنستغرام، ليس تضامنا بشريا حقيقيا مع شعب مضطهد. في الواقع، العكس هو الصحيح. إنها قبلية. تشير هذه التعليقات إلى عنصرية خبيثة تتغلغل في تغطية حرب اليوم وتتسرب إلى نسيجها مثل وصمة عار لا تزول. المعنى الضمني واضح: الحرب حالة طبيعية للأشخاص الملونين، بينما ينجذب البيض بشكل طبيعي نحو السلام".

واعتبر أن "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هذا النوع من التغطية الإعلامية المائلة والعنصرية يمتد إلى ما وراء شاشاتنا وصحفنا ويختلط بسهولة في سياستنا"، حيث صرح وزير الداخلية البولندي "ماريوش كامينسكي" مؤخرا: "يمكن لأي شخص يفر من القنابل، من بنادق روسية، الاعتماد على دعم الدولة البولندية".

وأشار "بيومي"، إلى أنه "في غضون ذلك، اشتكت نيجيريا من منع الطلاب الأفارقة داخل أوكرانيا من الوصول إلى المعابر الحدودية البولندية؛ كما واجه البعض مشاكل على الجانب البولندي من الحدود".

وقال: "يبدو أن كل هؤلاء الصحفيين والسياسيين يريدون تجاهل مفهوم أن توفير الملجأ لا يستند ولا ينبغي أن يستند إلى عوامل مثل القرب الجسدي أو لون البشرة، ولسبب وجيه للغاية. إذا عمل تعاطفنا فقط للترحيب بأشخاص يشبهوننا أو يصلّون مثلنا، فعندئذٍ نحن محكوم علينا بتكرار النوع ذاته من القومية الجاهلة الضيقة التي تروج لها الحرب في المقام الأول".

وأكد الكاتب اليمني الأمريكي على أن "فكرة منح اللجوء، وتوفير حياة خالية من الاضطهاد السياسي لشخص ما، يجب ألا تقوم على أي شيء سوى مساعدة الأبرياء الذين يحتاجون إلى الحماية. هذا هو المكان الذي يقع فيه المبدأ الأساسي للجوء. اليوم، يعيش الأوكرانيون تحت تهديد حقيقي بالعنف والموت الناجم مباشرة عن الغزو الإجرامي لروسيا، وعلينا بالتأكيد أن نوفر للأوكرانيين الأمن المنقذ للحياة أينما ومتى أمكننا ذلك".

وختم بالقول: "إذا قررنا مساعدة الأوكرانيين في وقت احتياجهم اليائس لأنهم يبدون مثلنا (نحن) أو يرتدون ملابس مثلنا (نحن) أو يصلون مثلنا (نحن)، أو إذا احتفظنا بمساعدتنا حصريا لهم مع حرمان الآخرين من نفس المساعدة، إذن لم نختار فقط الأسباب الخاطئة لدعم إنسان آخر. لقد أظهرنا أيضا، وأنا هنا أختار هذه الكلمات بعناية، أننا نتخلى عن الحضارة ونختار الهمجية بدلاً من ذلك".

المصدر | بي بي سي

  كلمات مفتاحية

عنصرية أوكرانيا الغرب الأفغان العراق أزمة إنسانية

دول أفريقيا تدين العنصرية الصادمة مع طلابها على حدود أوكرانيا

"تعاملوا بكرامة".. نيجيريا تدين العنصرية ضد الأفارقة على حدود أوكرانيا

يمنيون فروا من بلادهم ليجدوا أنفسهم في قلب حرب أوكرانيا.. ما قصتهم؟

مطلوب لدى واشنطن.. ظهور نادر لوزير الداخلية الأفغاني

رايتس ووتش: معاملة غير متكافئة بين الأوكرانيين والأجانب النازحين

العنصرية تلاحق صحفية أمريكية بعد حديثها عن الهجمات الكيمياوية بين سوريا وأوكرانيا

العنصرية تتواصل.. طرد لاجئين أفارقة وأفغان في فرنسا لإعطاء مكانهم لأوكرانيين

ف. بوليسي: ألمانيا تطرد لاجئين أفغان من منازلهم لتسكين أوكرانيين